د. علي الدرورة يكتب :النقاش السقيم.

الخرطوم :مرايا برس

طالما تجاهلت وتجنّبت الرّد على كثيرٍ من الأشخاص؛ ليس عجزاً منّي ولا ضعفاً ولا خوفاً، ولكنّي تيقّنت سلفاً بأنّ الردّ هو نوع من المهاترات الكلامية التي لا طائل من ورائها، وهي أساليب أمقتها، ونفسي لا ترضى بأن أنزل إلى الحضيض في ذلك المستوى من النقاش السّقيم.
إنّ الردّ يعني التجانس مع تلك الأفكار السّقيمة، وهي أشبه ما تكون بمن يسكب الماء على الزيت المشتعل، وهما نقيضان ولا يمكن التوافق بينهما أبدًا.
أولئك الأشخاص يتعمّدون ويتصيّدون أدنى زلة حتى لو لم تكن أنت الذي تفوّهت بها أو كنت طرفاً فيها، فيأخذونها منفذاً لذمّك دون روية ولا تثبّت، ولا يطلبون أنفسهم بسؤالك، وذلك هو ديدنهم الممقوت.
إنّ عدم القدرة عندهم على المواجهة مباشرة هو هروب غير مبرّر، وبعد ذلك يكيل لك كلّ المفردات السّلبية دون أدنى إشارة إليك من قريب أو بعيد، بمعنى (إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة)، كما يقول المثل الدّارج.
إنّ ما ينقله عنّي الآخرون أحياناً ليس من الضرورة أن يكون صحيحاً بشكل مطلق؛ لأنّ الرواية عند الراوي الآخر لن تكون كما هي في المصدر.
فطعم الماء في الينبوع ليس كما هو في المجرى وهي حقيقة واضحة.
وطالما استشعرت أو استشفّيت ذلك، ولكنّ الأخلاق تحتم بأن يترفع بمكانته ويحتفظ بمكانته ومقامه، وكما قيل إنّ القافلة تسير والكلاب تنبح، فما ضرّ القافلة من نبح الكلاب، فدعها تنبح ليلًا ونهاًرا، فالقافلة سوف تقطع الفيافي والدروب وتمرّ على الأرياف والقرى والمدن وتبلغ الهدف في نهاية المطاف.
وحسبي أنني أميل إلى السِّلْمِ، فتربيتي لا تسمح لي الدخول في المهارات ولا حتى التلفظ بالمفردات السوداء، فهي أشياء لا تعني لي شيئاً وإن كانت موجهّة لي، فـ *”من حُسْن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”*.
ومن كان لسانه عفيفاً وعقله نظيفاً وقلبه كبيرًا فليُرح دماغه عن القيل والقال.
وكما قال تعالى في محكم التنزيل: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا).
________________________
رئيس منتدى النورس الثقافي الدولي.

تعليقات
Loading...