حسن إسماعيل يكتب : عرمان ومشروع ( البعاتي)!.

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

حسن إسماعيل… عرمان ومشروع البعاتي. 

ـ في سلسلة حلقات (تداعي حر) التى قدمت منها أعداد محدودة في قناة سودانية ( 24)، تحدثت عرضا عن الأخ ياسر عرمان حديثا إيجابيا ضمن الحديث عن ضرورة إعادة بناء الأحزاب السياسية السودانية لتقوم على الأفكار والرؤى ..قلت يومها ان ياسر عرمان والحاج وراق بواقع تراكم التجارب والتجريب يستطيعان أن يؤسسا جيدا لمشروع يسار ديمقراطي يصطحب خصوصية الحالة السودانية وتوازناتها ويؤسسان لتجربة الأحزاب البرامجية بعد أن عبثت تجربة الأحزاب الأيديولوجية باستقرار المسرح السياسي …ولكن
ـ لا أدرى سر الإنتكاسة المتواصلة خلال الأشهر الفائتة التي تتمثل في تحول السيد ياسر عرمان لشخص هتافي …ينظر للملعب السياسي بمنظار تغبرت عدساته بالغبن والشحن والتوتر فعرض ( بتشديد الراء) قيمته السياسية لكثير من الاهتزاز و( السهك ) والابتذال ..مع الإعتذار عن حمولة هذا التوصيف للقارئ ولكنه توصيف مهم لتشريح حالة ( ياسر) كأن يضطر أن يصف معالج ما لمريض بأنه مصاب بالناسور الشرجي ….المهم …
ـ السيد ياسر ليس في رصيده إلا التجريب وطول الاستغراق في المشاهدة والشهادة لخطل المشاريع السياسية الماضية والذي يعتبر مشروع السودان الجديد (غرة) تلكم الخيبات وأبرزها وأفدحها وأكذبها وأبرزها عرجا وأطولها ( هبلا) وأغزرها فجاجة وأسخفها (مزاحا وهزوا) ذلك المشروع الذي انتهى في خواتيمه بتحويل النخب التي كانت تسانده إلى شلة أرجوزات تصلح أن يلهو بها مهرج في سيرك استعراضي يستدر ضحك (الصغار) ويجلب سخرية الكبار!
ـ نعم يومذاك أخذت تلكم النخب قلوبا بلاستيكية واودعتها فى جوفها ليكون لكل منهم ( وجدانين ) في جوفه ..أحدهم يرقص طربا لنيل جنوب السودان استقلاله والوجدان الثاني يبكي كذبا على انفصال الجنوب !!! والمدهش أن كلتا الحالتين من صنع أيدى تلكم النخب
ـ فهل تخيلت معى عزيزى القارئ ؟ (شخص واحد) ..يحتفى أمام الحركة الشعبية يومذاك بنجاحها في نزع استقلال الجنوب عن الخرطوم ..ذاك الشخص ليلتها يرتدي الزي الأفريقى وينهل من ذياك الحساء، ويتمايل طربا حتى تتثنى خاصرتيه فرحا ويلوح بذراعيه حتى تبين (عجاجة إبطيه) احتفاءا ثم ذات الشخص يأتي على مسرح الخرطوم فيتباكى على الإنفصال ويحمل الإنقاذ وزر ذلك. ( اتخيلت المنظر)؟
ـ كان من الطبيعى بعد انفصال الجنوب أن ينتبه ياسر لما ضاع من عمره في حراسة وسقاية ( البعاتي) خاصة بعد ان ذهبت الحركة الشعبية الأم لحال سبيلها الانفصالى وخلفت ياسر عند متاع مشروع السودان الجديد يصحو ويغفو وهو يحرس حبالا بلابقر
ـ ولأن ( الجن بتداوى ) فقد أصر السيد ياسر أن يظل يرفع شعار هذا المشروع وتخيل عزيزي القارئ أن يتبنى شخص ما عاقل راشد مشروع السودان الجديد من منصة ( مناطقية ) لايميزها الناس إلا بقوسي ( المنطقتين) فطفق ياسر ينفخ في هذا المشروع من خلال الحركة الشعبية ( قطاع الشمال ) ولكن حتى هذه ( القربة المقدودة ) انتزعها منهم عبدالعزيز الحلو وطردهم ووصفهم بصفات يحتفظ بها أرشيف الأقوال والتصريحات ..ثم تعلق ياسر بريشة النيل الأزرق ولكن حتى هذه ( نتفها ) خميس جلاب فأين الرأس وأين اللسان الذي يحدث بهم ياسر الناس عن المشروع الوطني الجديد ؟؟
ـ من أية حصيلة ومن أية خزانة ومن أي حساب يحرر السيد ياسر عرمان ( شيكات ) النصح للآخرين …وفاقد الشئ لايعطيه!
ـ ليس في مسيرة ياسر كل هذا التيه وحسب ولكن في سيرته كثير من المثالب والدمامل والقروح ليته يسكت حتى يغفرها له الناس ويدسها التاريخ في طيات صحائفه ..فياسر انضم لحركة سياسية ظلت تقاتل القوات المسلحة منذ اربعين عاما ..ظل ياسر هو بوق تلكم الحرب وسلاح إشارتها ..ظل ياسر يحشد الجنوبيين لقتلهم تحت رايات مشروع وهمى ويقاتل الشماليين من أجل ذات المشروع فهو من قلة الساسة الذين لطخوا أيديهم بالدم هنا وهناك ( ضحايا ومناضلين) وياسر ظل يصم الشمال للدوائر الغربية بكثير من صفات السوء الكذوبة ظنا منه انه ينال من الإنقاذ وهو لايدري أنه يسرف فى الوسيلة حتى تنحرف الغاية ، ويظل ياسر عرمان يحمل بين طيات مسيرته وزر إضعاف الديمقراطية الثالثة عندما سارت الحركة الشعبية تلعب على تناقضاتها وتنفذ من ثغراتها بدلا من اسنادها بعد ذهاب مايو …وياسر هو صاحب فكرة تحميل طائرات المنظمات التي تحمل الغذاء والدواء لضحايا الحرب بالقنابل والسلاح ، وفي (رقبة) ياسر تتدلى حقوق أيتام وثكالى أهل أبوكرشولا وحرق آبار النفط فى هجليح فمن أية الطرق يرسل ياسر عرمان نصائحه للفضاء السياسي وللجيش وللإسلاميين؟ الإسلاميون الذين يتفق الناس معهم ويختلفون ولكن يثبتون لهم حقهم ..فعندما كان ياسر تلميذ حربي في صفوف الحركة الشعبية كان نواب الجبهة الإسلامية في الجمعية التأسيسية يتنازلون عن سياراتهم ويتبرعون بها للمجهود الحربي للجيش يسدون الثغرات التي تفتحها حركة ياسر عرمان في جدار الوطن.
ـ التشدد ضد الإسلاميين يصلح أن يقوم به آخرون غير ياسر ..فهو من ضمن قوى الهبوط الناعم وله فى مجلس الإسلاميين الوطني مقعد ورئاسة لجنة وتخريب قانون الإنتخابات والصحافة والإعلام وله في سوح ( القولدن قيت) شهود لحفلات رأس السنة تحت حراسة عسس الإنقاذ ونظامها العام دون أن يتحسس عطر النضال الباريسي الفخيم من معانقة رجالات الإنقاذ ليلتها وهو يتمايل طربا أمام نانسي عجاج
ـ من ظن أن مشروع اليمين السياسي مشروع مركزي يمثله علي كرتي او أنس عمر فهو واهم .ضيق الأفق ، مشروع اليمين السياسي مشروع سوداني حيوي ..محطة الإنقاذ ليست رسالته الخاتمة ولكنها واحدة من تجلياته وتجاربه وأقواله التى يؤخذ منها ويرد كشأن سائر التجارب
ـ لو كان استقرار السودان يمضي بدون أحد مكوناته لمضى بدون الشيوعيين وقد أراقوا دم البسطاء في الجزيرة أبا ودنوباوي ولمضى بدون البعثيين وقد اراقوا دم ضباط الجيش السوداني فى مذبحة بيت الضيافة
ـ تعقل ياياسر وأقلع عن تربية ( البعاعيت) فهى كائنات لاتعيش وسط الناس.
ـ تعقل ..وابحث عن طريقة تغير بها الماكينة و(الشاسي) والإطارات علك تصلح لمشوار جديد!!
ـ وإلى ذلك الحين فاقرأ على نفسك بكائية أبى نواس ..واعتبر وتعقل
ـ ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم
واسمت سرح اللهو حيث اساموا
ـ وبلغت مابلغ امرؤ بشبابه
فإذا عصارة كل ذاك آثام.

تعليقات
Loading...