روضة الحاج تكتب قصيدة بعنوان : نقوشٌ على معبدٍ مروي

الخرطوم :مرايا برس

أسيرُ في البحرِ ..
ما خالفتُ تكويني
فقط علوتُ قليلاً
عن هوى الطينِ

علوتُ
لما أصارَ الماء قافيتي
آلاً
وأسلمني للأبحرِ الـجونِ

سـموتُ والشـعرُ أرقى
والمـدى حمـمٌ
مــــن السؤالِ
أضلَّتني لتهديـني

عجبتُ يا شـعرُ
يا سحراً شرقتُ به
متى انسـربتَ
إلى كلِ الشرايينِ

وكيف كنت أمامي
أينما وطئت مواجعي
يا بعيداً روحه دوني

أنا الغريبةُ
كلُّ الأرضِ تسألني
من أنت ؟
من أين؟
ماذا ؟؟
هل ؟
أجيبيني

أُجيـبُ
والسمرةُ الأنقى تُجلُّـلني
أنـا؟
سليـلةُ أحفادِ الســلاطينِ!!

بلى
ويهطلُ تاريخٌ ســما
وأنا
أصيــحُ بالأرضِ
يا غبراءُ دُلِّـيني

أتعرفين لأهلي من يماثلهم
في الحزمِ والعزمِ
والشـداتِ واللــينِ؟

همــو الكرامُ
استضافوا الجودَ عندهمو
مدى الحياةِ
بأبيـــاتِ المساكيـنِ!!

تراهمـو
شُعثاً غُبراً وداخلهم
تمكَّن النورُ منهم
أيَّ تمكينِ

أضاءَ ماسُ معانيهم
دياجرهم
وأثمـرَ النُبــلُ تمراً في العراجينِ

مشوا على الأرض هوناً
كالذي أُمروا
فطأطأت ودعتهم بالميامينِ

أنا القصيدةُ
فافرش لي المدى بُسطاً
من الســنا
وانتــخب لي من يجاريني

ورثتُ عن خيمةِ الأعرابِ
نخوتها
وحكمةَ الحرفِ
لما قيل لي كوني

أنا العروبةُ
في عرقِ الزنوجةِ
في فرادةٍ
حملت كلَّ الأفانينِ!!

هنا
شربنا مع شاي الصباح هوىً
للشـعرِ
حطَّ على كـلِّ الفناجينِ

هنا انزرعنا على هذا الترابِ معاً
منوَّعين
كأزهارِ البساتـينِ

هنا اقتسمنا المعاني
كسرةً مُزجت
بالصبرِ والـحلمِ
والإيثار والدينِ

هنا العفيفون
عدَّ الرملِ
يا وطناً
أقامَ كالـسرِ
بين الكــافِ والنونِ!!

وكنتَ
يا وطناً شهماً ومختلفاً
وعبقـرياَ
فأي القول يكفيني

تغوصُ اقدامُ خيلِ الشعرِ
يا وطني
إذا همـمتُ
بإيقاعي وتلحيني

يُشفقنَ
يا واهبَ النيلِ الحياةَ فهل
يفي صموتي
وقولي فيك يُعييـني؟

رأيت فيما يرى الصاحي
مشاعلهم
فصحتُ والتيهُ مدَّ الأفقِ
دلـوني

بدت مليكات مروي
فوق ما وصفوا
على العروشِ
وآلافِ القـرابينِ

صروحهن بشط النيلِ
شامخةٌ
وصوتهن وراءَ الموجِ
يدعــوني

شدا (الخليلُ)
يغني لحنَ (عزته)
و(شيخنا) صادحاً يا (عهدَ جيرونِ)

(ولست أرضى من الدنيا وان عظمت
إلا الذي بجميل الذكر يرضينـي)

ولاح لي جحفل (المهدي)
مستبقاً
زمانه هـادراً مثل الخمــاسينِ

رأيتُ محملَ (دينارٍ)
تنــــاقله
نجائبٌ حُمِّلت شوقَ الملايينِ

وذاك (بيتاي )
بالصبرِ ابتنى مدناً
من الهدى رجــَّحت
خيرَ الموازينِ

رأيتُ (مندي)
وكان الغيمُ محتشداً
فأشرقـت بــين آلافٍ
من العِينِ

(والأزهري)
بهيَ القلب أبلجه
بــدا كبــدرِ تمـــامٍ
في الثـــلاثيـــنِ

رأيت ألفَ عظيمٍ
عندما عبروا
على القصيدةِ أبكوها
وأبكوني

فهل عرفت
أيا من ظلَّ يسألني
أن انتمائي إلى السودانِ
يُعليني!!

تعليقات
Loading...