بيان حركة المستقبل للإصلاح والتنمية ضد إنتهاكات الشرطة.

الخرطوم: مرايا برس

قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” المائدة الآية (8)
إمتداداً لجذوة أكتوبر ونضالات الشعب السوداني من أجل حياة كريمة تقوم على أساس الحرية والعدالة والسلام خرجت جموع الشعب في مسيرات انتظمت كل مدن السودان يحدوها الأمل في حكومة الثورة والفترة الانتقالية تصحيحاً لمسارها أو دعوة لحلها وتكوين حكومة كفاءات وطنية تقوم بمهمة معالجة قضايا الواقع المأزوم الذي أصبح يتردى إلى الدرك مع كل صبح جديد.
على هذه المطالب المستحقة لهذا الشعب الصابر خرجت الجموع يتقدمها شباب غض قدم شهداءه في سبتمر المجيدة وهو يحلم بمستقبل ينعم فيه بالأمن والاستقرار والحرية.
تفاجأ الثوار و تفاجأنا بإغلاق كل المعابر بين مدن الخرطوم المختلفة إلى وسطها حيث تمثل هذه الإجراءات إنتهاكاً صارخاً للوثيقة الدستورية و للعهود و المواثيق الدولية و الأدهى من ذلك القمع المفرط الذي واجهت به قوات الشرطة المحتجين السلميين و الذي راح ضحيته الشاب محمد عبد المجيد شهيداً آخر في سبيل الحرية و دولة المواطنة نسأل الله له القبول و لأهله حسن العزاء.
هذا السياسات الشمولية تؤكد فقدان هذه الحكومة للشرعية التي جاءت بها فقد تحولت بفعل خلافات حاضنتها السياسية إلى مجموعات متناحرة متشاكسة تنذر بانفراط عقد الوطن بعد أن اختلفت حتى على توقيع اتفاق السلام الذي رحب به الجميع و هي بذلك تُظهر مواقف متباينة على مستوى السياسات وإدارة الاقتصاد والعلاقات الخارجية وحتى التعامل مع روح الثورة والعدالة الانتقالية والوفاق العام.
إن سقوط الشهداء بنيران الأجهزة الأمنية وتوجيه حكومة ولاية الخرطوم يمثل ردة بل نكوصاً عن مبادئ الثورة ويؤكد ضرورة ما ذهبنا إليه في حزب حركة المستقبل في بياناتنا السابقة وعبر تحالف نداء البرنامج الوطني أن يصحح وضع هذه الحكومة أو الدعوة لحلها بأعجل ما تيسر مع تكوين حكومة كفاءات وطنية تعكف على معالجة قضايا المواطن الأساسية في الخبز والوقود والصحة والتعليم مع استكمال التوافق السياسي مع توسيع الحاضنة السياسية لتشمل كل القوى الوطنية دون حجر على أحد والقيام بإنفاذ إستحقاقات العدالة الانتقالية في المصالحات ومحاسبة المفسدين عبر مفوضية مكافحة الفساد ومؤسسات القضاء العادل المستقل غير المسيس.
إننا في حزب حركة المستقبل نرحب بكل القوى الوطنية الموقعة على اتفاق السلام في جوبا وندعوها للانتظام مع كل أبناء الوطن ومكوناته السياسية والإجتماعية والثقافية في مرحلة الإصلاح والبناء والتنمية من أجل سلام مستدام وندعو كذلك كل الحركات الأخرى لتلحق بركب الوطن والسلام.
جماهير شعبنا الأوفياء نترحم على أرواح شهداء بلادنا ونسأل الله لهم القبول ولأسرهم الصبر والسلوان وللجرحى والمصابين عاجل الشفاء كما ندعو الحكومة لمحاسبة الجناة وضمان وكفالة حق التعبير فما وجدته هذه الجماهير سلوك مستنكر يمثل وصمة عار في جبين هذه الحكومة والتي سقطت في ميدان الخدمات وها هي تسقط في ميدان القيم والشعارات.
نجدد نحن في حزب حركة المستقبل إلتزامنا ووقوفنا مع كل القوى الوطنية المؤمنة بالحرية والعدالة والسلام والعاملة والمجتهدة دون إقصاء أو إستكبار من أجل نماء ورفعة بلادنا .

حركة المستقبل للإصلاح والتنمية.
المكتب السياسي

تعليقات
Loading...