د. علي الدرورة يكتب :تحسبهم جمعا.

الخرطوم :مرايا برس

كثير من الأشخاص في أغلب المجتمعات لا يلتقون بأبناء خؤولتهم أو أبناء عمومتهم وكذلك أرحامهم إلّا قليلاً وفي المناسبات العائلية فقط.
وقد يمضي عام كامل لا يرى بعضهم بعضاً، وهو دلالة على التفكك الأسري الذي تعيشه أغلب الأسر والعشائر، ولعلّ السبب في ذلك أمور تافهة جدًّا ولا تساوي من أمور حياتنا الدنيوية حتى عفطة عنـز.

ففي المناسبات تجد أبناء الأسر والعشائر مجتمعين متصافين في ساعة اللقاء فقط، وحين تنتهي تلك المناسبة لن تجد لهم أثراً كأنّهم يطبّقون كلام الله جلّ وعزّ: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ).

إنّ الإسلام أمرنا ألّا نغفل عن أقاربنا وأرحامنا أكثر من ثلاثة أيام فقط، وبعدها يلزم علينا السؤال عن فلان وعلّان، فلعلّه يكون مريضًا فنعوده وندعو له بالصحة وننظر في أموره لعلّه في حاجة ماسّة، وقد يكون باستطاعتنا أن نقضيها له، فإنّ قضاء حوائج الناس ثوابها عظيم عند الله سبحانه، فكلّ حاجة من حوائج الدنيا سهّل أمرها، إلّا عند صاحبها التي اسودّت الدنيا في وجهه.
أما إذا كان الشخص بخير دعونا له بالتوفيق والسّداد.

مشكلة أغلب المجتمعات على هذه الشاكلة هي البعد عن الأرحام؛ والسبب هو أمر دنيوي كما أسلفت القول؛ ولو تحلّى كلّ شخص بالأخلاق الحميدة ولم يترك مجالًا للشّيطان بأن يوسوس له في وضع الشكوك بينه وبين رَحِمه لصفت النفوس وقويت اللحمة الاجتماعية أكثر مما نظنّ.

وقد حث الإسلام على التراحم والتعاضد ونبذ الفرقة والشتات، وفي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الكثير من النصوص التي تحثّ على الاجتماع ونبذ الفرقة وعلى المحبّة والتآلف ونبذ التطاحن والتباعد.
_______________________
رئيس منتدى النورس الثقافي الدولي.

تعليقات
Loading...