الشرفاء و النبلاء من أبناء الوطن الذين خرجوا يوم ١٦ الماضي لإعتصام القصر ، و الذين ينوون الخروج يوم ٢١ يوم غدٍ، جميعهم يبكوون ولا يدرون أين المأتم؟؟..
إنها تلكم الخدعة السامة التي رسمت أسوأ مشهد للثورة السودانية يوم السبت الماضي حينما تنازع القحاته (أ) و (ب ) علم السودان ، كلٌ يجذبه إليه حتى تمزق …!! ، تمزيق العلم لم يكن الأسوأ و إنما الأسوأ من ذلك التنازع. كانت تلك اللحظة التي طارد فيها بعضهم البعض فسقط علم السودان على الأرض و ( داسوا ) عليه بأقدامهم!!.
يا لبؤسنا و بؤس رمزنا ووطننا ، يا لشقاءنا بعقوق الوطن ، الجميع يبني في نفسه و يهدم الوطن ، الجميع يمارس الخداع و التضليل والتغبيش و التحشيد لتكبير كومه بينما يصغر كوم الوطن!!.
كل القيادات السياسية الذين هبوا يوم ١٦ والذين سيهبون اليوم إنما يخشون على فقدان كراسيهم ، كلٌ يبحث عن الحظوة و المنصب والنفوذ والمال والجاه والسلطان ، من منهم سواء قحت ١ أو ٢ سمعتم له برنامجاً؟؟. من منهم قدم لنا رؤية استراتيجية وخطة إسعافية أو معالجات لمشاكل وزارته؟. من قدم نموذجاً مثالياً أو نصف مثالي في الارتقاء بالوطن و تقدمه و نماءه؟؟..
لا أحد!!.. لماذا لا أحد ، لأن الجميع ينفذ في أجندة وضعت له بعناية ليس من ضمنها أنت أيها المواطن أو رفاهيتك أو رفعة الوطن!!.
أتعلم شيئاً عزيزي القارئ ، أن أكتوبر الذي يحتمون به الآن لا يعني في قاموسهم شيئاً!!. أكتوبر بالنسبة لهم ذكرى عميقة في وجدان الشعب السوداني يتحايلون بها للبقاء في مناصبهم ، يتمسحون في ذكرى أكتوبر و أكتوبر منهم براء .
ما يحدث الآن عزيزي القارئ من حملات الاستقطاب الحاد في معسكري قحت واحد و قحت ٢ يلخص كل هذه الفوضى في شيء واحد فقط أننا في وطن يفتقر إلى القائد و يفتقر إلى القرار .
لو كان هنالك قائداً ملهماً يملك الإرادة و القوة و الصلابة و القدرة على حسم مظاهر الهزال والضعف و الفوضى والانقسام هذه لما كان كل السودان الآن يحبس أنفاسه في إنتظار ما يسفر عنه صدام اليوم.
لكننا شعب جعلنا ولاة أمرنا من حملة الجوازات الأجنبية ، و رهنا كل قرار بمقدار رضا السفارات علينا ، ثم أصبحنا نهدد أخواننا في البيت بابناء الجيران و الغرباء!!.
ثم وصل الإنحطاط بقياداتنا أن صار الشعب بالنسبة لهم قناع يضعونه على وجوههم يخفون به دمامل و قيح و صديد أنفسهم ، ثم لا يلبثون أن يخلعوا ذلك القناع و يقذفون به في أقرب مكب نفايات ليفصحوا عن وجوههم العارية من أية نزعة حياء حالما أنتهت صلاحية استخدام الشعب .
خارج السور :
عزيزي المواطن لا تكن غبياً نافعاً أو زمبلك يعبأ بما يريدون منك قوله ، علوا من شأن الوطن لا الأحزاب ارفعوا أعلام السودان لا صور العملاء ، نادوا باسم الوطن لا الأشخاص ، وإذا وجدت أنك تهتف باسم غير اسم السودان في أي محفل …حينها تفقد جنسّيتك هل أنت سوداني؟..