د. عصام بطران يكتب :علاوات الرئاسة .. الحق حق !! ..

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

🎯 استراتيجيات.. د.عصام بطران

– “الحق حق” عبارة سودانية اصيلة تعبر عن اسداء الحقيقة المجردة احقاقا للحق الذي التبس به الباطل … وهنا لابد من الاشارة الى تبيان الحقيقة في ما تداولته الوسائط حول منح العاملين برئاسة الجمهورية علاوات تمييزية اضافية عن رصفائهم في الخدمة المدنية شأنهم في ذلك شأن العديد من المهن ذات الطبيعة المهنية الخاصة كالاطباء والمهندسين وغيرهم ..
– من الحكايات اللطيفة “الظريفة” في مجال العلاوات التمييزية العلاوة الخاصة بالعاملين في جهازي الاذاعة والتلفزيون اذ تلزمهم طبيعة العمل التواجد المستمر داخل “الاستوديوهات” في درجات عالية من رطوبة التكييف المركزي والاجهزة الالكترونية ذات التردد فوق الصوتي والاشعة البنفسجية مما عرضة للامراض كهشاشة العظام والسرطان والروموتويد والرطوبة .. لذلك خصصت لهم علاوة تمييز “بدل لبن” “اي والله الحليب الواحد دة” للوقاية من الامراض التي يخفف تناول اللبن الحليب من الاصابة بها حسب التوصيات العلمية في كل مناطق البث الاذاعي والتلفزيوني ..
– العلاوات التمييزية حق مكفول للعاملين تحت ظروف تتعلق بطبيعة العمل المختلف والبيئة المحيطة بالمهمات الوظيفية لكل مهنة بالاضافة الى منطقة العمل نفسها .. ففي سالف الزمان كانت وسيلة الانتقال للضابط الاداري “مفتش المركز” الدواب من “حصين وحمير” “اكرمكم الله” فالى وقت قريب كان الضابط الاداري يمنح علاوة تمييزية تسمى “بدل عليقة” .. و”العليقة” هي العلف الخاص بالدابة المخصصة لانتقاله بين القرى والفرقان متفقدا احوال المواطنين وهي تعادل الان بدل الوقود للسيارة الحكومية … وامثلة كثيرة لاتحصى ولا تعد في كثير من المهن فرضتها طبيعة العمل المختلف والجهد الاضافي ..
– منذ الاستقلال ظل الهيكل الراتبي للعاملين برئاسة الجمهورية يختلف عن باقي مخصصات الهيكل الراتبي للعاملين بالدولة لاعتبارات عديدة بينها ان رئاسة الجمهورية منطقة “امن قومي” ومدخل للتجنيد الاستخباري وافشاء اسرار الدولة ذات الحساسية العالية مثلهم في ذلك مثل جهاز الامن والمخابرات والقوات المسلحة والشرطة فهي ايضا مهن ذات حساسية تتفاوت اهميتها حسب الوصف الهيكلي والوظيفي للمهنة … ولكن اقصى اهمية في اسرار “الدولة” وهنا لا اقصد “الحكومة” في كل دول العالم تكمن داخل رئاسة الجمهورية او الديوان الملكي والاميري فهي منطقة تتدفق منها المعلومات الحساسة ذات الاهمية القصوى وتنشط فيها دوائر المخابرات المضادة لذلك يتم اختيار العاملين فيها بمواصفات تامينية عالية ويتم تمييزهم بعلاوات اضافية وهيكل مختلف لضمان تماسك مؤسسة الرئاسة ودواوين الحكم امام عواصف المخابرات حتى يجد العامل في الرئاسة مايكفيه من مخصصات تغنيه عن الاغراءات التي يمكن ان تسبب اخطار في الامن القومي … وكذلك الحفاظ على هيبة المظهر العام للعاملين بالقصر الجمهوري ومجلس الوزراء لانهم واجهة الدولة وقبلة كبار الزوار المحليين الاجانب واعضاء السلك الدبلوماسي مما يتطلب الصرف الاضافي على الهندام عالي المستوى .. وما يتناسب من السكن المؤمن ووسيلة التنقل والضيافة ..
– العاملون برئاسة الجمهورية من ادارات مكتبية وسكرتارية ومراسم الدولة واطقم الحراسة الامنية والتشريفة الرئاسية وعمال الضيافة والاستقبال والسائقين وعمال الحدائق هم ليس وزراء ولا دستوريين ولكن اقتضت طبيعة عملهم التواجد المستمر في هذه الدائرة الصغيرة المغلقة بمؤسسات الرئاسة الامر الذي جعل لهم مهام اضافية تحتاج الى تمييزهم بالعلاوة الاضافية لاختلاف طبيعة العمل ومطلوباته الحساسة والدقيقة .. واخيرا الحق حق !! ..

تعليقات
Loading...