حسن اسماعيل يكتب:الرئيس السجين البشير .. نقول شهادتنا ونمضي.

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس

حسن إسماعيل..

▪️ينسب للإمام أحمد بن حنبل أنه سئل ألم تردك المحن؟ .. فقال في ثبات وطمأنينة .. والله لولا المحن لشككت في الطريق.
▪️وقيل ان عثمان دقنة عندما سمع وقع أقدام الجنود تقترب من ( بيت الضيافة ) التفت إلى رفيقه .. آفلان لعل مابعتنى رخيص …المشكلة في الرفيق الذى يبيع بلا ثمن.
▪️وعندما تقاعس رفقاء ودحبوبه عن نصرته وخافوا بعد موته من اللوم فكتبوا في مذكراتهم أن ودحبوبة ثار من أجل استعادة ارض وطين وزريبة شوك تخصه .. ثم استمتعوا هم من بعده بعطايا الإنجليز.
▪️ثم أن لفحول الرجال في السودان مقولات ذات كبرياء يواسون بها جرحهم ساعة النهايات اللئيمة … آ نفس السواد المتعه كملتيها .. أبقي لزوما وقت القرعه فيها
وقديما واسى المرحوم أحمد سليمان مسيرته في مايو بمؤلف فخيم جعل مدخل دفتيه .. مشيناها خطى … والبقية.. مشيناها خطى كتبت علينا ، ومن كتبت عليه خطا مشاها
ومن كانت منيته بأرض فليس يموت في ارض سواها.
ّ▪️أما بعد … فإن حياة الرئيس السجين عمر البشير ليس فيها شئ الآن أنفع من العبر والعظات والدروس التي تتدفق على جنبات أكثر من ثلاثين عام منذ العام 89 إلى ليلة البارحة .. وأن أعظم هذه العظات هي أن مشاكل السودان المستعصية لن تحل بمجرد تلاوة البيان الأول حتى لوجاء مستشهدا بالقول الكريم ،، (قل جاء الحق وزهق الباطل ). فالبيان الأول لم يهدئ قلق قضايا السودان من لدن بيان عبود إلي بيان بن عوف ..ولكن اكثر الناس لايعلمون.
▪️ تنقسم النخب بعد تلاوة البيان الأول إلى فزعين ، فزع يناطح الحكام الجدد بقرنيه وأظلافه وأظلاف دول الجوار وفزع يناصر الحكام الجدد بلسانه وحلقومه . فتسيل دماء كثيرة ويضيع زمنا غير يسير.
▪️مشكلتنا أننا لم نتعلم أهمية علم التشريح ولم نوقع على قانون سل الأعضاء النافعة من الأسلاف وإعادة تشغيلها ويمنعنا الهتاف الصخيب من الإلتفات لأخذ العظات من الحكومات والأنظمة السالفة ه لنضئ بها عتمة قادم الطريق ، لا ننتبه أن الحكومات السابقه مثل توابيت الفراعنة محشوة بالزئبق الأحمر وجواهر العظات وعصارة التجارب في الحكم والادارة
.ولو أن رؤوساء احزابنا التعيسة جلسوا إلى عبود وطلبوا منه كتابة تجربته في انشاء المصانع الصغيرة الناجحة لما ضن عليهم الرجل ولكن ماذا نقول للأقرع النزهي الذي يتربع علي عروش أحزابنا.
▪️لو أن اليسار لم يحبس الأزهري عليه الرحمة وتحفظ عليه في داره لكتب الرجل أفضل مايقرأ الآن عن عيوب النخب وثغرات المثقفين وعن رهق الموازنة بين الحزب والطائفه ، وازدواجية الأشقاء والختمية وعنت الإنتقال بالدولة من ظهر البادية إلي منصة الحداثة ، ولو أن نميرى عليه الرحمة لم يقض بقية سنوات العافية في مصر لحدثنا عن الوجع الذي لازم خاصرته بعد ضرب الجزيرة أبا ، ولحدثنا عن محبة شعب الجنوب له ومكر نخب الجنوب به وعن (تلاتة مارس عيد)ّولماذا كل أعيادنا تنتهي بكل هذه الدموع المالحة ، وربما لنصحنا حتى لانقع في براثن البنك الدولي وتمويلاته الماكرة ، ولسجل لنا الفرق بين أداء حكومات التكنوقراط في عهده وحكومات منسوبي الأحزاب بعد المصالحة ولكن.
▪️إذا كانت تجربة الأزهري وعبود ونميرى تملأ نصف جرة فإن تجربة البشير المحبوسة معه بين أربع حيطان تملأ وتفيض عن كل آنيتنا الفارغة فمن يطلق سراحها.
أيها القوم هذه فترة وتجربة نضاحة بالمعلومات في الدبلوماسية والتخابر والإقتصاد لاتخص عمر البشير وحده بل تخص السودان شعبا وحكومات قادمات فلا تكونوا كالحمقى تقذفون بالصندوق في البحر بحجة أن المفتاح في جيوبكم .. قاتل الله الحماقة أعيت من يداويها.
▪️فالبشير أفضل من يحدث الناس عن تجربة قيد الأيدلوجية والتخلص منه وبراح إدارة الدولة برجال حكم خليط من الجيش والمدنيين، عن حمية الحرب ووطأتها ، طعنات هزائمها وبهجة إنتصاراتها ، عن إستخراج البترول وخطأ استخدام موارده ( وقد حدثني عن ذلك) عن نية الإنفتاح التي تأخرت وعن حبس السودان تحت سقف متدني في العلاقات الخارجية إرتفاعه هي أطوال كتف الحركة الإسلامية ( وقد قرأ لي في ذلك آيات المضطر غير الباغ ولا العاد) نعم هو أفضل من يحدثنا الآن لماذا عاف خبراء الإقتصاد «الذين جاء بهم» مصافحة الإقتصاد الزراعي بشقيه ، وقد رد لي أنهم يعتقدون أنه بطئ المردود فقلت له نعم ولكنه (كالدرب) يغشي العروق كلها.
▪️نعم البشير افضل من يحدث الناس عن نيفاشا وعن اخطاء الحرب، والتفاوض في ملف دارفور … وهو أفضل من يحدث الناس وهو خارج الميدان لماذا ارتبكت أقدامه في خط ستة وفشل في إحراز هدف ( الإعتزال الأخير) فثلاثون عام من الرهق والضغط تكفي ،، هل حقا أن الذى أخر إعلان لحظة الإعتزال هو مخافة إشعال نار كنبة الإحتياط؟ وهى نار أحمى من مظاهرات صلاح قوش! أطلقوا سراحه ليحدثنا عن سقم البطانه السيئة وكارثة عدم تجديد الدماء وفتح النافذة …عن الزعماء الذين عارضوه بالنهار واعتذروا له في جنح الظلام .
يبقي البشير سلسلة من التقديرات ، فيها بعض الذى خاب وفيها كثير من الصواب – وأوفرها – فتح باب الحوار الذى يغلقه الآن هؤلاء الأغرار ،
يبقى البشير أصغر من قاد حزبا بين خمس من الكبار الذين يقودون أحزابهم منذ الستينات ،، يبقى البشير .. (كبري رفاعه وأرقي والدويم وتوتي).
ويبقى بعض أخطاء التنفيذ وتجاوزات المنفذين ،بإختصار يبقى تجربة ومن غيرنا من الشعوب يلقي كل تجاربه وراء ظهره.
▪️وتبقي شهادتنا نحن ( بعض مانعرف) وماشهدنا إلا بما علمنا … حاربنا الرجل عبر منابر الكلمة والخطاب غير هيابين وغير مأجورين وأستجبنا لنداء حواره غير مكريين والذى يمتلك صك منفعة يقيم به الحجة علينا ويعيد لساننا بين فكينا فليبرزه …
نقول … هذا الرجل بأخطائه وهفواته يبقى أفضل من بعض الذين يملأوننا زعيقا الآن ،فبعضهم شركاؤه في أخطاء دارفور وبعضهم اكثر منه خطايا بلفهم عنق السودان بحبل العقوبات الغليظ الذى يحاولون قرضه الآن بأسنانهم فلايستطيعون.
▪️عمر البشير ،ليس مجرد سجين ، بل هو تجربة ثقيلة العظات والدروس، والأمم لاتمسح تجاربها ،،، حتى سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام لم ينسخ كل تجربة قريش … وقد جلس ذات يوم نضر الله وجهه ..يقول :- دعيت لحلف في الجاهلية إسمه حلف الفضول لو دعيت لمثله اليوم لأجبت .. وهو الذى جلس بعد فتح مكة يعيد تلاوة خطبة قس بن ساعدة الأيادى ويتذكر أيام سوق عكاظ
▪️اطلقوا سراح الرجل الذى يقف عند رأسه أبو الطيب المتنبئ الآن وينشد :-
ماذا وجدت من الدنيا؟ وأعجبه … إني بما أنا باك منه محسود!
فمن الذى حكم السودان هذا البلد (بعيد) مابين المنكبين ثم ذاق العافيه؟.

تعليقات
Loading...