طوكر.. عندما تتأخر خطة الري.

إيهاب نصر

أمن غذائي..
يظل مشروع دلتا طوكر الزراعي ذروة سنام الأمن الغذائي لولاية البحر الأحمر وأحد أكبر إعتمادات الولاية لتغذية سوقها المحلي بالخضروات البستانية والمنتجات الغذائية الآمنة والمضمونة لخلوها تماماً من المواد الكيميائية نسبة لتجدد تربته سنوياً بفعل فيضان خور بركة، ومن أكبر وأهم عوامل نجاح موسمه الزراعي هو التنفيذ المبكر لخطة الري الذى يفترض أن تبدأ في الفترة من أول فبراير ولا تزيد عن شهر مارس، وخطة الري لأهميتها في نجاح الموسم فإنها كذلك إرتبطت بحماية مدينة طوكر العريقة وذلك بتعلية وتقوية الجسورات التي تحمي المدينة من تدفقات خور بركة. إذ أن التنفيذ المتأخر لخطة الري وعدم إكتماله أدى إلى أضرار كبيرة في أجزاء واسعة من المدينة.
تبادل إتهامات..
تم تبادل الإتهامات والمطالبة بمحاسبة الذين تسببو في عدم تنفيذ خطة الري، هذا ما طالب به المهندس أحمد تيتة عضو تنسيقية الحرية والتغيير في طوكر حسب ما ذكر لـ (مرايا برس) حيث قال : إن أهم أسباب تدهور المشروع خلال فترة النظام البائد ، عدم تعيين مدير مؤهل علمياً وعملياً لإدارة المشروع وكذلك عدم إعادة هيكلة المشروع وعدم الإهتمام بخطة الري المبكرة وحمايتها بعمل خطة للطوارئ أثناء الفيضان والتي تسهم في زيادة المساحة المروية وتعطي فرصة في توجيه المياه أثناء الفيضان وذلك بتنفيذ جسور قوية تصمد أمام الفيضان وتحمي المدينة من خطره.
إن خطة الري لهذا العام بدأت متأخرة ومن المفترض أن تبدأ في شهر يناير أو فبرير لأن التربة تكون محتفظة برطوبتها مما يساعد على تماسكها وتقوية الجسور، وأضاف تيته : كنت متوقع فشل خطة الري وذلك عندما رأيت التخبط وسلبية حكومة ولاية البحر الأحمر آنذاك وتوقعت سير المياه في إتجاه آخر سيتسبب في قطع الطريق وعزل وتهديد المدينة بالغرق.
طالب تيتة بتحقيق عادل وشفاف حول فشل خطة الري لهذا العام والأعوام السابقة وأن يشمل هذا التحقيق الوالي المكلف السابق وإدارة مشروع دلتا طوكر ووزير الري الإتحادي والشركة المنفذة والمهندس المنفذ للخطة.
هيكلة المشروع..
أشار المهندس تيتة إلى أن الأسباب التراكمية التي عاقت نهضة المشروع والتي تسبب بها النظام البائد غياب الكفاءة العلمية والعملية للكادر الاداري الذي يدير مشروع دلتا طوكر الإشكاليات الفنية المتعلقة بتطبيق التقانات الحديثة ومن هنا أناشد حكومة الثورة أولاً بالإسراع في إعادة هيكلة المشروع
والإهتمام بخطة الري
وتوفير التمويل والآليات التي تعين على نظافة وإزالة المسكيت
وأيلولة المشروع لوزارة الزراعة الإتحادية.
لكن مجذوب علي أبو علي عضو مجلس إدارة مشروع طوكر رفض تحميل إدارة المشروع اى فشل فى تنفيذ خطة الرى وقال لـ (مرايا برس) إن الأصوات التي حمّلت إدارة المشروع عدم إكمال تنفيذ خطة الري تتحدث من منطلقات شخصية والذين يطالبون بعزل مدير المشروع غير حريصين على مصلحة طوكر وأشار أبو علي إلى أنه كان رئيس الوفد الذي كونه مجلس إدارة المشروع بالذهاب إلى الخرطوم لمقابلة الجهات الرسمية المعنية بتمويل وتنفيذ خطة الري وأكد مجذوب أنهم قابلوا وزير الري ووزير المالية وتم تسليمهم خطابات الوالي بخصوص تنفيذ خطة الري ووافق الوزير بأن تسند خطة الري للهئية العامة للحفريات.
وأشار الى جلوسهم مع وزير الري الذي أكد إستعداده الكامل لحل كل قضايا مشروع دلتا طوكر الزراعي والتي تتمثل في خطة الري التى إطلع عليها بتفاصيلها الدقيقة.
قال مجذوب أبو علي أن لجنته قابلت كل المسئولين وجميعهم وافق على الدعم والتمويل الكامل للموسم الزراعى.
قرار جمهوري..
حيال إتهام إدارة المشروع بالتقصير وتوجيه الإتهام لها بالفشل ذهبنا لمقابلة مدير مشروع دلتا طوكر حسن عيسى أرتيقا الذي قال لـ (مرايا برس) أن خطة الري ليس من إختصاص إدارة المشروع وإنما من إختصاص وزارة الري والموارد المائية الإتحادية وذلك حسب القرار الجمهوري رقم ٢٣/٢٠١٧ ، الأمر الثاني أن خطة الري تم تنفيذ ٧٠٪ من جملة أكثر من اربعمائة متر مكعب يعني بما يغطى ١٢٠ ألف فدان موزعة على ٨٠ ألف فدان في الدلتا الوسطى والشرقية و٤٠ ألف في الدلتا الغربية وقال أرتيقا: قطع المياه للطريق أمر وارد لأن الطريق داخل في الدلتا ولتفادي قطع الطريق لابد من عمل الطريق الذي يبلغ ١٧ كيلو حسب خطة المهندسين بإنشاء ٢٩ كبري، وأضاف أرتيقا: إن الذين يتحدثون عن فشل خطة الري لا يفهمون ماذا تعني خطة الري فخطة الري هو العمل الذي تقوم به الآليات لعمل الجسورات والمثلثات والحدافات واللبش لتوجيه المياه حسب المساحات المستهدفة. وأكد في حديثه: لو كانت المياه ذهبت للدلتا الشرقية فقط أو الوسطى فقط أو الغربية فقط هذا يعتبر فشل للخطة لكن المياه روت الثلاث دلتاوات بنسب متفاوتة لذا لا نقول أن الخطة فشلت وكسر جسر لا يعني فشل الخطة قطع . لا يعني فشل الخطة، وأحيانا كثيرة يتم كسر الجسورات لأن هذه جسور ترابية لذا من ضمن ميزانية خطة الري يكون هناك ميزانية كبيرة توضع للحماية، وهذه لم تأتي. الخطة لم يكتمل تنفيذها ولم تسلم للمشروع ونحن دورنا فى إدارة المشروع يتمثل في مخاطبة وملاحقة الجهات المسؤولة عن تنفيذ خطة الري وهذا قمنا به بأكمل وجه وفي موعده المحدد، ففي فبراير تم تكوين لجنة إعداد خطة الري ورفعت تقريرها وفي ذات الشهر خاطبنا الوالي الذي بدوره أصدر خطابين لكل من وزير المالية ووزير الري بعد متابعة وملاحقة وصلت 2 آلة إلى طوكر وبدأ العمل يوم ٢٥ أبريل والخطابات والمكاتبات التي تدل على ذلك موجودة ومتاحة لكل من أراد أن يطلع عليها وأضاف مدير المشروع أنه حينما تأخرت وزارة الري عن تنفيذ الخطة ووزارة المالية عن التمويل خاطبت لجنة تسير المزارعين وممثليهم في مجلس الإدارة، مدير هيئة الموانئ البحرية لدعم خطة الري بالآليات وطلبنا منهم توفير 2 آلة بلدوز لتكملة الخطة.

تعليقات
Loading...