زهير الجزار يكتب: رواق الفنون..القونات والغلمان ..

الخرطوم :مرايا برس

هكرت لي قلبي..
غيرت دقاتو..
ان شاء الله كدا مرتاح ..
انعل أبوك ذاتو..
القونات عالم جميل وغناهم أجمل وبالذات لما يقلبوها ايقاع زار وبشير لومي ولولية .. لذلك كانت وجدان الملازمين نجمة في هذا اللون من الفنون …
والقونة في الخليج تسمى (الطقاقة) واحلام الامارتية كانت طقاقة تضرب بالدف قبل ان تعتلى سلم المجد ويشرق نجم سعدها وتصبح سيدة مجتمع .
وكلمة قونة اصلها (القيان) ومفردها ( قينة) -اي الجواري والمغنيات..
ولقد اصابتني الدهشة عندما ذكرت احدي القونات في قناة الخرطوم ان الكلمة اصلا تشادية.. ..
وازدادت دهشتي عندما اومأت مقدمة البرنامج برأسها موافقة ..
ثم رسخت المعلومة الخاطئة في ذهن المشاهد بسبب ضحالة بعض الاعلاميين .. .
ومن اشهر قيان العصر العباسي كانت القونة (عريب وبذل وبصبص ودقاق ودنانير وذات الخال وسلامة الزرقاء وشارية وعبيدة الطنبورية )..
فبغداد كانت حاضرة الدنيا والغناء في الشوارع وعلي الشرفات .. صياعة وادب وفنون وفلسفة ..
وجمعت بغداد ثنائية المدن بشكل بديع ..اذ لا تشبهها اليوم مدينة الا القاهرة في ثرائها وتخمتها الثقافية ..
والقونة (دنانير) كانت جميلة فاتنة واكثرهن رواية للغناء والشعر وكان الخليفة هارون الرشيد شغوفا بها الى حد ان زوجته زبيدة كانت تغار منها ..
و كانت معظم القيان او القونات في العصر العباسي روميات او فارسيات ..
وفي ايامنا كانت المطربة قسمة وهاجر كباشي واغاني الزنق والكتمات .
( يا بهية وشباب الزمن جنية وعرس مااافي
.. والشحم ده آآآآآآيا…
.. واللحم ده آآآيا ..
ومع حركة المجتمع تبدلت الفنون فظهر نوع آخر من الفن يتخلله الهجاء- قونة تهجو قونة..
فنرى ( مروة الدولية) تهجو رشا السامراب من على مسرح احدى صالات الافراح :
انا اسست وانجزت..
وانتي براك بديتي العذاب..
كبيرة عايشة دور الشباب..
لا قدرك لا بشبهك يا (..) السامراب…
وهنالك دائما (ذكور) ملازمين للقونة في الحفلات …. وبعضهم يغني او يقوم بجمع ( النقطة) او حارس . وقديما كان يسمى الغلام..
فالقونات او القيان عالم جميل ولهن بصمة في تاريخ الفنون..
ومن الخطأ ان تُستعمل كلمة قونة في سياق التصغير او الشتيمة ..
فالقونات كن من محظيات البلاط في العهد العباسي وبعضهن ماهر في لعبة الشطرنج خاصة الفارسيات منهن ،ولهن دور في اثراء الحركة الثقافية والاديية ..

تعليقات
Loading...