زهير الجزار يكتب :بلادي أنا (١).

الخرطوم :مرايا برس

بما ان كثير من الناس قد يتشكل وجدانهم في محطات كثيرة متنوعة كنت انا احد هؤلاء ..وهذا ما جعلني احمل عدة شخصيات في داخلي ..
او هكذا ازعم ..واكثر هذه الشخصيات المسيطرة هي شخصية الريفي بالاضافة الى شخصيات اخرى لا اريد الكشف عنها حتى لا تكون اسلحتي كلها مكشوفة في العراء …
لكن المحرك الاول لوجداني هو ذلك الوجدان الريفي ..
ومن اكثر الهوايات ميلا لقلبي هي الابل والاغنام بالوراثة..
ولكنها هواية مؤجلة، لكونها غير متاحة الان بحسب المكان والزمان ..

وان تحمل لفيف من الشخصيات في داخلك هذا لا يعد تناقضا..
فهنالك تناقضا ايجابيا يكون صاحبه قادر ان يخرج من الدوائر الضيقة والرتابة .. فأكثر ما يجعل الانسان اشبه مملا هو الثبات على افكار يعتقد انها من الثوابت ..
فإذا قدر لك ان تحمل اكثر من شخصية ذلك يعني انك قادر ان تتصارع مع كل المحيط من حولك وتكون ندا لكل ما يواجهك دون ان تفقد توازنك…

وبما انني اليوم اريد تشغيل مكنة ود البلد سأتناول فلكلور اهلي الشايقية ..ومن داخل الفلكلور سأختار الرقيص في الحفلات الذي بدأ في السنوات الاخيرة فنا رديئا لا يحمل في مضمونه سوى التفاهة ..
رقصا بلا انحناءة ولا انثناءة. وعسام (شديد وشلاليت بالرجلين) ثم كتاحة وهرجلة من الفرقة المصاحبة (الكورس) ..
رحم الله شاعرنا الكبير عبد الله محمد خير حينما قال يصف إحدى الراقصات:
تتثنى طورا ..وطورا تعتدل ..
خطوة تتبع خطوة .. ثم جيدا ينهدل ….

ولصديقي الباحث حسن عثمان العليش قاعدة فنية دائما يذكرها لي وهي انه ( الرقيص عايز واحدة عينا قوية .. لانه حتى لو البت موهوبة وبتخجل ممكن الخجل يلخبط ليها ايقاعها الداخلي وتتلخبط ..
ولدي ونسة خاصة كتيرة مع العليش في هذا الجانب لكنها غير بريئة على الاطلاق ..

والعليش رجل عريض لا تمل حديثه -مثقف من طراز رفيع كشأن معظم ابناء الجزيرة مساوي الذين يجمعون بين التأصيل والحداثة. 
ومساوي لمن لا يعرفها هي بلد (ميرغني النجار والعليش ونسرين النمر وفاطمة احمد علي والشاعر خالد النمر وعبد الرؤوف عبد الله وكثير من الرموز في شتى المجالات …
ويمكنني ان اصف مساوي بقبلة الفنون والعلم في منحنى النيل بلا منازع ..ولكن بطبيعة اهلها لا يميلون الى اعلاء ذواتهم عملا بنظرية (العارف عزو مستريح )…
و سألت اخونا العليش ذات مرة
( المرأة  بترقص على ياتو ايقاع ؟
اي عند اي الايقاعات (صفقة -طبلة – لحن ) ستكون اكثر تأثيرا في دوزنة ايقاعها الداخلي وعليه تظبط الرقصة دون نشاز ..

فكان رده بأن (المرأة الموهوبة قادرة ان تبرمج كل هذه الايقاعات داخلها في زمن واحد وترقص معها ..
ولكن اللحن سيكون العنصر المسيطر الأول على ادائها ..
يتبع ,,,

تعليقات
Loading...