حسن إسماعيل يكتب: حوار البشير وحوار الأمم المتحدة !!..

الخرطوم :مرايا برس

ـ والقصة يحكيها البشير ويحكيها الفريق عبدالرحيم محمد حسين فيما بعد ..والمشير يسأل الفريق عن سبب تأخير تشكيل حكومة الخرطوم والسيد عبدالرحيم يرد انهم طلبوا من دكتور الصادق الهادي تغيير اسم حسن إسماعيل بمرشح آخر ..والبشير يسأل مرة أخرى ( ليه ؟) والفريق يرشف من كوب الشاي الذي أمامه ويقول ..بعض قيادات الحزب في الولاية عندهم تحفظات وناس أمن الولاية متخوفين من حكاية إنو إعلامي وصحفي دي …البشير يمسح خلفية رأسه بيده ويقول …يعني يا عبدالرحيم نحن ندعو لحوار والأحزاب تستجيب ولمن نجي لمرحلة الشراكة نعترض على ناسهم عشان نحن زعلانين منهم …أمشي أعلن حكومتك وماتغيروا مرشحين الأحزاب ..البشير يومها كان سابقا للجميع في الحوار وتوسيع قاعدة الشراكة. 
ـ وعن الأخ عبدالرحيم نحكي لاحقا عن الرجل الذي ظلمه إعلام أهله قبل إعلام خصومه
ـ المهم …
ـ وفي بيت الضيافة البشير يحكي …كثير من الدول نصحتنا أن نستفيد من هشاشة الوضع في الجنوب ونعمل على تعقيد الأمور هناك حتى نستعيد الجنوب أو نأتي بحكومة موالية لنا ..ولكننا رفضنا ..رفضنا لأننا نحترم الحوار الذي رتب الأوضاع بين الخرطوم وجوبا وسنحترم إرادتهم ولن نستغل جراحاتهم …
ـ والبشير حاور الشريف زين العابدين الهندي  وبروفسير جلال الدقير ، وحاور الميرغني ، ومسار ونهار وموسى محمد أحمد وتجاني سيسي وبحر ابو قردة وخلف كل اسم من هؤلاء تقف شريحة سياسية واجتماعية لديها اوزانها واثقالها بل أن كل جماعة من هذه الجماعات أقيم بكثير من مجموعة ( أربعة طويلة) …. واصبح منسوبو هذه الاحزاب شركاء في الجهاز التنفيذي والرئاسي واستطالت مدد استوزار بعضهم اكثر من خمسة عشر عام
ـ ودخل قادة قوى الإجماع الوطني برلمان 2005م وكم مرة شاهدهم صحفيو التغطيات البرلمانية وهم في كافتريا المجلس يتناولون وجبة الإفطار المدعومة ثم وهم في  صف الصراف لإستلام رواتبهم
ـ كانت دور الأحزاب يومها مفتوحة تعقد فيها ندوات الصراخ والفارغة والمقدودة
ـ وكان مسموحا لكل حزب إصدار صحيفته وكان المرحوم هاشم الجاز قد أصدر قرارا قضى بعدم معاملة صحف الأحزاب كصحف الأفراد والشركات وسهل كثيرا من شروط صدورها. 
ـ وكان قادة المعارضة ضيوف دائمون على البرامج السياسية في القنوات المختلفة يقولون مايشاءون. 
ـ ومع كل هذا كانت أبواب الحوار مفتوحة مع الجميع …ولم تغلق للحظة …
ـ والمؤتمرون في قاعة الصداقة في مؤتمر الحوار يصرون على إنشاء منصب جديد لرئيس الوزراء مع أن النظام الحاكم نظام رئاسي والبشير يعترض ولكن وفد مؤتمر الحوار يصر ويقول أنها توصية المؤتمر والبشير يتراجع ويقبل
ـ وبعد كل هذا…
ـ يضحكك ويبكيك في هذا المشهد السوداني  العجيب أن أحزاب مثل الأمة القومي والشيوعى والبعث كانت تعنون صراعها ضد الإنقاذ بأنه صراع لإستعادة الديمقراطية ( قادر تتخيل عبثية ونفاق هذه الأحزاب)؟؟
ـ خلاصة القول أن القضية السياسية قبل ذهاب الإنقاذ كانت سهلة الفرز وواضحة الخطوط ونقاط الالتقاء والخلاف مفروزة ومسارات المساومة بين الحكومة والمعارضة معلومة المنعطفات …وكان في كل الأحوال سالكا ليس به تعقيدات تستدعي مبادرة من الأمم المتحدة أو غيرها …فما الذي حدث بعد ذهاب الإنقاذ ….
ـ ثلاث سنوات انبهم فيها المشهد السياسي وأصبح شديد القتامة …خلط مريب بين المتون والحواشي ، غياب مركز الفعل والسيطرة ، حالة سيولة غير مسبوقة والأسوأ من كل هذا غياب المشروع السياسي وتداخل الأهداف
ـ قوى ترفع شعار المدنية ثم هي هاربة من الإنتخابات والإقتراع …قوى يسقط ازار تماسكها فجأة وتشتبك مع بعضها البعض ، ( تورور باصبعها للجيش ) وترخي ظهرها لأصغر سفير في الخرطوم …ترفض الجلوس مع بعضها البعض وتهرول للخليج اثر مكالمة من رجل مراسم في  الدرجة العاشرة يدعوهم لإجتماع عاجل ….
ـ ما الذي تحتاجه القضية السياسية السودانية لكي تحل عبر الأمم المتحدة؟ ما الذي يعيق عملية التحول الديمقراطي غير أن يذهب الجميع للإنتخابات بعد سنة من الآن؟ ما الذي تحتاجه قضايا الحكم والإدارة والدستور غير برلمان منتخب ينجز كل ذلك ؟
ـ نحن فقط في حاجة لرجال في قامة هذا الوطن بدلا عن هؤلاء الأقزام. 
 والله المستعان. 

تعليقات
Loading...