د. ناهد قرناص تكتب: تلك التلال البعيدة..

الخرطوم :مرايا برس

كل القصص الخيالية نهايتها واحدة ..النهاية السعيدة ..محمد الشاطر اتزوج فاطنة السمحة ..علاء الدين تزوج ست الحسن ..سندريلا نجحت في اختبار الحذاء وتزوجت الامير ..حتى علي بابا ..تزوج مرجانة ..لكن لا احد يحكي لنا ماذا يحدث بعد النهايات السعيدة ..هل استمرت السعادة ولا كانت (ضل ضحى) ؟  هل فعلا عاشوا في تبات ونبات ولا كل القصص كانت ونسة وكلام وتساب ..لا احد ياتي من خلف التلال البعيدة ليحكي لنا ماذا يحدث هناك.

ميغان الامريكية التي شهد زواجها الملايين عبر العالم ..وحسدتها الفتيات بمختلف الأجناس والألوان ..الممثلة الامريكية ذات الأصول الأفريقية ..التي استطاعت أن تأسر قلب ابن العائلة المالكة الأشهر ..وجعلته يكسر اقوي القواعد ويتزوج ليس فقط من عرق آخر وانما من امراة سبق لها الزواج قبله ..غنينا ليها (اقدلي وسكتي الخشامة ) ..وزفيناها الى عريسها ..وسط باقات دعاء الطيبين ..وطفقنا نحكي عن حياتها في قصر باكنجهام …وكيف انها في هذه اللحظات (تكون يدها لى هنا في الشعيرية ).

ميغان خرجت لتحكي للعالم كيف ان هناك من هو في العائلة المالكة ..ناقش (هاري) عن القلق الذي يساورهم حول لون بشرة الطفل القادم ..عاد كمان ما ملوك ..يشيلوا هم شنو مثلا؟ السماية ؟ ولا البامبرز الذي ارتفع ثمنه؟ ..كل القلق كان على لون البشرة ..هل ستأتي بيضاء صافية مثل أبيه ؟ ولا خاتف لونين كأمه ؟ ولا الطامة الكبرى ..يجبدوه جدوده الأفارقة الكبار ..ويطلع شبه ناس بعرفهم.

مسكينة ميغان ..شخصيا تعاطفت معها جدا ..رغم كل تلك الأقلام التي تناوشتها بأنها هي التي دخلت عش الدبابير ..كان مالها ومال الملوك ؟ لكنها مسكينة حلمت ورسمت في خيالها صورة وردية للحياة الملكية ..حاجة كدا نوع تلبسي اغلى حاجة ..تصحي من النوم زي ما انت عايزة ..احلامك اوامر .. واتضح ان الامر ذو شجون ..

 قيود ..ومراسم ..والتزامات ..ومتابعات ..وكمان في نهاية الامر جابت ليها مغارز نسابة.

تذكرت شخصية عرفتها ..كان اباها مسؤولا كبيرا ..قصدناها يوما ما لتسليمه خطاب ..قالت لنا انها لا تعرف متى تلتقيه ..فهو يأتي فجأة ..واذا حضر ..اغلب الوقت يقضيه في النوم  ..وهم بدورهم لا يحاولون ايقاظه لمعرفتهم بتعبه الشديد ..ضحكت حينها وقلت لنفسي ..ما اسعدني بأبي ..العامل البسيط ..الذي تمتعت بصحبته ..كنت التقيه كل مساء بعد عودته من العمل ..وكان يجلس معنا طويلا ..وسمعت منه قصصا وحكايات ..واتحفني بحكم رائعة ..ظللت احملها في قلبي وارددها كلما سنحت لي سانحة ..

 الذين نغبطهم على حياة الدعة واليسر والأهميات ..على الزيجات الفاخرة تلك التي يتم نقلها عبر الوسائط ..ليسوا بالضرورة هم السعداء .ربما كانت حياتهم باردة خالية من الذكريات ..حياة كلها بروتوكولات وتفاصيل باهتة ..واذا سألتهم عن بعضهم البعض ..تجدهم لا يذكرون الكثير ..ربما كانت حياتهم مثل تلك التي اكتشفتها ميغان ..اناس يرون انهم افضل منك بالخليقة ..وباللون الذي لم يبذلوا فيه جهدا ..وينسوا انك لم تختر لونك ..وليس لك ايضا يد في لون ابنك القادم..

القصص الخيالية ..وضعها اناس حالمين ..لذلك يا ابنتي  ..خذي الحكمة من قصة ميغان ..و تزوجيه عاديا ..لا ملك ولا امير ..وعندما ينعم الله عليك بالحمل السعيد ..تكون دعواه هو واهل بيته ..(..يا الله الخلقة التامة والصحة الكاملة) .. ..

تعليقات
Loading...