د.عصام بطران يكتب: المدرعات: حسابات الفشل والنجاح في المحاولات الانقلابية !!..

الخرطوم :مرايا برس

الخرطوم :مرايا برس 

🎯 استراتيجيات.. د. عصام بطران 

– من المعروف تاريخيا ان التحركات العسكرية لاستلام السلطة في البلاد تنقسم الى مجموعتين .. الاولى: تسليم وتسلم السلطة الى القيادة العليا للجيش .. والثانية: انقلاب خلايا من الرتب المتوسطة والصغيرة على قيادة الجيش بغرض استلام السلطة ..
– ثلاث عمليات لاستلام السلطة كان على مستوى قيادة القوات المسلحة .. اذ كانت العملية الاولى في ١٩٥٨م عملية تسليم وتسلم بين القيادة السياسية وقيادة الجيش لاستلام مقاليد الحكم .. والثانية ايضا كانت على مستوى قيادة الجيش كاستجابة لتحرك جماهيري في ١٩٨٥ .. والثالثة كانت على مستوى قيادة الجيش كاستجابة لتحرك جماهيري في ٢٠١٩م ..
– اما العمليات الانقلابية الناجحة لاستلام السلطة كانت ثلاث عمليات .. الاولى بقيادة الرائد هاشم العطا واستمرت في السلطة لمدة ثلاثة ايام في ١٩٧١م .. والثانية كانت في العام ١٩٦٩م بقيادة العقيد أح جعفر محمد نميري واستمر في الحكم ستة عشر عاما .. والعملية الثالثة كانت بقيادة العميد ركن عمر حسن احمد في ١٩٨٩م واستمر في الحكم ثلاثين عاما ..
– فيما يخص عمليات التسليم والتسلم للسلطة على مستوى قيادة الجيش فان ذلك يتم بالاتفاق والتوافق مع مكونات القوى المدنية المحركة للجماهير عبر اتفاق هيئة القيادة مع قادة المناطق والوحدات والافرع العسكرية وفقا لما نص عليه الدستور لحماية الامن القومي ورعاية مصالح البلاد العليا درءا لمخاطر الانزلاق نحو الفوضى وصد العدوان الخارجي المتوقع في حالة انفراط عقد الامن وسط حراك جماهيري عارم طلبا للتغيير في نظام الحكم ..
– اما المجموعة الثانية فهي تمثل خلايا عسكرية من الرتب المتوسطة والصغرى تتخطى تراتيبية القوات المسلحة للاستيلاء على السلطة .. ولنجاح هذه المحاولات التي تسمى اصطلاحا “انقلاب” عسكري على السلطة القائمة سواء عسكرية او مدنية بعزم مسبق ونية غالبة بالاستيلاء على مقاليد الحكم عبر قوة التخطيط المحكم المسنود ببعض الوحدات العسكرية الضاربة ..
– يعد التخطيط والسرية والحلقات غير المترابطة من الخلايا اساس لنجاح اي عملية عسكرية للاستيلاء على السلطة بينما تظل عملية اسناد القوات الضاربة عملية ثانوية تعضد من تماسك الحلقات غير المترابطة وتحد من اي انشطة مضادة لمواجهة الانقلابيين .. وتتمثل الوحدات الضاربة في عدد من الوحدات والاسلحة اهمها سلاح المدرعات وسلاح المظلات والقاعدة الجوية وكتيبة القيادة العامة والحرس الجمهوري ..
– بالرجوع الى الحلقات غير المترابطة في العمليات الانقلابية التي نجحت في الاستيلاء على السلطة وهي ثلاثة محاولات عسكرية كما ذكرت انفا .. ارتكزت عوامل نجاحها على مفاتيح اساسية تمثلت في:
1. التخطيط الممنهج بالتنسيق مع احد القوى السياسية ..
2. التجنيد لعدد من الضباط المناوبين بالوحدات العسكرية الضاربة في ساعة التنفيذ ..
3. كسب ولاء عدد من ضباط الصف والجنود يبني على ولاءهم للضابط المناوب ..
4. تحديد فرق الاعتقالات للقيادات العسكرية العليا بالقوات المسلحة والقوات النظامية وقادة الاحزاب السياسية ..
5. ضمان ولاء دائرة الاختصاص المكلفة بحراسات الاجهزة الاعلامية “الإذاعة والتلفزيون ومركز البث الاثيري” “الاتصالات” ..
– العامل المشترك في وحدات الاسناد الضاربة انحصر في سلاحي المدرعات والمظلات كاحد العوامل الحاسمة في نجاح او فشل المحاولات الانقلابية الثلاثة التي استلمت السلطة في البلاد ..
– من المعروف ان هذين السلاحين قدما الاسناد لانقلاب العقيد أح جعفر نميري .. اذ كانت القوة الرئيسة لتحرك مايو تتكون من قوة المدرعات تم التخطيط لها ان تكون في مهمة تدريبية في معسكر خور عمر وكانت القوة المساعدة لها هي قوة المظليين وحدد لها التحرك الى منطقة فتاشة بضواحي ام درمان على ان تغير مسارها الى منطقة خور عمر حيث تلتقي القوتان هناك .. ولعب الاسناد المكمل في دوائر كتيبة القيادة العامة وفرق الاعتقالات وولاء حراسات الاجهزة الاعلامية دورا حاسما في نجاح المحاولة ..
– اما انقلاب هاشم العطا فلعب سلاح المدرعات دورا اساسيا في اسناد الانقلاب وايضا كان سببا اساسيا في اعادة السلطة الى الرئيس الاسبق جعفر نميري مع غياب احكام الحلقات المكملة للاسناد بالقيادة العامة وولاء حراسات اجهزة الاعلام ..
– اما في انقلاب ١٩٨٩م ايضا قدم سلاح المدرعات اسنادا مباشرا وقويا لنجاح المحاولة بينما لعبت مفاتيح سلاح المظلات وكتيبة القيادة العامة وولاء حراسات اجهزة الاعلام وفرق الاعتقالات العامل الحاسم الرئيس لنجاح اسناد القوات الضاربة من سلاحي المدرعات والمظلات ..
– مثل سلاح المدرعات العامل الرئيس لعمليات الاسناد في كل المحاولات الانقلابية الناجحة .. بينما فشلت عدد من المحاولات رغم اسناد سلاح المدرعات بالكامل لتلك المحاولات ولكنها افتقدت باقي المفاتيح المكملة لعملية الاسناد في اهم الوحدات الاخرى المتمثلة في سلاح المظلات وكتيبة القيادة العامة ووحدة الاعتقالات الخاصة بالقيادات العليا .. واول تلك المحاولات الفاشلة التي افتقدت ترابط الحلقات المكملة بتلك الوحدات على الرغم من انطلاقها من سلاح المدرعات وسيطرتها عليه بالكامل هي محاولة انقلاب رمضان ١٩٩٠م .. انتهاءا بفشل محاولة اليوم ٢١ سبتمبر ٢٠٢١م. التي افتقدت لكل مقومات النجاح منذ لحظتها الاولى بل صنفت كمحاولة انتحارية يائسة غير معلومة الاهداف وفاقدة للبوصلة ..

تعليقات
Loading...