. أمينة الفضل تكتب :د. عبدالرحيم العالم.. عام ونصف في زنازين النيابة اما آن للعدالة أن تتحقق.

الخرطوم :مرايا برس

عزيزي القارئ في هذا المقال
سنلقي الضوء على قضية إعتقال د. عبدالرحيم عمر الذي يقبع في السجن لأكثر من عام ونصف…
قبل عام تقريباً اتصلت علي إحدى الشابات لتروي لي ملابسات إعتقال عمها ، واسترسلت في الحديث بصوت واثق وحماس واضح شارحة لي الحالة الصحية والوضع العام للمعتقل والطريقة التي تم بها الإعتقال رغم حماسها وشجاعتها كان يغلف صوتها حزن باين . سألت (سماح) وهذا إسمها من عمك؟. فأجابت هو أبي وعمي وأخي دكتور عبدالرحيم عمر.
بالطبع فوجئت بأن المعتقل هو الدكتور العالم/ عبدالرحيم عمر محي الدين. الذي تم القبض عليه من داخل منزله ووسط أسرته التي روعها افراد الاستخبارات العسكرية المدججون بالأسلحة وهم يشهرونها داخل بيت الأسرة ووسط الأطفال مما سبب لهم هلعاً وألماً نفسياً قاسيا!!. اخيرا اتضح ان الدكتور ربما يحاول التفكير والإشتراك في محاولة إنقلابية!!
ومنذ ذلك الحين لا يزال الدكتور في زنازين النيابة العامة متنقلا من سجن إلى آخر دون محاكمة ودون توجيه تهمة محددة.
رغم أن د. عبدالرحيم أستاذ جامعي ومستقل وقد ترشح في العام ٢٠١٠م لمنصب والي الخرطوم مستقلاً أمام مرشح الوطني آنذاك..ورغم ان الدكتور لم يتبوأ اي منصب دستوري في حكومة الإنقاذ إذ لم يكن والياً ولا محافظاً ولا مدير لإحدى الشركات ولا عضوا في مجالس الإدارات ولا نائبا برلمانيا معيناً!!. إلا أن حكومة الفترة الإنتقالية تصر على معاقبته وحرمانه من حق الحرية والعدالة والحياة إذ أنه عانى أكثر من مرة من أمراض القلب والضغط وأجريت له عملية في القلب وهو داخل المعتقل إذ تم اخراجه من المستشفى مباشرة الى حراسة الشرطة الأمنية . ورغم هذا لا يزال في السجن ينتظر الإفراج أو المحاكمة.
الدكتور عبدالرحيم الأستاذ بجامعة النيلين منذ ١٥ عاما والذي أثرى المكتبة السودانية والعربية بتسع مؤلفات، تحرم النيابة طلابه منه ومن علمه وآرائه التأصيلية المستنيرة..
ورغم الوقفات الإحتجاجية والمناشدة للجهات العدلية بسرعة البت في قضية الدكتور افراجا أو محاكمة لا زال الحال كما هو والآن اكمل د. عبدالرحيم أكثر من عام ونصف العام في السجن دون أن يعرف ما هي جريرته.
إن إعتقال د. عبدالرحيم دون توجيه تهمة وتجديد حبسه تلقائياً من باب الكيد والظلم الذي لا يرتضيه أحد.
هل تعلم عزيزي القارئ انه قد تم تجديد حبس دكتور عبدالرحيم تلقائيا أكثر من ثلاثين مرة حتى دون أن يعرض على قاض أو متحر إذ يتم تجديد الحبس كل اسبوعين، فكيف هي العدالة بربكم، وكيف تتحول الدولة لجلاد تقبض على الناس بالشبهة ثم تفكر فيما بعد في توجيه تهمة حتى امتلأت السجون وضاقت بالناس.
وإذا سلمنا جدلا بإعتقال كل من شارك حكومة الإنقاذ فكيف نبرر إعتقال العلماء والمفكرين والذين لم يشاركوا الإنقاذ وكانوا من المعارضين. كيف يستقيم الأمر؟. وكيف تقام العدالة؟. الظلم ظلمات يوم القيامة فكم من أبرياء داخل السجون لا يعلم بحالهم إلا الله.
أطلقوا سراح د. عبدالرحيم أو قدموه لمحاكمة عادلة.
عام ونصف العام في السجن منتظراً دون محاكمة اما آن الأوان لفك قيده وإطلاق سراحه.
مالكم كيف تحكمون.

تعليقات
Loading...