دموع الورد..نوال خضر تكتب:ليت الموتى يعودون.

دموع الورد:مرايا برس

شيع الإمام الصادق المهدي عليه من الله الرحمة والمغفرة في موكب مهيب رغم المحاذير الصحية، ولست أدري مالذي كان يمكن أن يحدث لو لم تكن هناك كورورنا وتحذير من التجمعات، ممارأيته بأم عيني كانت أم درمان ستضيق بما رحبت من جموع المشيعين، وهم بالتأكيد أصناف وألوان فمنهم من جاء به ألم الفاجعة والفقد، ومنهم من حركه حبه الكامن للفقيد ، ومنهم من جاء يخطب ود الأبناء والاحفاد، ومنهم من جاء مجاملاً ومنهم من جاء ليشاهد (متفرج) وفي كل الحالات فإن الإمام قد رحل دون يرى كل هؤلاء، ومثله إذا لم تخني الذاكرة احتشد الملايين في وداع الفنان محمود عبدالعزيز ويومها قلت لو انه كان يعلم حجم شعبيته وجماهيريته لأستغلها سياسياً لأنه بتلك الشعبية لو ترشح لأي منصب لفاز، وكان هذا وجه الشبه بين جنازته وجنازة الإمام الصادق اما وجه الإختلاف فهو أن الإمام الصادق كان يعرف حجم جماهيريته وشعبيته والتي على ما اعتقد لم يستغلها سياسياً كما ينبغي وإلا لما اطيح بحكومته في الديمقراطية الثالثة بعد اربع سنوات فقط لم تكن كافية للحكم عليه، والرجل كما بدا لي لأني لم أكن من المقربين لبيت الأنصار يستحق ذلك الزحم فقد شاهدت مابثه التلفزيون القومي عن الرجل خلال توليه لرئاسة الوزراء وهو الأصغر سناً ممن تولوا هذا المنصب ومما بدا كان رحمه الله شعلةً من النشاط وقمةً في التواضع ولست أدري لماذا تجهض حكومة قيادة تتمتع بكل هذا الحب وهذه الشعبية، ومثل هذا التساؤل يدعونا لإعادة قراءة التاريخ بصورة نزيهة ومحايدة بعيدة عن الأغراض والمزايدات السياسية.
رحل الإمام وليت الموتى يعودون ليروا حجم الحب والشكر الذي يجدونه بعد رحيلهم ومن هنا جاء المثل العامي السوداني (يوم شكرك مايجي) بمعنى أن كل كلمات الشكر والثناء لاتقال إلا بعد الوفاة وأهلنا بيقولو الشكرو قدامو نبذو وهكذا السودانيون يضنون بمشاعرهم وثنائهم للآخر إلا بعد رحيله، وربما يرحل وهو لايعلم مايكنه له الآخرون، لذلك رحم الله الإمام الصادق الذي رحل عن دنيانا الفانية وهو يعلم حجم جماهيريته وحب الناس له لكن غيره كثيرون يرحلون دون أن يعرفوا حتى من من الناس احبهم لذلك ومادم آخر الدنيا الرحيل أثنو على من يستحق الثناء في حياته، عبرو لمن تحبون عن مشاعركم قبل أن تعبروا عنها دموعاً يوم وفاته.
ألا رحم الله الإمام الصادق المهدي بقدر ما قدم لوطنه ورحم كل موتانا وموتى المسلمين
نبض الورد..
سيذكرني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.

تعليقات
Loading...