روضة الحاج تكتب قصيدة في مدح النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه.

الخرطوم :مرايا برس

رؤىً من نور
كأنني كنت أعدو
والمدى يثِبُ
والشمسُ تبعدُ
والأفلاكُ تقتربُ
كأنَّني فوقَ أرضٍ لستُ أعرِفُها
أو في سماءٍ لعلي
مِلؤها الشُهُبُ
ما كلُّ هذا الأريجِ العذبِ
منسكب
كأنَّ كلَّ طيوبِ الأرضِ
تنسكبُ!!
حولي بياضٌ
وخلفي مثلُه
وأنا غريبةٌ لا صُوىً تهدي
ولا نُصُبُ
وبينما كنتُ في تيهي
بدتْ بُهَرٌ
من الضياءِ
كما الخيماتُ تنتصبُ
أنوارُها
ما رأتْ عيني لها مثلاً
فكُلُّها عجبٌ
في طيِّه عجبُ!!
(يا هؤلاءِ) …
جرى صوتي يُسابقُني
قد تُهتُ عَنِّي فلا دربٌ ولا سَرَبُ
ولستُ أعرفُ من هذي التخومِ سوى
ظلٍّ يلوحُ قليلاً
ثم يضطربُ
-هذا النبيُّ بن عبد اللهِ فاقتربي
أجابني من وراءِ الأُفْقِ مُقترِبُ!!
مَنْ قلتَ؟
صِحتُ رسولَ اللهِ
فانبلجتْ
حولى الصباحاتُ والأقمارُ والحُجُبُ
مَنْ قلتَ؟
صِحتُ رسولَ اللهِ
فانقشعتْ
عنِّي الغشاواتُ والأستارُ والكَرَبُ
مَنْ قُلتَ ?
وانبجستْ في كلِّ ناحيةٍ
عينٌ من النورِ ..
بين النور تنسربُ
طفقتُ أحبو
فلا رِجلٌ لتحملَني
أنا التلهُّفُ والأشواقُ والتَعبُ
يا سيِّدي يا رسولَ اللهِ
حافيةٌ
كلُّ القصائدِ
أعيا مِشيَها النَصَبُ
والأبجدياتُ
أصواتٌ مُلفَّقةٌ
تقاصرتْ دونكَ الأسفارُ والكُتُبُ
فداكَ نفسي
أنا البنتُ التي احتشدتْ
لمدحِكم فاعتراها الخوفُ والرَهَبُ
وكلَّما قلَّبتْ
طرفاً بسيرتِكُمْ
تسربلتْ حزنَها
تبكي وتنتحبُ
يا آخذاً بيدِ الدنيا بأجمعِها
إلى الضياءِ
ويا رحماتِ من يَهَبُ
من نُبلِ يُتمِكَ يا خيرَ الأنامِ زهَتْ
وشائجُ الخلْقِ
وانزاحتْ بك الريَبُ
ما زلتَ تصعدُ بالإنسانِ نحو ذرىً
للمكرماتِ
اجتلاها الحبُّ والأدبُ
من نحنُ لو لم تُضىءْ
عتماتِ أنفسِنَا
إلا هَوَاماً على اللا شيءَ تحتربُ
لولاكَ ما قيمةُ الدنيا وما وسعِتْ
وما الحياةُ
سوى دورٍ سينقلبُ
يا سيِّدي يا رسولَ اللهِ
يا سندي
تعبتُ أحملُ أثقالي
وأغتربُ
تعبتُ أَجلِي عن الروحِ السُخامَ
وما جلوتُ إلا
وغطوها بما سكبوا !
قوّمتُها بالصِبارِ المرِّ
تجرعه على المراراتِ
حتى غصَّها الشَرَبُ
وكلما صدئتْ
رددتُ سيرتَكُم
وظِلتُ أتلو إلى أن يلمعَ الذهبُ !
ما زلتُ أحملُ هذي النفسَ
جاهدةً
للنورِ أصعدُ ..
لكنْ طينُها لزِبُ
أنثُّ عنها الخطايا خيفةً
فأنا
يا سيَّدي في ترابِ الأرضِ
لي نسبُ
يا ليتني جِذعُ نخلٍ يابسٍ
وقفت رجلاكَ يوماً عليهِ
وهو ينتحبُ
أو ليتني حجرٌ
يصطكُ في أُحدٍ
لكي تقولَ له اثبتْ وهو مرتعبُ!
أو ليتني كنتُ في الغارِ التي نسَجتْ
أو ذاتَ عُشٍ
بها الأعداءُ قد خُلبوا
أو…
وانتبهتُ على صوتٍ يقول بلى
صحوتُ من غفوتي
والقلبُ مضطربُ
لكنَّ نوراً بروحي
ظلَّ منبلجاً
يُضيئُني كلمَّا أشتدتْ بي الخُطُبُ
صلاةُِ ربي بلا عدٍّ على سندي
وشافعي
من به تُستمطرُ السُحُبُ
العاقبُ المجتبى
الهادي البشيرُ
ومن بذكِره تُدركُ الغاياتُ والرُتَبُ

تعليقات
Loading...