د. عصام بطران يكتب :الشخصية العامة!!..

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

استراتيجيات… د. عصام بطران

– لايشترط ان تكون “الشخصية العامة” ذات منصب او سلطة او مال اوجاه ولكن اهم معاييرها ان تكون “ذات شهرة” لديها مكانة اجتماعية معينة ضمن نطاق معين ولها تاثير كبير في المجتمع لذلك تكون الشخصية العامة محل اهتمام كبير من عامة الجمهور واجهزة الاعلام واصحاب الفضول وتتبع الهفوات والعثرات التي تصدر من قبيل الصدفة من الشخصيات العامة فتكون مثار اهتمام الناس خاصة في ظل انفتاح الوسائط الالكترونية “الملتميديا” وتطبيقات التواصل الاجتماعي ..
– “الشخصية العامة” ترتبط ارتباط وثيق بالمصالح العامة في المجتمع فهي دائما تواجه الانتقادات “العلنية” التي تصل الى حد “التنمر” في سبيل النيل منها نتيجة التنافس السياسي والتجاري والمهني والاجتماعي ..
– تعد الهفوات في التصريحات الاعلامية للشخصيات العامة من مواد النقاش اليومي في ادوات التواصل الاجتماعي فالبعض يصفها بانها قاتلة والبعض يراها محرجة وفريق اخر يضيف عليها “التوابل” لتصبح مادة دسمة ترتقي الى حرق واغتيال الشخصية العامة .. ولا شك ان هفوات الشخص العام الاعلامية هي الاكثر تداولا وانتشارا في الوسائط ..
– اللقطة التلفزيونية لرئيس جهاز الامن والمخابرات الوطني “قوش” مشعلا التبغ “السيجارة” وهو يغادر مباني الجهاز عند اقالته الاولى لم ياخذها عليه احد لانها حدثت خارج اطار الجلسات الرسمية بل اوحت للكثير من المتتبعين لتصرفات الشخصيات العامة سبر غور شخصية “قوش” المخابراتية كون انه من الاسلاميين ويتعاطى التبغ .. ولكنه شانه شأن قادة المخابرات في كثير من دول العالم فمن المتعارف ان “السيجارة” علامة مميزة لقمة التفكير الغامض لديهم ..
– اما “السفة” الشهيرة لوزير مجلس الوزراء خالد عمر الشهير ب”خالد سلك” تم وصفها بالوقوع في المحظور ليس لتعاطي “السعوط” في حد ذاته فهو عادة اجتماعية تمارس على نطاق واسع من المجتمع السوداني .. لكن ما أخذ على الوزير ان “السفة” كانت “خلسة” وعلى استحياء فرصدتها عدسات التصوير وهذا السلوك من الوزير دليل قاطع على سوء التصرف والامتعاض من فعله امام العامة ناسيا او متناسيا انه امام اجهزة الاعلام والصحفيين اكثر الفئات تتبعا لهفوات المسؤولين اذ قال عنهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله في البيت الابيض امام الكاميرات العالمية “الله يكفينا شركم” ..
– الحملة الاسفيرية على الوزير “سلك” التي لم تهدأ مذ ليلة اول امس ليس القضية الاساسية فيها “سفة تمباك” انما القضية تتمحور في تصرفات الشخصية العامة امام الجماهير بحكم ان اخطاءهم البروتكولية تظل محل تهكم وسخرية لانها تحدث اما عدسات التصوير وفي الفضاء الاسفيري اكثر من غيرهم ..
– بكل صراحة ٨٠% من المسؤولين في الدولة لهم ممارساتهم وعاداتهم وسلوكياتهم الشخصية التي يمارسونها بكل حرية واريحية امام الانداد والاقران والزملاء ولكن بمجرد توليهم للشان العام او الظهور الرسمي في المقابلات العامة وامام الجماهير يصبحون ليس ملك انفسهم لان كل تصرفاتهم محسوبة ب”الملم” و”المايكروملم” .. فبحكم طبيعة عملي في المراسم لاكثر من ٣٤ عام اعرف كثير من المسؤولين بالدولة بدءا من رؤساء ونواب رؤساء سابقين الى وزراء ومعتمدين ومشاهير ونجوم مجتمع يتعاطون “العماري” و”الدخان” بانواعه المختلفة بل هناك من يضرب “الكمنقة” ويحتسي “الخمر” ولكن بمجرد ان يتولى المنصب العام يختلف الامر تماما فكل سقطة محسوبة وكل هفوة مرصودة وكل “دقسة تودي في ستين داهية” ..
– الشخص العام مقيد الحركة محدود الحرية يحتاج الى ضبط الايقاع دون تعالي بالتدريب واكتساب مهارات جديدة تنأى به عن تجاوز الهفوات والوقوع في الاخطاء خاصة فيما يتعلق بفنون المراسم والبروتكول والاتيكيت وفنون التعامل الاجتماعي الراقي في الملبس والماكل والمشرب والعادات السلوكية الحميدة وخفايا لغة الجسد وحسن الظهور امام الجمهور واجهزة الاعلام ..

تعليقات
Loading...