سهير عبدالرحيم تواصل رحلة الولايات وتكتب :رحلة الولايات… بورتسودان.

الخرطوم :مرايا برس

نعود لنستكمل رحلة الولايات، ريثما يتمخّض جمل ولاة أمرنا فيلد فأراً، و ينحازوا لصوت الشارع ويحاربوا سوسة الفساد التي بدأت تنخر وبقوة في ثورتنا.
أقول حين قُمنا بتدشين مبادرة وصِّلني في بورتسودان كنت حريصة على العمل من داخل الموقف الكبير لأشاهد صدى الاستجابة لترحيل الطلاب مجاناً.
الحق يُقال إن كل مواطني بورتسودان الذين تحدثنا إليهم وافقوا جميعاً ودون تردد في توصيل الطلاب مجاناً وكان ذلك بياناً بالعمل، حيث قام الكثيرون منهم بحمل الطلاب فوراً وأمام ناظرنا والإسراع لتوصيلهم الى مدارسهم.
في إحدى مدارس بورتسودان والتي كان برفقتي خلالها وخلال جولة السوق ملازم أول مصعب جمال من مرور بورتسودان، ذلك الشاب يستحق الثناء والتقدير على المجهود الكبير الذي يبذله والذي تبذله شرطة مرور بورتسودان في توصيل الطلاب المُمتحنين، وسأنشر لكم تباعاً الصور التي التقطتها عدسة الزميل سعيد وهي توثق الدور الكبير لشرطة مرور بورتسودان بقيادة العميد. محمد أحمد عبد الله الزين.
إحدى سيارات مرور بورتسودان عربة بوكس، كانت تحمل عدداً كبيراً من الطلاب، صعدت فيها وجلست بينهم، كانت المفاجأة الكبيرة أن هؤلاء الطلاب ينتمون الى المناطق والأحياء التي تشهد أحتراباً في بورتسودان.
عربات المرور كانت تعمل في نقلهم من تلك الأحياء الملتهبة الى حيث مراكز الامتحانات بعد أن أقيم لهم مركز امتحان بعيداً عن مناطق الاحتقان، وثم تقوم تلك الدوريات بإعادتهم مرة أخرى الى منازلهم.
جلست وسط هؤلاء التلاميذ، وتجاذبت معهم أطراف الحديث. ويا للدهشة حين علمت أنهم يستذكرون دروسهم معاً ويتبادلون حل الامتحانات ويشرح أحدهم للآخر ما غاب عنه من فهم أو درس أو مسألة استعصى حلها.
هؤلاء التلاميذ والذين يقتتل أهاليهم. تجمعهم صداقة ومحبة وتسامح وأريحية أحسستها في دفء تعاملهم، ربما يقتسمون ساندوتش الإفطار ويرتشفون الماء من نفس القارورة.
رأيتهم كيف يفسحون لبعضهم البعض بالجلوس، وكيف يمد أحدهم يده للآخر ليساعده على الصعود الى البوكس، في الوقت الذي ومن المُحتمل أن والد ذاك التلميذ ربما يذبح في هذه اللحظة والد هذا أو شقيقه.
إن ولاية البحر الأحمر ولكي تتغلب على الصراع الدموي والذي يحصد يومياً العشرات من الأرواح، ينبغي أن يكون لهؤلاء الصغار دورٌ وكلمة، فإن ما التمسته من روح إخاء بينهم كفيلةٌ بوأد أي فتنة.

خارج السور:

غداً أحدثكم عن السِّقالة وغرفة الماء.

*ماذا حدث بشأن أردول*..؟

تعليقات
Loading...