حسن إسماعيل يكتب: حمدوك .. الشيخ ( نعنيش).

الخرطوم :مرايا برس

ّـ الأرشيف فى إذاعة الإسكندرية مترع بالقصص والحكاوي الدرامية التي تؤدي أداءً صوتيا مبهرا يجعلك شغوفا بتتبع الحبكة الدرامية إلى نهايتها. 
ـ ومن تلك الحكاوي سردية درامية اسمها (المشعوذ) تحكي عن رجل صاحب دكان عطارة إسمه مبارك ..أفلس وعرضت دكانته في المزاد مع ما تبقى فيها من بضاعة
ـ اقترب ( فلفل) وهو صبي التاجر الذى يعمل معه ..اقترب من معلمه باكيا ليواسيه ولكن التاجر انتهره وقال له :- لا تبكي..سأعرف كيف أقف على أقدامى من جديد وأعيد أموالي ولكن هذا يتطلب منا جهدا ودورا جديدا …
ـ شرح التاجر لصبيه أنه سيتحول إلى ( مشعوذ) …شيخ صالح يدعي فعل المعجزات والخوارق، وعليهما أن يجهزا الملابس المناسبة لذلك وكذلك عليهما اختيار المكان والمجتمع المناسبان لممارسة هذا النوع من النشاط الجديد ..فاختارا نجعا بعيدا اسمه كفر (الجهلاء) واختار التاجر مبارك اسما جديدا ..فأصبح إسمه (الشيخ درويش) (أبو نعنيش)…واختار ترانيما خاصة له فيغمض عينيه ويردد بصوت دارمي (سباااانخ . نغاااانغ ..بطاااارخ ..حييي)
ـ كانت الخطة عندما يصلا (لكفر الجهلاء) يقصدان بيت العمدة ويظل شيخ (درويش أبو نعنيش) صامتا ويدعي أنه صائم عن الكلام لمدة يومين وبعدها سيعلن عن نفسه ومعجزاته !!
ـ بعد يومي الصيام والضيافة تجمع أعيان الكفر ليستمعوا إلى الشيخ ابونعنيش وكراماته والذى فاجأهم بدون أى مقدمات أنه بعد يومين فقط سيقوم بإحياء الموتى الذين تحتويهم مقابر النجع (الكفر)
ـ فغر العمدة فمه واندهش معاونوه وانتشر الخبر فى القرية انتشار النار فى الهشيم وعاد الشيخ (أبو نعنيش) إلى مخدعه الذي يستضاف فيه وذهبت القرية تترقب نهوض الموتى من قبورهم بعد يومين..
ـ ماتوقعه الشيخ ( أبونعنيش ) قد حدث فبعد أن أرخى الليل سدوله تسللت إلى الدار التي يقيم فيها سيدة من أهل القرية ودفعت له مالا كثيرا وترجته أن يبقي على زوجها المتوفي مقبورا تحت الأرض لأنه إن عاد مع العائدين سيكتشف خيانتها له ، استلم الشيخ درويش الرشوة وهو يبتسم وقد أدرك أن مخططه قد بدأ في النجاح ، قبيل الصبح طرق بابه عمدة القرية وبعض الأعيان وطلبوا منه ترك الأموات في مدافنهم لأنهم إن عادوا إلى الحياة فسيفضحون العمدة وحاشيته وهم فى مقابل ذلك سيمنحونه مالا وذهبا كثيرا …صاح الشيخ المكير وهو يقول لهم :- … إنكم تضعون سمعتي ( كخبير ) في فعل المعجزات على المحك فماذا سأقول لأهل القرية؟ فأجابه العمدة بدهاء :- سنعطيك صكا نؤكد لك فيه أننا شاهدنا موتى (كفر الجهلاء) يمرون من أمامنا قبل الفجر …وهكذا ضمنت حاشية العمدة كتمان أسرارها وحافظ الشيخ (أبو نعنيش) على لقبه كخبير في فن المعجزات ومايدره عليه ذلك من عائدات مالية معتبرة
ـ الشاهد في كل هذا …أن (الشيخ درويش أبو نعنيش) رئيس وزراء الحكومة السودانية أصبح بارعا في عقد مثل هذه المساومات تجاه أهل ( كفر الجهلاء)..الحرية والتغيير وهو يخوفهم بمبادرة كاذبة أو أن يمهل وزراء الحرية والتغيير لمواقيت محددة ينجزوا فيها مطلوبات عصية على التنفيذ مثل حل مشكلة الكهرباء في ستة اشهر …مثل هذه المساومات تخفي عن العامة حقيقة الشيخ حمدوك أبو (نعنيش) وأنه مجرد تاجر عطارة مفلس ..(أقصد) موظف سابق في المنظمات لم يتم التجديد له ، ولم يتم تصعيده (فقصد) إلى كفر الجهلاء ( قحط ) ليمارس عليها دوره الجديد كخبير في صنع المعجزات …..!!
ـ رئيس وزراء ليس في قاموس فعله إلا تلك الهمهمات الغامضة ( بطاااارخ ، سبااااانخ ، ) ثم يدس فمه في كمه ويضحك ساخرا وهو يهمس في أذن صبيه (فلفل)…(سنعبر وسننتصر ) وفلفل ( يووووزع).

تعليقات
Loading...