طوكر: قصة مدينة تغمرها المياه

ايهاب نصر

ظلت مدينة طوكر العريقة ومنذ سنين يحوم حولها الخطر بفعل فيضان خور بركة الذى يروي أكبر مشروع زراعي بالولاية وأقدم مشروع على مستوى السودان وأخصب أرض على مستوى العالم، هذا المشروع الذي أدخل طوكر التاريخ من أوسع أبوابه لإنتاجه أجود أنواع القطن.ظلت المدينة فى مأمن كامل طوال تنفيذ خطة الري في مواعيده المحددة له في شهر فبراير ومارس، لكن بسبب الإهمال الكبير واللا مبالاة في ترميم الجسور الواقية للمدينة جعل أرض الدلتا في ارتفاع عالٍ من المدينة، مما يجعل أي كسر أو تصدع في الجسر الواقي مهدداً لمدينة طوكر كلها وربما يجعلها أثراً بعد عين نتيجة لقوة المياه التي يمكن أن تنحدر من أعلى إلى أسفل المدينة.

ناقوس الخطر..

قرعنا ناقوس الخطر وأجراس الإنذار، للتعرف على الأزمة وحجم الخسائر الكبيرة التي نجمت عن الفيضان الذي غمر مناطق واسعة ومسح عدداً من الأحياء وقطع الطريق.
وقال لـ (مرايا برس) ممثل قوى الحرية والتغيير بمحلية طوكر المهندس أوهاج طلاب، أن الفيضان إجتاح مناطق
(دولابياي- خوجلي دوير- بتاب -ايقاييب – دبت أويتيب) وهي المناطق الواقعة غرب محلية طوكر على الضفة الغربية لمجرى نهر خور بركة.
وسكان هذه المناطق فقدوا كل ما لديهم من مساكن ومحلات ومخازن حتى الكساء. مما سبب ضرراً بالغاً لأكثر من ألفي أسرة.
وقال أوهاج: مدينة طوكر هي الأخرى لم تصمد طويلًا بحيث تهّدم الجسر الواقي للمدينة (جسر الجفر) رغم وقوف الشباب عليه ولم تفلح كل الصرخات والإستغاثات للجهات المسؤولة في صيانة الجسر الواقي، ونتيجة لذلك فقد مواطنو السكن الاضطراري بطوكر مساكنهم وموادهم الغذائية،وأعاق الفيضان طريق طوكر ــ سواكن مما جعل المدينة شبه جزيرة معزولة، وأصبح الوضع في السكن الإضطراري بطوكر ينذر بكارثة صحية ما لم يتم تداركه.
أنقذوا طوكر..
تاج السر صالح همد البلوي مواطن من طوكر، قال بألم أنقذوا طوكر، طوكر في خطر وأضاف: للمرة الثانية يجتاح السيل ويلتف حول المدينة مثل السوار في المعصم وصب جام غضبه على رئيس لجنة الطوارئ الذي وصفه بالمتباطئ والمعاكس، والسبب التاني فشل خطة الري وعدم صيانة الجسور، وأرسل همد البلوي نداء استغاثة وقال :
أنقذونا من هذا المستنقع سنفقد ارواحنا والمدينة على شفا حفرة من المياه.
واشار إلى أن الإسهالات المائية بدأت في الظهور والصحة الوقائية لا توجد لديها مبيدات ولا كلور.
حكاية مكتملة الفصول..

ورسم لنا الصحفي محمد الأمين أوشيك لوحة تراجيدية لما يحدث في تلك المناطق، قائلاً : تبدو حكاية طوكر وأجزاؤها ومحلية “عقيق بضواحيها” حكاية مكتملة الفصول من الإهمال والتجاهل والنسيان، ويجاهد سكان تلك المناطق من أجل البقاء مع إنعدام كامل للخدمات الأساسية ومع إنقطاع كامل مناطق الأنتاج بمناطق الإستهلاك جراء السيول المندفعة، مع غلاء طاحن يضرب المنطقة.

ترحيل المتضررين إلى المدارس..

حيال هذا الوضع المتأزم اتصلت(مرايا برس)بالمدير التنفيذي لمحلية طوكر عادل آدم علي، وسألته عن دور المحلية في هذه الأزمة التي تعيشها مدينة طوكر وصرخات أهلها فلم يختلف المدير التنفيذي عن الذين قبلهم، وشخصوا العلة ومكامن الخلل، وقال عادل أنهم حصروا الخسائر جراء هذا الفيضان الذي تم عبر اللجان في المنطقة والإدارة الأهلية والحرية والتغيير، والمحلية قامت بدورها ورفعته للجنة العليا للطوارئ، وقال عادل إن المتضررين من مواطني السكن الاضطراري تم ترحيلهم إلى المدارس. وأبدى المدير التنفيذي تخوفه من التدهور الصحي وقال حتى الآن لم يتم أي إجراء وأنهم رفعوا إحتياجاتهم وحتى الآن لم يتم التنفيذ.

الطريق الطريق

ودعا مدير تنفيذي محلية طوكر إلى ضرورة إصلاح الطريق حتى يتسنى لهم الدخول للمدينة، وأشار إلى أنهم في لقائهم مع الوالي قدموا مقترحات لمعالجات داخل الدلتا لتحويل المياه بعيداً عن المدينة، وأكد على أنه إذا تم تنفيذ خطة الري مبكراً فإن المدينة تكون في أمان.
وأوضح المدير التنفيذي أن الحل للسيطرة على على الفيضان هو ضرورة تجهيز الموقع المناسب بخدماته في طوكر الجديدة أو أي مخطط آخر يرضي المواطن الطوكراوي،لأن المواطن إذا أردت أن ترحله لابد أن ترغبه للرحيل.

تعليقات
Loading...