صناعة الطواقي الرجالية.. حرفة تتحدى الزمن.

ميسون عبدالرحمن:الخرطوم

صناعة الطواقي الرجالية تعد أحد أنواع الصناعات القديمة التي لم يستطع النسيان ان يجد الى طيها سبيلا ، حيث أن الطاقية استطاعت أن تحافظ على مكانتها المتميزة في الزي السوداني التقليدي سواء كانت ظاهرة بمعية الجلابية والشال أو العراقي و السروال أو كانت متخفية تحت العمامة وقد واكبت الطاقية كل خطوط الموضة وأصبحت ملونة ومزركشة بعد أن كانت محصورة في الوان بعينها تنسج باليد حسب الطلب .. في هذا الصدد التقينا بالحاجة فتحية حمدان التي تعمل في مهنة بيع الطواقي للوقوف على الأمر
مهنة موروثة..
تقول الحاجة فتحية حمدان عملت في هذا المجال مدة تقارب الثلاثين عاما وكنت حينها طالبة في المرحلة المتوسطة اساعد والدتي التي ورثت مهنتها عن جدتي في سوق النسوان حيث تعلمت منها غرز الكورشيه التي كنت اجدها صعبة انذاك، وتضيف قائلة كانت وفاة والدي وانا في المرحلة الثانوية هي بداية الطريق لإمتهان صناعة و بيع الطواقي حيث آثرت حينها التنحي عن مقاعد الدراسة ومساعدة والدتي في تربية اخوتي الصغار و عندما تزوجت لم يمانع زوجي مواصلتي لعملي الذي احبه كذلك ابنائي الذين وصل اكبرهم الى سن الدراسة الجامعية يساعدوني بشراء الخيوط المطلوبة من السوق و يفتخرون بما اقوم به.
طاقية العريس..
و عن الألوان المختلفة للطواقي تقول الحاجة فتحية هنالك عدة الوان للطواقي أبرزها اللون الابيض الذي ظل الطلب عليه مستمرا بمرور الأعوام كذلك الطاقية الخضراء والتي ترتبط لدى العديدين بالطرق الصوفية وقد قل الطلب عليها كثيرا والطاقية الانصارية التي تمتاز بأنها مرتفعة اكثر من غيرها بجانب سيدة الطواقي الطاقية الحمراء المصنوعة من خيوط العشري والتي يتم صنعها واهدائها للعريس بمعية الهلال الذهب من قبل أصهاره او والدته و اخواته بغرض ارتدائها مع ثوب السرتي الذي يلبسه العريس ليلة الحنة والجرتق و يكون من اللونين الابيض والاحمر.
ألوان و نقوش..
و عن تراجع دور الطاقية المصنوعة يدويا في عالم الشباب تقول الحاجة فتحية ان معظم شباب اليوم صاروا يفضلون شراء الطواقي الجاهزة المستوردة لما تتوافر به من الوان ونقوش مختلفة تتناسب مع الجلاليب والشالات الملونة التي اصبحوا يفضلونها عن البيضاء التقليدية والتي تستورد من اندونسيا و تايلاند و نيجريا وغيرها من الدول.
عالم جميل..
وعن عالم الطواقي والوانها يقول العم احمد صالح انه يحب الطواقي خاصة الطاقية الخضراء( طاقية الصوفية) ويتفاءل بها ، وانه لا يمتهن بيع الطواقي كشئ اساسي لكنها هواية يبيع لمن يطلب فقط وليس لديه مكان لبيع الطواقي لأن مهنته الأساسية ليست بيع الطواقي، لكن الوان الطواقي تستهويه ولذا بدأ في جمع عدد منها.
وأضاف أن كثيرا من الدول يرتدي مواطنوها الطواقي وتختلف الألوان والأشكال حسب الدولة وحسب المدينة.
وختم عم أحمد حديثه بأن صناعة الطواقي فن من الفنون الذي تجيده النساء خاصة في السودان، فهناك نساء برعن في خياطة وتطريز وتلوين الطواقي وقال ضاحكا(طبعاً ناس الصلع اكتر ناس بحبو الطواقي).

تعليقات
Loading...