د. ناهد قرناص تكتب :كرت أحمر.

الخرطوم :مرايا برس

مرايا برس 

صباحكم خير….د.ناهد قرناص 

في اطراف العاصمة ..سكنت بلدياتي ..في بيت له فناء واسع ..والغرف في نهايته ..الحاجة تمكث نهارها وحيدة ..اذ يخرج الزوج والاولاد جميعهم ..تعبت قدماها من الذهاب الى الباب عند سماع (كركبة ) …فتعود خائبة ….اذ تجدها (غنماية ) احتكت بالباب ..واصدرت الصوت ..بعد عدة مشاوير ..صارت تنادي من داخل غرفتها (هوي يا ..انت غنم ولا ناس ؟)
ارسل لي باشمهندس عوض ميرغني رسالة اسفيرية بها اعلان عن توفر كروت تطعيم كورونا ..الاعلان يقول (توجد كروت تطعيم كورونا ..جرعة واحدة 70 الف ..جرعتين 100 الف ..كل العليك تشيل الكرت وتذهب لتوثيقه ) ..الاعلان ادهشني ..رغم اني فقدت القدرة على الاندهاش ..بصراحة جرأة عجيبة ..وتحدي سافر للقوانين ..جعلني اتساءل لماذا يستلذ البعض بمخالفة القوانين ؟..ويبذلون في ذلك الغالي والنفيس ؟..اموال طائلة يتم دفعها لكرت وتطعيم يمكن الحصول على كليهما مجانا ..فتامل .
هناك مثل معروف يقول (لو البتكلم مجنون فالمستمع عاقل ) ..ذلك الذي كتب هذا الاعلان وقرر المتاجرة بكروت التطعيم المجانية ليبيعها بملايين ..انا شخصيا اعتبره مجنونا ..لكن الاكثر جنونا هو ذلك الذي يذهب بكامل قواه العقلية لكي يشتري هذا الكرت ..الخسارة ليست فقط في المال الذي تدفعه ..الخسارة الاكبر عندما يتم اكتشاف خدعتك بأسهل الطرق ..وهو كشف المناعة ..لأن التطعيم يجب ان يرفع معدل الاجسام المضادة للكورنا لمستوى محدد ..وان لم تكن من الذين اخذوا الجرعة ..فالفحص سيظهره وستعود مرة اخرى الى ديارك ..او يتم حجرك على حسابك وتجد نفسك قد خسرت الالاف ..غير تلك الملايين التي دفعتها هنا.
ذات المشكلة ظللنا نعانيها في تصدير الحيوانات ..عشرات البواخر ترجع ادراجها ..لان الجماعة يعتقدون ان الناس بالجهة الاخرى (حيدقسوا) مرة ويتجاوزا لهم فحص المناعة ..يتم شحن الالاف من الضأن غير مستوفية الشروط ..تذهب الى الجهة الأخرى ..تسقط في امتحان المناعة ..وتعود مرة ثانية الى نقطة البداية ..هل يتم الاتعاظ ..اكيد لا ..هاهي العدوى تصيب قطاع الانسان ..ويا قلبي لا تحزن.
قبل ايام قرأت مقالا للاستاذ عثمان ميرغني بعنوان الجحيم ..كتب فيه عن مأساة توثيق الكروت للسفر ..يبدو ان المشكلة في طريقها للحل فقد علمت ان التوثيق سيكون الكترونيا ..يبقى الدور والباقي على كروت التطعيم المعروضة للبيع!! ..يا وزير الصحة ..اتمنى ان تكون لجنة للاستقصاء العاجل ..كيف خرجت هذه الكروت من داخل الوزارة ودخلت سوق الله اكبر ؟ وانتم الجهة الوحيدة المسؤولة عن التطعيم وعن اعطاء الكروت وتوثيقها ؟؟ ..الشئ الثاني ارجو ان تساهموا في حملات الوعي ..والتحذير من هذه الاحتيالات كيف انها مضيعة للاموال لسهولة كشفها ..
غايتو شوف عيني ..لو استمرت ازمة التطعيم هذه ..حيبقى عادي نسأل زي بلدياتي لما يقولوا في باخرة رجعت ..نقول (ضأن ولا ناس ؟؟)

تعليقات
Loading...