حسن إسماعيل يكتب: استقالة عرمان .. سياسيون (نص استواء). 

الخرطوم :مرايا برس

ـ كتب ونشر ياسر عرمان استقالة للسيد حمدوك هي أقرب للمناحة والمطالبة بباقي حساب الإستشارة (ماعندب مخصصات نزلت وكنت شغال بعربيتي وماسكنوني في حي المطار وهسي لو عندي قروش نزلت عايز اتبرع بيها لمسجد طابت)!!!. (هسي دي استقالة وله طلبات ملحة لمؤخر صداق الوظيفة)؟!. يبدو ان السيد ياسر لم يترك له جهد الصيام في المعتقل الفاخر فرصة للإطلاع على أدب الاستقالات وفنونها ..وهو أدب ذاخر ، ومتوفر بنماذج أوربية ولاتينية وامريكية وحتى افريقية وعربية ( جاهلية ومعاصرة).. ومع كل هذا دعونا نستدرك ونقول …
ـ فإن في استقالة السيد عرمان مايستحق التوقف والتأمل والاستبصار والقياس والخروج بنتائج ( بس خربتها بحكاية شوفو لو قروشي نزلت). 
ـ أحصى السيد ياسر عرمان ثلاث محطات اعتبرها محطات مختلفة ومتجددة لميلاده، قال إن الأولى هي محطة انضمامه للحزب الشيوعي ثم محطة انضمامه للحركة الشعبية ثم محطة اشتراكه في الثورة …ولكن ياسر لم يحدثنا عن فترات مابعد الميلاد ومغادرة تلكم المحطات!!. فإذا كان تاريخ الانتماء للحزب الشيوعي ميلادا فماذا عن تاريخ المغادرة لمحطة الشيوعي؟ هل هو موات للميلاد أم تحنيط للحظة الميلاد تلك أم ماذا؟ ..على ياسر مثل ما رأى أن يحدثنا عن محطات الميلاد فليحدثنا عن فترات التسنين والحبو والمغادرة …ثم محطة الميلاد الثانية على فراش الحركة الشعبية وآجال الطرد والمفاصلة..وهل لازال للحركة الشعبية مشروع سودان جديد أم انه مثل بائع متجول نسى أن يبعد البضائع منتهية الصلاحية ولايزال يصرخ عليها مناديا؟ أما حكاية الميلاد الثالث هذه فسنعود إليها بعد قليل ..
ـ ضغط ياسر عرمان في ثنايا استقالته على معنيين ، الأول هو مفردة الديمقراطية والثاني هو مفردة الحرية ولنا أن نسأل عرمان مثلما سأل المتنبئ قبل مئات السنين كافور الاخشيدي ( من أية الطرق يأتى نحوك الكرم ) ؟… ماعلاقة الديمقراطية بشخص ولد وتربى وترعرع في تنظيمات مركزية قابضة؟ من أي الأثداء رضع ياسر قيمة الديمقراطية هل من الحزب الشيوعي الذي كان آخر مطاريده الشفيع خضر الذي اقترح كسر التابو الماركسي فطرد ، أم من ثدي الحركة الشعبية التي اغتالت بيديها قياداتها المخالفين لرأى الزعيم قرنق فقتلت (بضم القاف) قيادات الحركة برصاص القائد اكثر مما قتلت برصاص الحرب ثم لاأظن أن ياسر سيدعي أنه نهل الديمقراطية من معين عبدالعزيز الحلو فآثار سياط الطرد ووشمها على وجهه لم تتوار بعد
ـ المعنى الثاني الذي كرره عرمان في استقالته هو موضوع الحرية ..وإذا تجاهلنا عرمان وهو يسقط محطة الحركة الشعبية شمال من محطات ميلاده التي  عددها وسمحنا له ( أن يكتل ملف) بعيدا عنها فلن نسمح له بتغافل محطة التحالف مع المؤتمر الوطني تلك المحطة الممتدة من 2005م إلى 2010م وأظنها من أكثر المحطات التي استنشق فيها ياسر الحرية ووجد فيها المساحات وصعد فيها إلى اكثر من مقام … لقد كان الرجل رئيس لجنة في البرلمان وهي وظيفة بكامل مخصصاتها المالية وسياراتها وحرسها وسكنها ( تقول لي مستشار لحمدوك ) !! ثم كان لياسر صحيفة يومية ..صحيح أن الوسط الفكري والسياسي لم يقرأ عبرها لياسر شيئا يذكر ولكنها كانت تصدر بانتظام ، ثم تكاثفت فرص الحرية للرجل فهو رجل برلمان يوم السبت ومتظاهر يوم الأحد مع إن حزبه كان شريكا في الحكومة ( في حب ياأخوانا أكتر من كده )!! ثم إن ياسر في تلكم الأيام كان يغشى استاد المريخ عصرا والقولدن قيت ليلا و( يتسنتر ) في حفلات رأس السنة ، صادقا لا أدري لماذا أسقط ياسر من استقالته تلك المحطة الوردية فعلى نهايتها أصبح عرمان مرشحا رئاسيا يقول الراوي .. إن عرمان كان يغشى شارع المطار ويترجل من سيارته ويتجه نحو الجدران يتحسس صوره على البوستر المصقول الفخيم كما كان يتحسس محمد هنيدى صوره على فندق دبي وهو يسمى نفسه ( عندليب الدقي) في أحد أفلامه الكوميدية المتعة. 
ـ ياسر قال إن الثورة هي محطة ميلاده الثالثة ..حسنا …الثورة خشم بيوت. 
ـ تخرج أم الشهيد تبحث عن قبر إبنها ..وتخرج ام الجريح تبحث عن دواء لابنها وتخرج ام الفقيد تبحث عن ابنها في المشارح ..ويخرج عرمان يبحث عن متبقي مخصصاته لدى حمدوك …هذه محطة الميلاد الثالثة …هل عرفتم الآن أسرار انتكاساتنا ؟ هم هؤلاء السياسيون ( النص كم ) ونص استوا ….
ـ محن!!!. 

تعليقات
Loading...