د. عصام بطران يكتب: الحادي عشر من سبتمبر: عشرينية البطولات الزائفة !!. 

الخرطوم :مرايا برس

الخرطوم :مرايا برس 

🎯 استراتيجيات… د. عصام بطران 

– عشرون عاما مضت على الهجوم “المصنوع” المعروف بهجمات الحادى عشر من سبتمبر والولايات المتحدة الامريكية تجرجر اذيال الفشل في استراتيجيتها وسياستها الرعناء تجاه العالم العربي والاسلامي اذاء الحملة الانتقامية التي وجهتها الى مناطق وجود ما تدعي انه حرب مقدسة لحماية مصالحها غير المشروعة في مناطق العالم المختلفة ..
– فاما المضحك والمثير للاشمئزاز ان كلمة الروح القدس “امريكا” هي التي صنعت ودعمت وانتجت تنظيمات القاعدة وطالبان بما عرف وقتها بالتحالف الاسلامي الامريكي في افغانستان ضد الغزو السوفيتي في الثمانينيات بدعم مباشر وغير مباشر للعمل الجهادي في صفوف التيارات الاسلامية .. وحثها للدول الاسلامية والعربية على دعم وارسال المجاهدين الى افغانستان لدحر الغزو السوفيتي ووقف تمدده في المنطقة ..
– ما ان انتهى الغزو السوفيتي وتفككت دول الاتحاد الروسي حتى قلبت امريكان المجن لحلفائها الاسلاميين وانكرت صنيعهم وتوجهت بكل قوتها لنقض غزلها وهدم ما بنته من حركات جهادية قوية تملك اموال النفط العربي والسلاح والتدريب الامريكي والغنائم السوفيتية وحنكة في القتال وتكتيك حرب الجبال والادغال الاسيوية ..
– بسرعة فائقة انتجت الولايات المتحدة الامريكية اسلوب حرب الوكالة لانهاء الحركات الجهادية وجندت عملائها العرب للقيام بهذا الدور عبر فزاعة زوال الملك والعرش من تحت اقدام ملوك وحكام وامراء ورؤساء طالما عملت الولايات المتحدة الامريكية على ابتزازهم باسم تقديم الحماية والحفاظ على نفوذهم الابدي ..
– عندما فشلت سياسة الحرب بالوكالة عمدت واشنطون الى التدخل العسكري المباشر واعلان الحرب على الجماعات الاسلامية بعد انتهاء دورهم المخطط بعد تفكك المعسكر الشرقي .. وهذه المرة انقلب السحر على الساحر بعد ان قويت شوكة التيارات الاسلامية وبحثا عن فك التضييق الامريكي عليها ما كان لهم الا ان استبانوا ضحى من امرهم وشكلوا قوة عسكرية ضاربة في افغانستان عرفت بتنظيم قاعدة الجهاد بعدما تحالف أسامة بن لادن مع ايمن الظواهري في عام ١٩٩٨م ..
– دخل مشروع تمديد خطوط لنقل الغاز الى باكستان والهند حلبة المصالح .. لذلك دعمت امريكا عام ١٩٩٦م حكومة طالبان في حربهم ضد تحالف الشمال الافغاني المدعوم من روسيا ودفعت واشنطون باكستان والسعودية والامارات للاعتراف بحكومة طلبان بالوكالة عن امريكا حيث تم التوقيع على اتفاق بين طالبان وشركة “يونيكال” الأمريكية لتمديد غاز تركمنستان للهند عبر أفغانستان اعقب الانفاق قيام وفد من طالبان بزيارة شهيرة الى الولايات المتحدة الامريكية في ١٩٩٧م ..
– تعد لغة المعرفة والبرمجة بين الصانع والمصنوع من اسهل اللغات في الفهم المتبادل لعملية الوقف والتشغيل والعكس .. وكما صنعت الولايات المتحدة الامريكية القاعدة وطالبان لتمرير اجندتها ومصالحها بالمنطقة فان ايضا لطالبان والقاعدة فهم مشترك في الفكر والانتماء مكنهم من عقد تحالف استراتيجي لمواجهة الولايات المتحدة الامريكية لوقف محاولاتها لفك الارتباط بينهم حين رفضت طالبان طرد قيادات تنظيم القاعدة من افغانستان بعد الهجوم على السفارتين الامريكيتين في كينيا وتنزانيا ١٩٩٨م وفسرت امريكا تحالف طالبان والقاعدة خصما على تواجدها بالخليج العربي مما ادى الى توقف نقل الغاز عبر افغانستان وضاعت بذلك الاحلام الامريكية ..
– كما وضح لاحقا الدعم الروسي والايراني لتنظيم القاعدة وطالبان بعد ان اوقفت امريكا الدعم المخصص لطالبان وهذا ما اثار حفيظة الامريكان ودفعهم للتحول الفوري من الدعم والسند الى الحرب ضد طالبان ..
– لم تكن احداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م الا احد تداعيات استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية في منطقة نفوذ اقتصادي وسياسي واستراتيجي محتمل لها في افغانستان الا ان حرب “البطولات الزائفة” للولايات المتحدة الامريكية لم تحقق اهدافها المرسومة بعد مرور الذكرى ال ٢٠ لهجمات الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م ومرور ٢٠ عاما من تواجدها العسكري في افغانستان والتدخل العسكري المباشر في كابل وبناءها لاكبر مؤسسة عسكرية نالت قسط وافر من الدعم الامريكي تدريبا وتاهيلا بشريا ولوجستيا وعملياتيا .. هاهي امريكا تجرجر اذيال الهزيمة وتسحب جيشها وعدتها وعتادها امام تقدم قوات طالبان لتؤكد المقولة الذهبية “علمته الرماية ولما اشتد ساعده رماني” وللامريكان مثل شهير يقرا مع المصري الشهير “طباخ السم بيضقوو” “The poison cook in his duke” ..

تعليقات
Loading...