د. قطبي المهدي يكتب عن العالم بروفيسور عزالدين محمد عثمان

الخرطوم :مرايا برس

حينما بلغني القرار القحطي الأرعن بفصل عدد من الاساتذة العلماء الكبار منهم برفسور عز الدين محمد عثمان ،بروفسر يحى عبدالله وزير الاتصالات السابق و د. بحراوي من مستشفى ابراهيم مالك. علمت ان المسألة ليست عمل رجرجة عابثة وغير مسؤولة يملؤها حقد اسود على كل متدين او عمل يمت للاسلام بصلة ولكنه عمل ممنهج منظم له اهدافه الخبيثة يذكر تماما بما تم من تصفية العلماء العراقيين بعد الاحتلال الامريكي .فقد جرى هذا ضمن حملة واسعة شملت الكثير من العلماء النوابغ في الجامعات وخارجها ممن تنتظر البلاد اسهاماتهم لقيادة النهضة الوطنية. كم من عامة السودانيين يعرف عن بروفسر عز الدين؟. من منهم عرفه كسياسي حزبي حتى تتشفى فيه قحت ؟
هل خسر المؤتمر الوطني شيئا بفصله ام الوطن والسودانيون هم الخاسرون؟. (بروفسر عزالدين لا علاقة له بالمؤتمر الوطني اصلا ) .
تخرج برفسور عز الدين من هندسة جامعة الخرطوم بتفوق عام 1967. عين مساعدا لدكتور ريس الخبير البريطاني الذي جاء لانشاء اول جهاز (عقل الكتروني) كما كان يسمى في ذلك الوقت . وهو اجهزة متعددة بحجم الثلاجات تمتلئ بها غرف المركز . واستلم ب. عز الدين المركز بعد انهاء عمل الخبير البريطاني.ثم ابتعث الى جامعة درم لاكمال دراساته العليا وابتعث مرة اخرى الى جامعة كاليفورنيا في هيوارد وقد زرته هناك في ثمانينيات القرن الماضي وقد مكنه هذا الموقع من متابعة اخر التطورات في علوم وتقنية المعلومات مما كان يجري في وادي السيلكون. انتقل بعدها للعمل في المركز العالمي الآخر للتقنية المتقدمة(High Tech) في تكساس. اذكر انه كان مصرا على الحصول على درجة الاستاذية الكاملة (Full Professorship) لعلمه باحتمالات تسييس مثل هذه الدرجات حينما تتحكم الرجرجة في شؤون البلاد كما يحدث الان . (تذكرت رد ب. سمية ابوكشوة حينما نزعت منها نفس الجامعة تحت الادارة القحطاوية الدكتوراة الفخرية التط لم تأتِ حتى لاستلامها ! وهي بالمناسبة حاصلة على اعلى الشهادات في الهندسة الوراثية من اكبر الجامعات الكندية (جامعتي مكغيل واتوا ) وكان سبقها الى ذلك ب. دفع الله الترابى ، فبعد السودنة منح عمداء الكليات السودانيون الجدد درجة الاستاذية بقرار من الجامعة واصر ب.دفع الله عميد الهندسة ان يحصل عليها بجهده الأكاديمي من بريطانيا.
انجازات ب. عز الدين بعد عودته الى السودان تحدث عنها بعض الكتاب ولا اعرف جامعيا خدم قضية التعليم العلمي في مجاله خاصة في جيله مثل ما فعل ،حتى يأتي احد ضحايا المؤامرة الدنيئة على السودان والتي لم تعد تخفى اهدافها .فالرجال الذين مهدوا لقيام الصناعات في جياد والتصنيع الحربي وبنوا السدود وانشاؤا الصناعة البترولية وزادنا والاتصالات والقمر الصناعي والصافات يجب فصلهم بل تصفيتهم جسديا ان امكن في نهاية الامر كما حدث لعلماء العراق بعد سقوط صدام…

تعليقات
Loading...