شهاب تالا يكتب : مظالمهم الإجتماعية..

الخرطوم :مرايا برس

إن الحياة الإجتماعية هي في حقيقة أمرها معركة مستمرة يتنافس فيها الناس من أجل الوصول الى المكانة العالية لذلك ينجح فيها القليلون و يفشل الكثيرون و تلك هي سنة الله في أرضه منذ خلق البشر حتى يومنا هذا فليس في مقدور إي نظام أجتماعي مهما كان أن يجعل الناس كلهم ناجحين في حياتهم .
ولذلك نجد أكثر الناس تستخدم مبدأ (من جد وجد) في عصرنا هذا والذي نال إهتمام أكثر مما يستحق . وقد تجد أن هذا المبدأ يصح إن يلقى على الأطفال في سبيل تشجيعهم على السعي و المثابرة انما تجده قد لا يمثل طبعية الإنسان تمثيلًا واقعيًا.
لذلك تشاهد أن الإنسان في الواقع لا يستطيع أن يصل الى ما يطمح اليه عن طريق المثابرة و الجد فلا بد أن تساعده عدة عوامل نفسية و إجتماعية محيطة به ، أمًا اذا كانت ظروفه غير مساعدة له فأن الجد لا ينفعه إلا قليلًا. فليس في مقدور إي شخص أن يصبح مثلًا (بسمارك أو الجاحظ أو ابن خلدون) و غيرهم من عمالقة البشر فلقد كانت لديهم مواهب خاصه تميزهم عن غيرهم وهم أيضًا قد عاشوا في ظروف حضارية ملائمة حيث اتاحت لتلك مواهب إن تنمو و تتطور
مشكلة الأنسان في هذا الجيل انه آمن بمقولة (من جد وجد ) إيمانًا غير مسبوق او أعتبرها مفتاح النجاح و سبيل العظمة في كل مجال فهو يجد أن دخول الناس الى المدارس كان من اجل طموح عال وكسب للنجاح ولذلك تجد آباوهم من ورائهم يحرضونهم على بلوغ قمة النجاح ولذلك تجد اولئك الطامحون المتفائلون عند اصطدامهم بواقع الحياة ترى منهم من يفشل في الدراسة و منهم من يفشل في الحياة
و عندها يبدأون في البحث عن أسباب اخرى يعزون فشلهم إليها و لذلك ترى أن الانسان إذا فشل لا يحب ان يعزو الفشل الى نفسه.
لكن قد تبين الآن في وقتنا هذا إن كلا من الفاشل والناجح ليس مسؤولًا عن فشله او نجاحه الا في نطاق محدود فهناك المواهب و القدرات الذكائية و النفسية لها دور في نجاح الإنسان كمًا أن الظروف والصدف التي يمر بها الأنسان في الحياة لها دورها في نجاحه أيضًا.
ولكن ربما تجد أن الناس في تعاملهم يجهلون ذلك و يعزون سبب النجاح و الفشل لمقولة (من جد وجد )
و أن الناس أيضا في تقديرهم أن الناجح يمنحونه اكثر مما يستحق و في احتقارهم للفاشل يظلمونه.

تعليقات
Loading...