د. عصام بطران يكتب :أبوهريرة .. “طفل في جلباب رجل” !! ..

الخرطوم :مرايا برس

🎯 استراتيجيات… د. عصام بطران.

– عرفته في خواتيم العام ١٩٨٩م تلميذا في السنة الثانية بمدرسة امدرمان الفنية الصناعية اثناء زيارات تفقدية يقوم بها “الجَنَبْ” الصنديد المقدم يوسف عبدالفتاح نائب معتمد العاصمة القومية الخرطوم “انذاك” الشهير ب”رامبو” .. تلك هي اللحظة الاولى لميلاد “ابوهريرة” الاجتماعي والرياضي والثقافي ومن ثم السياسي .. زيارة “رامبو” للمدارس امر معتاد ولكن لم تستوقفه وتشد انتباهه الا زيارة المدرسة الفنية الصناعية امدرمان لاهتمامه المتعاظم بالعمل الخاص بالتنمية والنظافة والتجميل للطرق والحدائق ووجد ضالته في المدارس الصناعية والمعاهد الفنية للاستفادة من امكانيات تلاميذها في دعم ذلك الجهد الشعبي ..
– في الزيارة الاولى للفنية الصناعية امدرمان لفت انتباهه نشاط مفرط من الحركة الدائبة لتلميذ يافع صغير السن نحيل البنية … ولكن فيما يبدو يمتاز بكاريزما القيادة والتاثير على اقرانه من التلاميذ ..
– “رامبو” بحدثه يشير لي بعصاته العسكرية الشهيرة الى ذلك الفتى النشط الذي لم يكن يشبه تلاميذ “الصناعية” لا في هيئته ولا سحنته ولا وضائته وقال بالحرف الواحد: “الولد دة عندو مستقبل مشرق” ..
– لم اسأل “رامبو” وقتها عن اسباب اختياره دون باقي التلاميذ … لكني ايقنت ان عباراته لها مابعدها وهي نظرة لخبير يفقه تركيبة “اليافعين” وما تنبئ به من سماتهم الكاريزمية .. ليس لشئ الا لتحليل العين الثاقبة لمعلم التربية البدنية بالكلية الحربية مصنع الرجال وعرين الابطال فتلك العين هي التي تعيد صياغة وعجن تلاميذ المدارس الثانوية لاعدادهم وتاهيلهم العسكري بالكلية .. تلك العين “فرزت” الصبي “ابوهريرة حسين” من بين ٥٠٠ تلميذ بان له مستقبل مشرق في رحم الغيب ..
– صدقت نبوءة “رامبو” في “ابوهريرة” فلم يتعدى العام نهايته حتى افرزت مدارس معتمدية العاصمة القومية اول اتحاد طلاب على مستوى المدارس الثانوية بالعاصمة المثلثة الخرطوم وجاء “ابوهريرة” محمولا على اكتاف تلاميذ المدرسة رئيسا لاتحادهم الوليد ..
– حملت “ابوهريرة” الى تلك العتبة الاولى في عوالم السياسة الطلابية انجازاته التي حققها في صيانة وتاهيل المدرسة بل تخطى ذلك الى تعهد طلابها الفنيين بزعامته الى صيانة الاثاثات المدرسية والمباني بعدد من مدارس امدرمان الكبرى ومشاركتهم في اعادة تاهيل الحدائق والساحات ونظافة الطرق ..
– صعد “ابوهريرة” سلم العمل النقابي الطلابي من رئاسة اتحاد مدرسته لينضم الى ركب قيادة المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب ثانويات العاصمة القومية نائبا لرئيس الاتحاد مع رفيق دربه الذي يحمل نفس الصفات ابن جزيرة توتي عثمان السيد عمر الذي ارتاد اول منصب لرئاسة الاتحاد في العام ١٩٩٠ .. ومن ثم تسلم رئاسة الاتحاد خلفا له التلميذ ابوهريرة .. كانت فترة مرهقة من العطاء الطلابي والنشاط الثقافي والاجتماعي لصالح تاسيس اتحاد الثانويات ولاية الخرطوم ليمثل مع الجناح الايمن طلاب الجامعات نواة الاتحاد العام للطلاب السودانيين فيما بعد ..
– يقال في الاثر ان النوابغ في الحياة العامة لا تتغير ملامحهم ولا تركيبتهم النفسية بمرور الزمن وعوامل تقدم السن .. ف”ابوهريرة” التلميذ الطفولي هو نفسه “ابوهريرة” في كل مراحل عمرة صبيا وشابا ورجلا .. لاتبارح ذاكرتي ملامح “اباهريرة” صبيا يافعا لايتعدى عمره ١٥ عام وملامحه رجلا لكنه يحمل “جينات” الاطفال ملمحا ونقاءا وسريرة .. كل تلك السنوات لم تغير “ابوهريرة” خلقا واخلاقا وبشاشة كان “هريرة” مجتمعا قائما بذاته من البذل والاخلاص والتفاني والعطاء .. كان مؤسسة تجتمع فيها كل المنافع فهو كحامل المسك لاااا يحزيك منه لانه من الفقراء تعففا وكفافا ولكن تجد منه ريحا طيبة ..
– رحم الله اباهريرة رحمة واسعة وجعل الجنة مثواه ومستقره بقدر ماقدم لوطنه واهله واصدقائه من اهل الحاجات وان ظلم في الدنيا فالعدل عند مليك مقتدر لا يظلم في ضيافته احد ..

تعليقات
Loading...