صوفيا الهدار تكتب: عندي موعد.

الخرطوم :مرايا برس

جافاني النوم فأنا عندي موعد، قضيت الليل اتفقد المنبه متى يرن؟، وقبل أن يرن انتفضت استعد، اغتسلت، تهندمت فأنا عندي موعد، لم استطع تناول الفطور، ومعدتي تؤلمني ذهبت للحمام مرارا، إنه التوتر بسبب الموعد. حملت أوراقي وهرولت للشارع، يجب ألا أتأخر فأنا عندي موعد، علق كيس نايلون في قدمي ، رفسته بقوة، ضحك جاري، وقبل أن يبدي تعليقه مضيت، فلا وقت لدي، نبت أمامي طفل يتسول، ابعدته، أنا كريم يا صغيري ولكن عندي موعدا، أسرعت الخطى ودون أن انتبه دست على ذيل كلب نائم، نبح بشدة، لحق بي، نهش حذائي، هرولت  بعيدا فوقعت على وجهي، ياله من وغد أفسد هندامي وأنا عندي موعد. وأخيرا وصلت للمحطة، ركبت الباص تشاجرت مع السائق والركاب، كم أكره التأخير وأنا عندي موعد.
ما أسعدني حين وصلت المكتب قبل الموعد ، ألقيت السلام على السكرتيرة، رمقتتي بنظرة فاحصة، وقالت انتظر .  أردت أن أوضح لها أنني على موعد، لكنها لم تعطني فرصة للكلام. بقيت لساعة، تحركت نحوها، أنا يا آنسة عندي موعد، ودون أن تنظر نحوي، قالت: قلنا انتظر فالمدير لم يصل بعد. تهالكت على المقعد، وانتظرت لساعات، بدأت أشعر بجبهتي المتورمة تؤلمني، ومعدتي تقرقر من الجوع، ولكن علي أن أنتظر، فأنا عندي موعد.
انتهى وقت الدوام، ولم يحضر المدير، قالت السكرتيرة عد غدا.
مضيت أجرجر أقدامي، علي أن أستعد فغدا عندي…

تعليقات
Loading...