رسالة خاصة من سناء حمد إلى اخوانها :انتم أهل رسالة قاصدة إلى الله فلا يضركم من ضل.

الخرطوم :مرايا برس

إخوتي ما يقلقني في هذا المشهد الذي له نهاية خير حتماً بإذن الله ، فالله تعالى قال : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون …
مطلق الصلاح .. لم يحدد لعذا الصلاح حزباً ولا جماعة ولا اهل مكان ، لم يسم له أهل سبق ولا قوم ..بل مطلق الصلاح لمطلق الناس ، وظني بالله انه تعالى ان قبل شهيداً واحداً صادقاً من عباده اهل السودان الذين عبروا اليه شهداء دفاعاً عن هذا الدين فلن بسلم هذه البلاد لاعدائه واعداء دينه ..
ربما تستغربون ان قلت لكم اني اظن ان الامتحان الذي حدث يتجاوزنا نحن كتيار وجماعة مخصوصة ، كي يكون امتحاناً للسودانيين جميعاً وللمسلمين فيهم ، هو امتحان حقيقي للأفراد وللمجتمع ، الذي اقام الله عليه الحجة بنا فسخّرنا لهم اياماً من ايامه قدرّها هو لحكمة يعلمها ، فانتشرت الحركة ودعاتها نساءً قبل الرجال في الحضر والقرى ، فعلموا الناس امور دينهم وبصّروهم بالحلال والحرام ، وضرب الاسلاميين المثل بأنفسهم عملاً وجهاداً و بذلاً وعطاءً فانفقوا اموالهم وارواحهم في سبيل الله ، وسفط بعضهم فلم يقو على هذا السبيل المحفوفِ بالشهوات والشواغل ويحرسه ابليس ليخطف منهم من غفل … وظلت مسيرتهم رغم من سقط ماضية قاصدة …
لكنهم في يقيني ادوا ما عليهم انهم اقاموا الحجة على اهل السودان في امر الدين ، الذين اعاد الله لهم الكرة ليعلم كيف يفعلون !!!
إن ما يقع علينا من عنت ومشقة وظلم وتشريد وخذلان وغدر وتشفى … رهق هو ابتلاء وظننا الحسن بالله ، انه سيعيننا ويكرمنا ويرحم ضعفنا ، وظني أنه سيجد منا ما يرضيه صبراً على الاذى وورعاً في التعامل معه …غير أن الامتحان الحقيقي هو لاهل السودان فرداً فرداً ..وهم سيلاقونه فرادى …لقد اقام الله عليهم الحجة ..بكم حين سخركم لهم تعليماً في المدارس والمساجد ودور القران، سخركم لهم فربطموهم بالاتصالات والطرق ، لن يستطيع احد ان يقول انه لم يعلم بحدود الله واموره …لقد علموا وهذه هي القضية ..سبحان الله..
سيعود الاسلام وصوته قوياً في هذه البلاد ، بنا او بغيرنا ..ان سقطنا في ابتلاءنا ..في اختباره لنا ..فسيولي قوماً يحبهم ويحبونه …
لذلك علينا الا ننسى اننا دعاة ..لا قضاة ، دعاة لا ساسة فقط …اهل رسالة نحرس قيم ولسنا طالبي سلطة ، علينا ان نتذكر اننا مسلمون خلقنا الله كبشر لعبادته وكأمة لطاعته ولاخراج العباد من عبادة العباد لعبادة الله ، ولنخرحهم من الانغماس في ذاتهم وحولها للاهتمام بما حولهم أصلاحاً للناس والمجتمع ، واعماراً للنفوس والقلوب ، وعمراناً للارض بالخير …علينا الا ننسى ان الله علينا مطلع وهو اقرب من حبل الوريد ، ان لم نصلح ما بيننا وبينه طاعة وعبادة ودعوة هلكنا …والله حين ينزل ببلاد امتحان ..يبدأ عذابه بالعالم الذي لم يعمل ولم يخرج لينذر العباد ويبصرّهم ! قيل في الاثر ان الله تعالى ارسل ملكاً ليهلك قرية ظلمت نفسها ، فلما نزل المَلك وجد فيها رجلاً صالحاً يصل نوره للسماء من تبتله وصلاحه ، فرجع المَلك لله وقال : يارب وانت العليم ، اني وجدت بها فلاناً من عبادك وان نوره ليصل السماء !! فكيف اهلكهم ؟ فقال له جل وعلا ..ابدأ به فإنه علم ولم يعمل. 
ان لم ننجح في العمل ..سنكون على رأس  من يبتلى بأمر الله، لذا علينا الانتباه ..ثم الانتباه..ننتبه وننبه اخوتنا واخواتنا ..علينا ان نأخذ بيد بعضنا الى الله ، ورعاً في اللسان والحواس ، وصدقاً في الافعال والاقوال ، ولنذكر انفسنا اولاً اننا اهل رسالة قاصدة لله لا يضرنا من ضلّ ، ولا يشغلنا من شغله الله بنفسه واحتنكه الشيطان ، انكم جماعة ماضية اليه في طريق عّسِر ، ولا يضرها من سقط ولا تتوقف لتُلتقط الانفاس ، بل تَخبُ خباً ..يسايرها في خطوها اولوا العزم والنُهى …اوصيك ونفسي بالانتباه ، فهذه الاية وردت في المؤمنين : وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ .

تعليقات
Loading...