زهير الجزار يكتب :هل من موسى يعبر بنا البحر.

الخرطوم :مرايا برس

القرآن الكريم ينقل إلينا أخبار الأمم التي تخاذلت ودخلت ليل التاريخ فلم ينفعها إلا الاستئصال الكامل ..
وهكذا دُمّر قوم نوح بعد ان دعا عليهم بدعاء مجلجل:
(رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) ..
ثم غسلهم الله من وجه الأرض (بالدميرة). 
أما قوم لوط ابيدوا بالزلزلة بعد أن تورط كامل المجتمع بالشذوذ الجنسي ..

واما بنو إسرائيل فنجاهم الله من رمسيس الثاني ومكنهم من عبور البحر بالمعجزة الالهية ..
ولا يزال اليهود يحيون ذكرى نجاتهم هذه بعيد الفصح…
ولكن لا فائدة من كل هذه المعجزات مع عبيدا ضمرت اراداتهم وتحولوا إلى أقزام وعبدة شهوات وبطون ..
فبرغم الطيبات (العسل والباسطة ) الا ان لعابهم ظل يسيل ابدا للبصل وقدحة (التوم) والعدس ..
فتعجب منهم موسى :اتستبدلون الذي هو ادني بالذي هو خير؟
اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم..

لقد ضاق موسى ذرعا بهؤلاء القوم فدعا ربه أن يفرق بينه وبين القوم الفاسقين ..فسخطهم ولعنهم بالتيه .. (طشوا ) في الصحراء اربعين سنة حتى انقرضوا واخرج الله من اصلابهم جيلا مختلفا عنهم لا يعرف الا الحرية والشمس..
ثم جاء ( يوشع بن نون) من بعد موسى ودخل بهذا الجيل الجديد القوي بيت المقدس وحرر الارض القوم الجبارين ..

ان مرض بني اسرائيل كان التخاذل و(ركوب الراس) ..
وبعد ان قادهم موسى للانعتاق من عبودية الفراعنة امروا ان يحرروا الارض المقدسة فقالوا لموسى :(أذهب انت وربك فقاتلا ). 
فبرغم الفرص التي سنحت لهم ( الوحي والمعجزة والقيادة المبدعة) الا انهم كانوا قوم جبناء يرتدون على ادبارهم. 

وعلى عكس بني اسرائيل لم يكن السودانيون جبناء ، لكنهم لم يجدوا عبر تاريخهم الحديث القيادة المبدعة. 
دائما كانت هنالك عوائق تجهض احلامهم بسبب قياداته المعطلة ..
فهل من موسي يعبر بهذه الامة البحر؟.

تعليقات
Loading...