شهاب تالا يكتب : الديمقراطيات العربية.

الخرطوم :مرايا برس

إن الحكومات العربية أصبحت معظمها طاغية مستبدة تدوس بأقدامها على شعوبها و تنهب أموال المساكين منهم وتجدها في ذات الوقت مؤمنة بأنها ظل الله في أرضه و هي هنا لا تختلف عن إية حكومات أخرى من حكومات العصور القديمة.
و أن لا ننكر أن الحكومات العربية كانت قديمًا تمتاز عن غيرها بكونها أتخذت القرآن لها دستورًا ، ولكن هذا أصبح في وقتنا الحاضر ظاهريا فقط في حكمها .
و قد تجد الحكومات بما فيها من ملوك ورؤساء ووزراء في الدول العربية يرتلون القرآن بخشوع و يقبلونه و يضعونه على جباههم عدة مرات كل يوم وقد يغمى عليهم من بعد ذلك خشية من الله سبحانه وتعالى.
ولكن تجدهم في المساء بين المعازف ودقات الطبول والغيان. نسوا ايضا ان القرآن كتاب رباني عظيم وهو أيضاً سجل الثورة المحمدية و لكن إستطاعوا المترفين في وقتنا هذا أن يأولوه و يفسروه كما يشتهون فيخرجونه من طبيعته الأصلية ويجعلونه بضاعة من بضائع حكمهم .
يقول المؤرخون الغربيون أن حكومة الإغريق كانت أول وآخر ديمقراطية في التاريخ لكنهم نسوا أن ااحكومات الإسلامية الأولى التي تمثلت في عهد الدولة المحمدية النبي ومن بعدها الخلفاء الراشدين هي من تمثل الديمقراطية بصورتها الحقيقية.
ولو درسنا سيرة الخلفاء الراشدين في أيام حكمهم لوجدنا ديمقراطية تصل الى درجة لا يستهان بها ، ولقد كانت الحكومات الإسلامية في زمانهم تحارب الأسياد المترفين و تجعل الناس سواسية أمام الله وأمام القانون .
أما الآن تجد الحكومات العربية عندنا يملكون سبائك الخطب البديعة التي يلقونها على الناس دائماً، ولكن من حسن حظ الناس قديماً أن هذه الحكومات يقتصر عملها على خطب في الهواء وحده لا تحرك في الناس شيئاً أما في زماننا هذا فقد اصبحت تبث عبر أمواج الأثير وإضاءات النيون لاسيما بعد انشاء محطات التلفزيون، فقد أصبحت مواضعا للترويج و الترويح يروجون من يروح لهم من الحكومات .
إن الديمقراطيات العربية الحديثة ليست الا ثورة بيضاء حيث تبدل الشعوب حكامها بواسطة الإنتخابات حينا بعد حين والشعوب الآن تستخدم أوراق التصويت مثل الغرض الذي كانت تستخدم من أجله السيوف قديماً ، وهنا لا يجب إن ننسى أن الثورة الديمقراطية لم تصبح بيضاء دفعة واحدة فلقد كانت في بدايتها حمراء وظلت كذلك طويلًا.

تعليقات
Loading...