زهير الجزار يكتب :الحلة بصل. 

الخرطوم :مرايا برس

كثيرا ما يتصل احدهم ويسألني بإستغراب ( العاجبك شنو في الكيزان ديل) ..ولقد ذكرت هذا في مقال سابق ولكني فضلت تعاطي المسألة على نحو مختلف ..
حقيقة انا اكثر شخص كان مهيئا نفسيا ان يكون من زمرة الاخوان المسلمين الاكارم ، لانه منذ نعومة اظفاري وجدت نفسي في مكتبة والدي العريضة والمتنوعة،و من ضمن محتوياتها كتب الاخوان المسلمين ..

فقرات في الخامسة عشر من عمري العدالة الاجتماعية في الاسلام و(معالم في الطريق )و في ظلال القران وعبقرية عمر وعبقرية خالد ورجال حول الرسول وكتب كثيرة من المكتبة الاسلامية وغيرها..
والقراة في ذلك الوقت ، حقبة الثمانيات والتسعينيات كانت نمط عام وليست هواية يتميز بها شخص دون غيره ، اذ لم يكن هنالك بدائل الا الكتاب.. ولو عاصرنا الفيس بوك وتويتر لما قرأ احد منا كتابا واحدا..

وبقراءة هذه كتب الاخوان يمكنني ان اقول كان بإمكاني ان اكون كوز( ليهو ضل) ..

ولكن على ان اعترف ولقد قلت هذا كثيرا .. ان نمط حياتي لا يرتقي لسمو ورفعة اخلاق رجال الحركة الاسلامية البتة ..

فأنا لا امانع من مجالسة السكارى في ( القعدات) ولا اتأفف من رائحة البنقو ، وان كنت لا اتعاطى هذه الاشياء الا اننى لا اجد حرجا ان اكون بين هؤلاء ..ليس لانني الافضل ولكن هكذا ربك اراد….

ثم لا انكر انني اعجبت في احد مراحل حياتي بالماركسية ولا زلت اعتبر كارل ماركس اعظم مفكر ومنقب في الاجتماع البشرى ….
انتبه ايها القارئ : فأنا اتكلم عم الماركسية وليس عن الشيوعية السودانية التي في نظري هي خنثى ..
فلا استطاعت ان تطبق مبادئ الشيوعية الحمراء ولا استطاع مفكروها استنهاض تجربة جديدة تتماشي مع الثقافة السودانية .. لذلك كانت كالخنثى لاهي ضكر ولا انتاية..

. فأنا كوز مطرز بالاشتراكية لكنها ليست اشتراكية علمية مجردة قائمة على العقل وانما اشراكية اسلامية على طريقة على شرعيتي و ابو ذر الغفاري..
نعم هنالك يسار اسلامي فلا تستغربوا..!!
ولا اقول كلامي هذا لابرر موقفي اذ ليس لدي ما ادسه.. وبالطبع من مكامن القوة في اي شخص ان يكون متحررا من القيود .. ولا يوجد افضل ان تتجول في المطبخ وتطبخ وصفتك بمفردك..

وبمناسبة الطبيخ سأستغل هذه الفرصة واحول الموجة فورا الى المطبخ .. بالطبع سوف لن افقد السياق لان الكتابة والطبيخ في نظري واحد ..ولكل شخص بصمته او ما نسميه بالبلدي ( النفس) ..
فيقال فلانة نفسها حلو في الطبيخ اي ان لها signature يدل عليها وحدها..

فعندما يداهمني شبق الكتابة لا افكر من سيقرأ كتابي ؟ كما انني لا اضع الناقد نصب اعيني حتى الفظ ما بداخلي بدون غربال .. وهذا عكس الطبيخ، عندما يكون لدي مزاج في عمل ( حلة) اول ما افكر فيه التوابل واعمل الف حساب حتى تظبط..

فالتوابل مسألة وجدانية تمكنك من استعادة طعم طبيخ امك او جدتك..
بالطبع ليس من ضمنها البقدونس والكاري وزيت الزيتون لانني لم اجدها على رف امي وجدتي لذلك لا احبها.. فالتذوق حسب اعتقادي جزء كبير منه يعتمد على الوجدان والذاكرة الطفولية..
لذلك استخدم فقط التوابل العالقة في ذاكرتي ، حتى اتمكن من استدعاء ذلك الطعم القديم ..( الفلفل الاسود والثوم وزيت السمسم لو امكن)..وبالطبع البصل لرفع سقف الحلة..
وقديما في أدب الشوارع قالوا :
( الحلة بصل والمرة كرعين) …

تعليقات
Loading...