رجاء شوكت تكتب:هل تنجح قحت في ظل الأجواء المسمومة.

الخرطوم:مرايا برس

لم يكن موقف أحزاب التجمع الوطني إزاء الحكومة الجديدة أمرا مستبعدا ولا مدهشاً على خلفية الخلافات التي كانت بائنة بينها وبين بقية مكونات (قحت) وموقفها من سلام جوبا ، التي أبرمته الجبهة الثورية والحكومة وبموجبه شاركت الأولى في الحكومة بعدد من المقاعد الوزارية ، وشن الحزب الشيوعي حملة شعواء ضد حمدوك ومجلس شركاء الفترة الانتقالية ، ووصفوا الحكومة بأنها جنين شائه لن تقدم شيئا .
أغلب المراقبين أرجعوا فشل الحكومة الأولى في معالجة الملفات المتعلقة بمعاش الناس والإصلاح الإقتصادي الى عدم حصولها على دعم سياسي من قوى الاجماع الوطني والصراعات الآيدلوجية بين مكونات قحت في وقت كانت الحكومة في حاجة الى نسيان هذه القوى خلافاتها القديمة والإتفاق على برنامج وطني ـ وبدلاً أن تدعم قادت هذه القوى حرباً شعواء على حمدوك وطالبت بثورة أخرى لاقتلاع الحكومة الانتقالية متناسين أنهم جزءًا وان حاولوا اظهار عكس ذلك ببيانات هزيلة ومواقف لا تدعم الثورة ، وتقوي الثورة المضادة بدءا من تعليق عضويتهم بـ(قحت) وتشويه صورة سكرتارية تجمع المهنيين الأولى باتهامهم بسرقة صفحة التجمع بالفيس بوك.( أمر مدهش أن ينصرف هؤلاء عن القضايا الأساسية الى قضايا سطحية لا تخدم الثورة ولا أماني الثوار مثل قضية صفحة في الفيس بوك .. هل دفع الشباب أنفسهم للتهلكة والموت من أجل أن يتصارع جسمين سياسيين حول صفحة في الفيس بوك)؟. أي هزال سياسي هذا الذي نعيشه في وقت نحن في أمسَ الحاجة للإلتفاف حول الثورة والمحافظة على مكاسبها وانزال مطالبها للارض.
لم يخذلنا القيادي بالحركة الشعبية قطاع الشمال المناضل ياسر عرمان الرجل الذي عرك الدروب السياسية حينما تنبأ بأن التحالف بين القوى السياسية في بدايات الثورة بأنه تحالف تكتيكي ولم يكن إستراتيجي ، وقال بأن الجميع سيأتي بسكاكينه لإقتطاع نصيبه من الثور دون الإعتبار لنصيب الشعب السوداني في العيش برفاهية وسلام وعدالة ، وهذا ما حدث بالضبط ، ومجرد أن سقطت حكومة الإسلاميين ـ أظهرت هذه القوى وجهها الحقيقي ودارت الحرب من أجل الحصول على المناصب الدستورية وها هو الحزب الشيوعي يصف رفيقه في النضال حزب المؤتمر السوداني والأمة بقوى الهبوط الناعم ، وسن كتاب الحزب العقائدي العجوز سيفه يضرب الحكومة يمنة ويسرى لإفشالها.
* السؤال الذي يؤرق الشارع السوداني .. هل يمكن للحكومة الجديدة أن تعبر بنا في ظل هذه الصراعات بين مكونات حاضنتها السياسية؟.

تعليقات
Loading...