جماهير سنكات تقاطع خطاب حميدتي بالهتافات..

سنكات:إيهاب نصر

حالة عدم الإستقرار والصراعات التي شهدتها ولايات الشرق الثلاثة بعد قيام ثورة ديسمبر والتهميش الواضح للإقليم على كافة المستويات خلق حالة من الغضب وعدم الرضا، الأمر الذي دفع المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة برئاسة الناظر سيد محمد الأمين ترك إلى عقد مؤتمر السلام والتنمية بمدينة سنكات في الفترة ٢٦ إلى ٢٩ سبتمبر وقدمت في المؤتمر عدة أوراق ناقشت فيه كل القضايا المتعلقة بالأقاليم وخرج بالعديد من التوصيات التي تم تسليمها لنائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع.
-حشود جماهيرية كبيرة..
نجح المؤتمر في أن يحشد أعداداً كبيرة من الجماهير التي تدافعت من كل مدن وقرى الإقليم لتشهد اليوم الختامي الذي تم الإعلان مسبقاً أنه سوف يشرفه ويخاطبه نائب رئيس المجلس السيادى حيث ضاق المكان تماماً بالمحتشدين التي أرادت أن توصل رسالة لقيادات المركز أن الأمر أصبح أمر جماهير لها إرادتها ولا يمكن تقافلها (مرايا) التي كانت حضوراً وسط هذه الجماهير تبين لها تماماً أن هذه الجماهير قد وصلت مرحلة الغليان الذي يؤدي للإنفجار إن لم يتم تدارك الأمر بالسرعة المطلوبة.
-مقررات المؤتمر..
مقدمة طويلة تلاها مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة عبد الله اوبشار قبل أن يدلف إلى توصيات المؤتمر ومقرراته والذي مهد له بسرد تاريخي لمعاناة الإقليم منذ خروج المستعمر ونيل السودان إستقلاله وان كل الحكومات التي تعاقبت على السودان أهملت إنسان المنطقة وحتى الإتفاقيات التي تم التوقيع عليها لم تلتزم الحكومات بتنفيذها وخرجت هذه التوصيات من وحي غضب إعتمل في النفوس وفقداناً للثقة وكانت كل توصية تمهد للتي تليها إلى آخر توصية والتي بلغت في مجملها أحد عشر توصية فكان أول ما تلاه اوبشار:
التأكيد على أن أزمة الإقليم ليست صراعاً قبليا إنما قضية أمن قومي وتدخلات خارجية، كما قرر المؤتمر تفويض المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة للتعبير عن قضايا الإقليم في كافة المنابر،
رفض مسار الشرق في منبر جوبا والتجاوزات التي تمت في إختيار والي كسلا،
و إعتماد تحالفات كسلا والقضارف وتكوين هيئة تنسيقية عليا مشتركة بين كافة المكونات
و رفض التدخلات الخارجية ومحاولة التغول على السيادة الوطنية،
التمسك بحق أبناء الإقليم في حكم إقليمهم والمشاركة في حكم الدولة في كافة مستويات الحكم
إقرار الإقليم الواحد بحدوده التاريخية المعروفة
وعقد مؤتمر قضايا الشرق الذي يقوم على الأسس القاعدية في المحليات
الإيقاف الفوري لجميع المخططات السكنية والزراعية وتصديقات الأراضي،
إيقاف عمليات التعدين والشركات والمشروعات المركزية بمناطق البجا لحين وضع أسس تقضي بتحقيق مصلحة إنسان المنطقة كأولوية،
وكانت التوصية الأخيرة التي تلاها مقرر المجلس هكذا نصا دون تحريف لأنها شهدت جدلاً كبيراً (وعملاً بالحق القانوني والمشروع والمنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان في حق كل الشعوب فى تقرير مصيرها نحن شعب البجا تراضينا وتوافقنا على إستخدام حق تقرير المصير كحق مشروع لإنسان إقليم البجا)
هكذا طالب مؤتمر سنكات بحق تقرير مصير الإقليم لأول مرة في تاريخ الشرق الذي يطلب بعض قيادته الكبيرة و المعروفة برئاسة الناظر سيد محمد الأمين ترك في خطوة توقع عدد كبير ممن سألتهم(مرايا) أنها سوف تشهد جدلاً واسعاً خلال الفترة المقبلة لأن هناك الكثير أيضا من القيادات البارز في المنطقة ترفض مجرد الحديث أو التلويح بحق تقرير المصير ومنهم ممن هم داخل المجلس الأعلى لنظارات البجا ممن رفضو هذه الفقرة تماماً.
-ردة الفعل في كلمة نائب رئيس مجلس السيادة..
يبدو أن الفريق أول حميدتى جاء إلى هذا اللقاء وهو يعلم كل كبيرة وصغيرة فيه ويعلم من يوافق ومن يرفض إذ أن هذه الزيارة هي الثانية له للبحر الأحمر الذي جاءها أول مرة حينما اندلع الصراع بين قبائل النوبة والبنى عامر والتى شهد فيها عمليات توقيع (القلد) بين القبيلتين حيث أول كلمة قالها حميدتي للجماهير المحتشدة: أن الشرق خط أحمر ولن نفرط فيه في إشارة واضحة لرفضهم توصية تقرير المصير التى وردت فى توصيات المؤتمر وقال إن الشرق شريان السودان وسنعمل على جمع وحدة صفه وكلمته مقرا بالتهميش الذى يعانيه الإقليم وركز النائب بقوله أنه يريد التحدث دون عواطف، مضيفاً بأن أي تغيير له إفرازات وتساءل عن مخرجات الربيع العربي ماذا أحدثت ؟ لكنهم فى السودان ( الحمد لله ) حسب قوله وكانت تساؤلاته أين بقية النظار؟ وسؤاله:
( الحباب ما بجا) هذه التساؤلات التي ووجهت بهتافات كبيرة ورد واحد (الحباب ما بجا) وبعدها لم يستطع الفريق أول حميدتي مواصلة كلمته بالرغم من تدخل الناظر ترك لتهدئة الجماهير متحدثاً معهم بلغة (البداوييت) وبعد أن انتهى ترك قال حميدتي: اكتفي بكلمة الناظر. لكن قبل ذلك عدد حميدتى الأدوار التاريخية لقادة الشرق ونضالاتهم ومادحا دور الشيخ علي بيتاي شيخ خلاوي همشكوريب واصفاً إياه بالمصلح الإجتماعي والمرسخ للتعاليم الدينية لمجتمعه و بأنه قدم نماذج في العادات والتقاليد تصلح لأن تدرس في الجامعات
-لسنا دعاة قبلية..
ناظر عموم قبائل الهدندوة محمد الأمين ترك قال ان مشكلتهم ليست قبلية وإنما تنحصر مشكلتنا في الظلم الذي وقع علينا منذ الإستقلال وليست هناك اية مشكلة قبلية بينهم وبين مكون آخر .
وشكا ناظر عموم قبائل الهدندوة من عدم تطبيق ما كان يتفق عليه بخصوص الشرق سوى القليل البسيط من إتفاقية الشرق السابقة .
وقال ترك يجب إخراس ألسنة من سرقوا الثورة وطالب بإبعادهم لأنهم مدعين سياسية ومن يتهموننا بالتبعية للنظام السابق لا يعلمون مواقفنا القوية في وجههم ومطالباتنا لهم بحقوقنا طيلة الفترات الماضية.
– غياب بارز..
الغياب البارز لناظر الأمرأر والبشاريين وعدد من العمد والمشائخ آثار تساؤلات كثيرة ولم يخفها نائب رئيس مجلس السيادة حينما تسآءل أين ناظر الأمرار قال بعض المراقبين تساؤلات حميدتي في كلمته أراد أن يقلل فيه من أهمية المطالبة بحق تقرير المصير وبأن هذه المطالبة لا تمثل كل الشرق وأن الشرق يحتاج أولاً أن يوحد صفه لكن كانت هناك إجابات بأن الأمرأر موجودون وممثلون بقوة في المجلس فى إشارة للظهور البارز العمده حامد أبو زينب الذى يتمتع بجماهيرية كبيرة تقف ونساند موقفه الداعي لتقرير المصير ويرى الكثيرون أن أبعاد قبائل البني عامر والحباب من منظومة الشرق ستواجه بعقبات ومعضلات كبيرة وأن ثمة تعقيدات ستواجه الإقليم في حالة هذا الرفض للآخر وهذا ما أكده نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول حميدتي بأنهم سيجلسون مع كل الأطراف وسيجدون حلا وهو أمر لابد منه لمصلحة الشرق وإنسانه ولمصلحة كل السودان الذي يعتبر الشرق ثغره وشريانه ولا تفريط فيه أبداً.

تعليقات
Loading...