سهير عبدالرحيم تكتب :أم المصائب و تصدير الأرهاب.

الخرطوم :مرايا برس

قبيل حادثة شهداء جهاز المخابرات العامة في منطقة جبرة قبل الأخيرة حدث تفكيك لأكثر من أحدى عشر خلية إرهابية ( غالبيتهم مصريين ) من قبل وحدة مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات العامة داخل ولاية الخرطوم ولم نشعر لا بالخلايا ولا بالتفكيك على الإطلاق ، بل لم نسمع حتى صوت إطلاق نار .
ولكن ما حدث مؤخراً ، جعل أحاديث الغرف المغلقة تخرج إلى السطح، السيناريوهات توزعت مابين إيادي واضحة للمخابرات المصرية المتبرعة بالمعلومات لجهازنا و في رواية أخرى للإرهابيين أنفسهم .
بمعنى وباللهجة المصرية (يا باشا عندك كم أرهابي على كم ولاّ من بتوع داعش في قبرا و على طول و أنت مروح عندك كم واحد في أركويت واخد بالك … وحياة الخوة يا بن النيل أبعتهملك باللوكيشن ….ده أنا الميه في حنفيتي من عندك)
ثم هاتف آخر للأرهابيين ( يلا منك له خد بالك وعلي النعمة شوية البوابين السودانيين دولا ح يطبوا عليكم كمان يومين ، واخد بالك) .
ومابين هاتين الروايتين اللتين تعضدان نظرية التبرع بالمعلومة للصديق و العدو في ذات الوقت ( ليس بالضرورة هنا أن كلمة الصديق تعني المخابرات السودانية و العدو تعني الإرهابيين …!! ) ذلك أن هذا يُفسر حسب تصنيفهم هم لنا ..!
ولكن ولفهم المخططات الخارجية نعود إلى البدايات الحقيقية لكل شيء ، المخدرات ، الإرهاب ، كانت مصر السباقة وهي التي تفوقت على السودان كثيراً في هذا المجال ، بمعنى هي موطن الصناعة و المصدر الأول.
تفريخ و تجنيد و تصدير الإرهابيين ، المخدرات العابرة للحدود ، كل شيء سيء سبقتنا مصر فيه ، حتى أن السينما و الدراما لديهم زاخرة بإنتاج وفير من قضايا الإرهاب والإرهاب و الكباب ).
في حين تخلو الدراما السودانية من تلك القضايا ، و قد يعزي أحدهم الأمر إلى قلة الإنتاج الدرامي في السودان ، ولكن لو سلمنا بهذه النظرية فإن الدراما في الأساس هي إبنة الواقع .
وما يعكس على مستوى مؤسسات الفن و الثقافة من مسرح و سينما ماهو إلا معالجة لقضايا من تلفزيون الواقع .
أعود وأقول أنه و بـ ( فهلوة) و مكر معُتاد أستطاعت مصر تصديره لنا إرهاب مخدرات فن هابط و إكتفت هي بتناول البنقو مع كوب الشاي كمزاج مصري خالص لربع الشعب أن لم يكن نصفه.
ونحن هنا في السودان البلد المتسامح المتسامي على جراحاته والذي يشهد ثلاثة حوادث إرهابية كل مائة عام ، لا ترغب جارته في رفع قدمها عن ( أبنص) هدمه ، فأصبحنا نتلقى الجرعات الواحدة تلو الأخرى.
الآن وفي الوقت الذي كان يفزع المواطنين لصوت إنفجار بالونة في يد طفل ، صار صوت إطلاق الرصاص وصافرات الإنذار برنامج يومي لسكان جنوب الخرطوم.
لقد سبق و حذرنا عشرات المرات من التعامل مع القادمين من مصر بعفوية ، و طلبنا أكثر من مرة بضرورة إغلاق الحدود ، ولم يستبن أحد النصح.
الآن حان الوقت للتدقيق في الأوراق الثبوتية لمواطني مصر و مراقبتهم و تتبع خطواتهم ….فهنالك فرق كبير بين الإرهاب الُمصّدر و المزروع و بين الإسِتثمار في الإرهاب .

خارج السور :

لا تلعْبوا بالنار فلو حّدث تفجيرٌ واحدٌ في ميدان جاكسون أو السوق العربي لن تقوم لهذا الوطن قائمةً قريباً.

[email protected]

تعليقات
Loading...