شهاب تالا يكتب :العراق إلى أين؟.

الخرطوم :مرايا برس

الخرطوم :مرايا برس 

دائماً عند قدوم موسم الإنتخابات في العراق يردد السياسيون العراقيون كلمات تخدير بشأن انفلات الوضع الأمني و قيام التحديات الاقتصادية التي قد تضرب البلد ولا ينسون ان تلك أحداث حدثت بسب غياب الرؤية السياسية عندهم التي تهدف نحو تحقيق الإصلاح و محاربة الفساد و سوء الإدارة .
ولكن يا عزيزي القارئ عندما يبدأ موسم الحملات الإنتخابية في العراق من قبل المرشحين يبدأ معهم موسم الوعود الكاذبة و خصوصًا في ملف التعيينات و ملف الخدمات التي هي في أساسها مطلب واستحقاق بسيط في باقي الدول العالم أخرى.
ولكن في العراق أمر مختلف حيث بلغت تكلفة الإنتخابات العراقية مبلغ 296 دينار عراقي اي بحدود 200مليون دولار في دورة الإنتخابات السابقة، وذلك المبلغ منفق على المرشحين و حملاتهم الدعائية بمقدور تحسين وضع البلد من الناحية الإقتصادية لو كانت في مقابل رؤية حكومية صحيحة.
و لصعب من ذلك ‏محنة المواطن العراقي الذي يرى أمامه هذه الثروات تسلب و تنهب من قبل حكام تسلطو عليه بعنوان شرعية الإنتخابات وآخرون يريدون أن يتسلطو عليه بعنوان شرعية الجهاد و المقاومة والذي بسببهم ضاعت ثروات العراق و شاع في هذا البلد الفساد و الفوضى بفضل حكم زعامات سياسية كانت تدعي بأنها مجاهدة في حب العراق .
ولكن في مقابل ذلك يواصل الفساد نخر البلد رغم ادعائهم قيام إجراءات حكومية من شأنها ان تحد من الفساد و تكشف الفاسدين و في المقابل، كشفت تقارير منظمة الشفافية الدولية ان العراق هو من اكثر الدول فسادًا و أيضاً كشفت إحصائيات رسمية قامت بها لجنة برلمانية حديثة عن وجود اكثر من 6الاف مشروع وهمي منذ عام 2003م والى هذه اللحظة حيث كلفت الميزانية 178مليار دولار.
و في خصام هذه الأرقام الكبيرة اصبح المواطن يتخوف من المجهول الذي ينتظر رغم كل محاولات إيصال صوته و مظلوميته من نظام تسلط عليه مجموعة من إقطاعيين سياسيين و الذي انصب كل همهم على خدمة مصالحهم ومصالح أتباعهم و كل هذا الذي حصل لا تجد مسؤول واحد يعترف بكل تلك التراكمات والخراب والقتل الذي حدث في هذا البلد بسبب طريقة حكمهم .
و يدرك هنا المواطن ان مصير بلده مجهول سيواجهه لوحده، فأغلب السياسيين ضمنوا مستقبلهم و مستقبل أولادهم و أحفادهم في البلاد الأجنبية.
و بعد كل هذا الظلم الذي يتعرض ‏له المواطن العراقي الفقير من قبل أحزاب الحاكم و قبل كل عملية سياسية جديدة و قيام انتخابات في البلد يأتي المرشحون بأسماء جديدة و شعارات مختلفة عن سابقتها تدعو الى وحدة ألشعب وايضا الى إصلاح النظام الديموقراطي و لكن في حقيقة امرهم يريدون فقط خدمة أنفسهم فقط لا غير.
لذلك سوف أقص عليك مثل بسيط عن فساد الحكومات حيث قامت وزارة عراقية بشراء كميات كبيرة من ثلج حسب ادعائهم من اجل خدمة المواطن حيث كلف الثلج الحكومة مبلغ أربعة مليون دولار ولكن هنا هدفهم ليس خدمة الموطن بقدر ماهو باب من ابواب فساد المسؤولين .

تعليقات
Loading...