زهير الجزار يكتب : القارئ اللفّاح..

الخرطوم :مرايا برس

كانت جدتي تصف المراة التي ترد على الكلام دون فهمه (لفاحة كلام)..
وبحسب معاصرتي للميديا.استطيع الادعاء انني خرجت برؤية اقرب لجدتي حول انواع القرّاء في وسائط التواصل ..
ومن اهم هذه الانواع هو القارئ الذي يشبه الحدأة او الحديّة ..اي اللفّاح كما جاء في ادبيات جدتي عليها الرحمة ..
والحدية لمن لا يعرفها طائر من فصيلة الصقور الا ان مقدرتها على القنص متدنية وتبرع في لفح واختطاف الكتاكيت والفئران والوقوع على الجيف ..
مثلا اذا ورد اسم حمدوك او حميدتي او او عشة الجبل) بالصدفة في الموضوع يجتزئ القارئ اللفاح الكلمة من داخل سياقها ويرد على هذا الاساس ، فياتي رده في الفاشر والموضوع في الدمازين..
ومن ثم يتحول الموضوع الذي اعتصر فيه الكاتب جهده على الى عشة الجبل وحمدوك والكيزان ..
فليس كل من يقرأ بقارئ ..
والقراءة المستنيرة اصعب من الكتابةنفسها ..
وبالاضافة للقارئ اللفاح هنالك عدة انواع عديدة تختلف عن بعضها ..
هنالك القارئ التحليلي المتأني الذي يستطيع الخروج من الموضوع برؤية حتى لو اختلف مع الكاتب وهو الاذكى والاكثر عمقا في نظري ..
وهنالك قارئ نقدي يستطيع نقد ما يقرأه بمنهجية ..
وهنالك قارئ ذكي ولكنه لا يملك الثقة في نفسه لطرح رايه حتى لا يحرج الكاتب او يدخل في مهاترات ….
وهنالك قارئ مستعجل يرهقه الموضوع التحليلي ..هذا النوع ينتظر ردود الاخرين حتى يلتقط رأس الخيط ومن ثم يرد على الردود….
وهنالك قارئ لماح يستطيع ان يتصارع مع النص ويفهم ما بين السطور ..
لكن اخطرهم هو القارئ اللفاح …..

تعليقات
Loading...