د. عصام صديق يكتب :قال صمغ قال.

اسم الصمغ العربى
جاء حسب خاصية إستعماله كمثبت ومصمغ Additive
ويعود ذلك الى استعماله فى طلاءات الفراعنة ، وحفظ المومياء
الى تثبيته لحبر الدواية فى كتابة القرآن ، وتلقفت هذه الخاصية شركتى البييبسى والكولا لتثبيت تجانس الزيوت الطيارة والماء فى البيبسى والكولا والفانتا والميرندا
وبدون الصمغ لاوجود لهذه المشروبات ذات النسبة العالية من السكر ، وكذلك هذه الخاصية تمكن من إنتاج حلويات سكرية Candy تمكن من رفع نسبة السكر فى الحلاوة لانها تمنع تبلور السكر وتمنع تجمع الدهون فى طرف الحلاوة ، كذلك هذه الخاصية الصمغية تستخدم فى الطوابع وورق السجاير وحفظ ألواح الألمونيوم للطباعة والألعاب النارية وتثبيت رغوة البيرة وتجانس الخمرwine
للاسف كل هذه الاستعمالات لاتستخدم اكثر من ٦٠ الف طن من الصمغ العربى صنف الهشاب
أما الصمغ العربى صنف الطلح ، فحتى ٢٠٠٦ كان يستخدم كحلوى منزلية تعدها نساء قبيلة القدراج الهندية تساعد فى منع اجهاض الحامل واعطائها نشاط وادرار للبن الام بعد الوضوع ولايتعدى استهلاكه ٤ الف طن كلها تذهب للهند ولا يستخدمه السودانيون ، وحقيقة شكله المكسر ولونه وسهولة تلوثه لم يشجع السودانيين استهلاكه مقارنة مع صمغ الهشاب
فى الحقيقة هذا الاستعمال والاسم( الصمغ العربى) وتصنيف الامم المتحدة له كمثبت ،وإعطائه كود E414 يوحى بأنه كالمسرطنات ،
ضيع هذه السلعة
كل هذا الاستهلاك
لايستغل أكثر من ٧٪؜ من المخزون الغابى وكان حتى الاستقلال لايزيد عن ١٪؜
الجديد
هو إكتشاف شركة دارسافنا السودانية أن هذا الصمغ به ما لايقل
عن ٨٥٪؜ من وزنه غذاء بكتيريا الهضم والمناعة المسماة بروبايوتكProbiotic
وهذا الغذاء اسمه بريبايوتك Prebiotic
هذا الغذاء لايوجد بنسبة عالية الا في حليب الام ، والصمغ به ٧ مرات ما هو موجود بلبن الام
وهذا المكون (Prebiotic) يعتبر أهم مكون للوقاية وعلاج أمراض العصر(سكرى بدانة قولون عصبى كلى سرطان حساسية نقص مناعة وو)والصمغ به كالسيوم اكثر ٧ مرات من ما هو موجود فى لبن البقر ، والبروتين به لايزيد عن ٢٪؜ ولكن المادة الحية به وهى الأحماض الامينية مكتملة كاللحوم بعكس كل الاطعمة النباتية ، ولعل من أهم ميزاته أنه خالى تماما من الالياف السليلوزية (Fiber) التى لا يهضمها جسم الانسان وموجودة فى كل الاطعمة النباتية وتشكل حاجز امام الإكثار من اكلها وهذا من اسباب حصول الصمغ على اعلى درجات السلامة ،من منظمتى الصحة العالمية والفاو (ADI Unspecified) وكذلك (GRAS) من منظمة الغذاء والدواء الامريكية وهى إمكانية تناوله بلا حدود
سعر كيلو بدرة الصمغ ( بدرة رذاذية) كمصمغ (Additive ) لايتعدى ٥ دولار وسعر كيلو بدرة بريبايوتك الصمغ الطبيعية المصنعة ببراءات التصنيع الصفرى لايقل كمدخل (Ingredient) عن ١٠ دولار فى سوق ال (BtoB) وكمنتج نهائى فى سوق (BtoC) بعبوات صغيرة بالجرام يوصفها الدكاترة وناس التغذية تصل احيانا ١٣٠ دولار
للكيلو ، وبالترويج العالمى ( ١٠ مليون دولار دعاية) من خلال شركة تصنيع كبرى ( شركة السوبرز SupersCo) تؤسسها حكومة حمدوك لوقف صادر الخام ، يمكن ان يحقق السودان حوالى ٤٠ مليار دولار بسوق ال (BtoC) سنويا ، إن الطلب على البريبايوتك لايقل عن مليون طن حاليا مقارنة مع الصمغ كمصمغ ٥٠ الف طن سنويا
الى متى نظل متمترسين فى كلمة “صمغ” وكل عبقريتنا نسميهو سودانى ولا عربى؟
ونسجن صنفيه الهشاب والطلح كمضاف Additive فى زنزانة
واحدة E414 أو زنزانتين E414A & E414B كما حدث مؤخرا فى مؤتمر الصمغ العربى بالابيض مؤخرا والذى حضره السيد رئيس الوزراء ، لعل اول خطوة قبل تسجيل الشركة العامة الكبرى هو إعادة تسمية هذا المنتج الأقرب لتركيبة حليب الام الطعام الواحد ، ليصبح
سوبر فوود SuperFood فالأسماء لا تترجم والشعب السودانى بعرف جيدا سوبر تعنى “شنو” ، علما أن خبراء التغذية والتسويق العالميين سمو التبلدى أو القنقليز (Baobab) سوبر فرووت (SuperFruit) عندما إكتشفوهو مؤخرا وسمى العبد الفقير الى الله الدخن ، سوبر سيريل ( SuperCereal) عندما تعرفنا على خواصه مقارنة مع القمح والذرة ، فقد قيل أن قرية العمر المديد بجبل مرة لا تأكل غيره من الحبوب ، وكذلك سميت زهرة كركدى الرهد أبو دكنة بكردفان سوبر هيرب(SuperHerb) واستمعت للمهندس مامون سراج الدين يعدد فوائد العنكوليب (Sweet Sorghum) كوقود أخضر فسميته سوبر فيول(SuperFuel)
بلادنا ارض السوبرز ، إذا لم تستغلهم ستبقى متخلفة.