حسن إسماعيل يكتب :حقائق ومفارقات ومخازي

الخرطوم :مرايا برس

– حقبةُ التيه التي دخل فيها السودان منذ الحادي عشر من أبريل( ٢٠١٩م) جدُّ مثيرة للتأمل والإشارة واستخراج العبر والحكاوي والمواويل بل والقفشات
– حقبةً ملأى بالتناقضات والمساخر والسخرية
– تعال عزيزي أسيرُ بك في هذا الدرب قليلا وهيّئ نفسك أن تضحك مرة وأن تبكي مرات، وأن تبكي كثيرا (فالخرق اعتى من الراتق) ولاحول ولاقوة إلا بالله….
– خذ مثلا المفارقات…فالشاب الشواني الذي كان يقود مظاهرات ٢٠١٩م وأصيب فيها إصابات بالغة وأخي دكتور محمد علي الجزولي آخر المفرج عنهم في عهد الإنقاذ هما في عُرف العُبطاء من (الفلول) وصديقي كمال عمر آخر من غادر مقعده في برلمان الإنقاذ وقد دخله بالتعيين بعد أن حجب حزبه ترشيحه لمقعد وزارة العدل، هو من قوى الثورة بل والذي يكتب دستورها وينافح عنه. أين المتنبئ لنقرأ عنه ( نامت نواطير مصر عن ثعالبها)
– ثم أمسك بطنك واضحك وصديقنا إبراهيم الميرغني يطلب من قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني أن تقدم طلب انضمام للحرية والتغيير المجلس المركزي باعتبار أنها الأصل.. وقد كنت أظن أن الأصل عند الشاب الذكي إبراهيم هو ( الاتحادي) ولاأدري هل سيقدم إبراهيم طلبا لجعفر حسن للانضمام إلى التجمع الإتحادي تمهيدا لقبولهم للمجلس المركزي الأصل؟ أم ماذا ؟؟ !!!
– أظن أن المفارقات في حياة عضو أنصار السنة محمد ابوزيد لن تنتهي فقد ارتضى أن يكون وزيرا للسياحة في عهد الإنقاذ وهاهو ينضم لتحالف يساري يُسقط تعريف الدين عن الدستور ..يبدو أن شعار الرجل (كل مما يليك) وأن الهدايا لاترد ويقرأ الآية إلى منتصفها(ربنا آتنا في الدنيا حسنة) ولكن للشاعر ترنيمة أخرى( فلكل ساقطةٍ في الأرض لاقطةِ.. وكل بائرةٍ يوما لها سوق)
– سُئل صديق الصادق عن قبولهم لإسقاط توصيف الدين الإسلامي باعتباره دين الأغلبية في السودان في الدستور اللقيط فتنحنح وأجاب و(الله نحن أصلا في ميثاق اسمرا للقضايا اتفقنا على عدم قيام أحزاب سياسية على أساس ديني) ليتفل المتنيئ في وجهه قائلا( أماتَكم من قبلِ موتِكم الجهلٌ.. وجرّكم من خِفَتِكم النملُ) .ولكنه ليس النمل بل تخمة الفراخ اللاحم التي تجعل صديق ينسى أن الحزب نسخ موقفه باتفاق جيبوتي وارتضى دستور نيفاشا الذي بموجبه ترشح الإمام الصادق عليه الرحمة لرئاسة الجمهورية في انتخابات ٢٠١٠م فما بال صديق يخلط خلطا بائنا بين ذُكران الدساتير وإناثها كما يخلط الجائع بين بيض الدجاج وبيض الثعابين ثم يبيعنا هذا السُخفَ كما باع أسهم شركة الرحمانية البائرة !!. 
– ثم ….
– يجلس ياسر عرمان في ( أكيام ) الخرطوم (الهاملة) ( كِيماَ كِيماَ ) يُحدث الناس أنه لايريد جيشا يقاتل في القرى والأرياف ثم يذهب لمنزل عبدالرحيم دقلو ويرفع له التحية العسكرية ثم يُحدّث الخواجات أن الدعم السريع يصلح أن يكون نواة للجيش السوداني الجديد قبحه الله سائر يومه (أطراف نهاره) و(آناء ليله) وخيب مسعاه وهزم به (الثوار) وشتت به شمل الحرية والتغيير فلكل (فأرةً) آفة من جنسها !!
– ثم
– وللحواري المصرية أمثلة شعبيه معبرة فيقولون (الما بتحب وشو يحوجك الزمن لقفاه) ، وتحالف اليسار الفاشل ينافح لثلاثة عقود مدعيا أنه يريد تأسيس حكم مدني بعيدا عن الجيش ثم وبعد كل ذلك تجده يسند شراكته على (قفا الجيش) بعد أن رفض أن يجلس إلى رأسه قُبيل الثورة المشؤومة فهنيئا لهم ( حكومة مدنية يحميها حميدتي) فهنيئا لكم أكل ( الضبعة ) !!
– وبمناسبة رأس الجيش (البشير) …. فقد عملت في حكومات يرأسها الفريق عبدالرحيم محمد حسين في ولاية الخرطوم وفي حكومة اتحادية رأسها البشير وهذه السنوات الخمس تجعلني احفظ للرجلين ودا واحتراما وتقديرا لما لمسته منهما وهذا الإحترام والتقدير هو الذي يجعلني أقول للبرهان ولحميدتي إنكما أحق باحترام الرجلين وتقديرهما وأن ماتفعلانه في مواجهة ظرفهما المرضي ليس (مرجلة) و(لامروءة). 
– عزيزي البرهان …انت تعرف مقدار مافي كلمة (عيب) عندما تقال في وجه الرجل الراشد ….لانملك إلا أن نقولها في وجهك فإن ماتفعله في حق المعتقلين من رجال القوات المسلحة وعلى رأسهم البشير وعبد الرحيم لهو (عيييب) سيظل يلاحقك… والديان لايموت. 

تعليقات
Loading...