حسن إسماعيل يكتب: نزلتوا ؟؟ !!. 

الخرطوم :مرايا برس

ـ اظنني قد كتبت هذه الطرفة من قبل …والطرفة يحكيها صديقنا بشارة هباني ..وتقول أن شابا كسولا في  منطقتهم (حيلو ميت) كاد أن يفوته قطر الزواج ولكن أصدقاءه اجتمعوا وجمعوا له كلفة الزواج واشتروا له كل شئ …وفي يوم الزفاف و(السيرة) ظل العريس معلقا اعلى (البص) يسرف في (الهز) والتبشير حتى مل أصدقاؤه من الإنتظار فصاح فيه أحدهم ساخرا (..آ.. السجم أنزل… حرم السوط البتبشر بيه ده ماك شاري من جيبك)…ثم اردف متسائلا ..( أها بتنزل وله بتنوم في مكانك ده؟..بتنزل وبلاقيك) !.. بمعنى ان مسؤوليات مابعد (السيرة) والعرس وإدارة شؤون الحياة في إنتظارك. 
ـ حسنا …
ـ هل نزلت قحط من على ظهر جمهورها ؟؟
ـ أقول جمهورها وليس الشعب السوداني لأن الذين أصبحوا يتبرعون بظهورهم وحناجرهم لقحط هم حفنة..بعضهم (يدري ويدري انه يدري)… فذلك بائع لظهره وحنجرته فاتركوه، وبعضهم ( لايدري  ولايدري أنه لايدري )..فهذا خائض مع الخائضين فاسألوا له الهداية …
ّـ المهم
ـ تعالوا لنحصي الحقائق على الأرض مباشرة بعد نزول قادة قحط من على ظهر جمهورها!.. 
ـ ارتفع سعر الخبز من ثلاثين ج إلى خمسين ..وجوال السكر الى ثلاثين ألف ج وأخرجت وزارة الطاقة جدولا جديدا لقطوعات الكهرباء وصفته بالقاسي… ووزير التجارة يحسب في أصابع يده الشمال ماتبقى في مخازنه من طحين !!
ـ نزلت قحط من ظهر جمهورها ووجدت على الأرض أزمات الشهر الماضى كما هي ..كالفتاة الخرقاء التي ينتظهرها واجب(الغسيل والنظافة والكي) …لازال طريق الشرق مغلقا ولازالت إجتماعات مجلس السيادة معلقة ولحقت بها إجتماعات مجلس الوزراء ولا زالت المعركة بين المكون المدني والعسكري حامية الوطيس. 
ـ نزلت قحط من ظهر جمهورها فوجدت أن العداء بينها وبين الحركات المسلحة قد تمدد ثم اكتسبت عداءا جديدا مع الطرق الصوفية والخلاوي والإدارة الأهلية، والنظار والمشائخ، والعمد ثم اكتسبت عداء جديدا مع جموع البسطاء الذين اعتصموا في القصر وهم يسخرون منهم بغباء
ـ نزلت قحط من ظهر جمهورها فوجدت واجبات العام الأول لاتزال مهملة …فلا تزال قحط غير قادرة على التوافق على تعيين المجلس التشريعي ولا رئيس القضاء ولا النائب العام ولا والي كسلا ولا القضارف … وكلها مهام لن يحلها ركوب ظهر البسطاء واستلاف حناجرهم. 
ـ نزلت قحط من ظهر جمهورها والجفوة بينها ولجان المقاومة قد تضاعفت وجثث شهداء فض الإعتصام تبكي الإهمال واصبحت مثل كرة اللهب كل شخص يقذفها للآخر ، وقضايا الجرحى والمفقودين لم تعد إلا متلازمات باهتة للتزلف والنفاق
ـ نزلت قحط من على ظهر جمهورها ولاتزال الوثيقة الدستورية داخل غرفة العملية القيصرية ولايزال الأطباء محتارين هل يميتون الطفل أم يميتون أمه؟ …وبيضة ام (كيتيتي) تضع يدها في خدها !!
ـ عزيزتي قحط …اعتياد ركوب ظهر البسطاء والمستأجرين والمؤلفة قلوبهم بالوظائف لن يكون طريقا لحل المشكلات فهي تتكاثر كل يوم …تتكاثر تكاثرا ديدانيا مقرفا وبعد قليل عندما يثق الجميع أنك عاجزة عن حل كل هذه التحديات فسيعتبرونك جزءا من المشكلة ولست مدخلا للحل …
ـ تكملة المشوار وحماية التحول الديمقراطي لايحتاج لتسلق ظهور الناس والهتاف من فوقها …!!
ـ عزيزي ى جمهور قحط الذي يعلم والذي لايعلم ..استقيموا بظهوركم حتى لايتسلقها صبيان قحط عسى يتعلمون الوقوف وتقوى سيقانهم فيكفوا عن الهرولة إلى ظهوركم كلما استعصى عليهم حل المعضلات
ـ عزيزتي قحط …يوم 21 اكتوبر قد مضى ونزلتم من ظهر جمهوركم والنور الجيلاني فى شجنه القديم …(وجرحك ياغرام الروح لاطاب لابدور يبرأ)
ـ نزلتوا ؟ ولاقاكم؟؟!!. 

تعليقات
Loading...