عادل عسوم يكتب : قراءتي للمشهد من بعد حمدوك. 

الخرطوم :مرايا برس

رحل الدكتور عبدالله آدم حمدوك بعد انصرام اعوام ثلاثة من عمر الفترة الانتقالية حتى الآن، والرجل بمقياس تحديات الانتقال ماكان رجل المرحلة، فالسودان في هذه المرحلة ماكان يحتاج الى رجل بسمات الدكتور حمدوك الشخصية (الحالمة والاستسهالية)، لكنه كان بمقياس حزبه افضل من ينفذ المطلوب منه في خارطة طريق تم رسمها من كبار الحزب العجوز -والكبر هنا عمرا- بعناية، وبصراحة لا لوم يوجه لحمدوك، فقد كان صريحا عندما قال بأنه ليس لديه برنامج ولاخطة عمل للحكم منذ ابتداره، وماكان لحزبه او لقحت التي كونها ذات الحزب؛ برنامج للحكم، والسبب في ذلك ان الحزب اصلا ما كان مهموما بأهل السودان في شئ، انما كان المراد هدف اوحد هو مصلحة الحزب والانتصار والتشفي من خصم لدود والبحث عن سبيل لحكم السودان وان كان على حساب جيل بأكمله وخراب للوطن، ويشاركه في ذلك بقية احزاب اليسار.
فماهي خارطة الطريق التي نفذها حمدوك؟!
عواجيز الحزب كانوا ومافتئوا يعلمون يقينا بأن حزبهم لن يكسب أي انتخابات في السودان ان دخلها باسمه كفاحا، ولقد تبينوا بأن المسعى لل(تفكيك) لن يستأصل جذور غريمهم اللدود، لذلك تركوا ذلك لرفاقهم من البعث ممن لا عمق لديهم ولا احاطة، لكنهم ظلوا يشاركون -من بعيد- خفافا عند الطمع ثقالا عند الفزع في كل مايحدث خلال الأعوام الثلاث الماضية، وقد استعانوا من قبل بكثر من المغفلين النافعين من غير عضوبتهم في واجهتهم تجمع المهنيين ثم في قحت من بعد ذلك، و(كوشوا) على جل مناصب اللجان الاممية ان لم يكن كلها بخبث وذكاء.
وكان المراد منهم من لجنة التفكيك الاتيان بالمال للصرف على الكثير من مطلوبات الحزب في هذه المرحلة وقد كان، ومن ذلك المكاتب والمنابر الاعلامية الموكول لها شيطنة غريمهم وفعل كل شيء لقتله سياسيا ومعنويا وادبيا، وقد اسبقوا ذلك بالسيطرة على الوزارات ذات البصمة الاجتماعية والجماهيرية، فنصبوا وكيلا (اول) لوزارة الإعلام جعل في يده كل شيء ليصبح الحاكم بأمره في كل واجهات الاعلام والثقافة في السودان، بعد تعدى ذلك للاشراف على اعادة كل المفصولين من الخدمة من كوادر ومناصري الحزب، ثم اختاروا لوزارة التربية والتعليم احد كوادرهم المعروفة وسندوه بمسؤل للمناهج يتفق فكره مع فكرهم في الكثير، أما وزارة العدل حيث تطبخ وتغزل القوانين، فقد تراضوا على من يفعل ذلك وينفذه بأفضل حال.
أما حمدوك فقد كان المطلوب منه أمر هو من الأهمية بمكان عند الحزب، ألا وهو التمكين لواجهة الحزب التي يراد لها أن تصبح مولجه الى الانتخابات ان قامت وهي (لجان المقاومة)، ومن اراد الاستيثاق من ذلك عليه أن يعيد قراءة (كل) خطابات حمدوك ليتبين عدد المرات التي ذكر فيها اسم لجان المقاومة فيها!
ظل الحزب الشيوعي يعمل جاهدا لجعل واجهة لجان المقاومة الوريثة للثورة، والمنبر الاوحد المتحدث لها، والقائد لجيل باكمله، بعد أن شرعوا في ذلك باسم تجمع المهنيين الذي لم يؤسس اصلا لاجل شيء يهم أي مهني في السودان، وهو في الأصل ليس مسجلا ضمن منظمات المجتمع المدني كواجهة مطلبية للمهنيين، انما نشأ وبقي كواجهة وجسم سياسي فقط.
الآن وبعد استقالة حمدوك سيسعى الحزب عاجلا الى تصعيد قيادات شبابية من كوادره الناشئة لتصبح القيادات الموكول لها أمر الشباب في الشارع، وسيسعى الحزب جاهدا لدفع الشباب دفعا لمناصرتها والالتفاف حولها بشتى السبل، وسترون وتسمعون هذه القيادات تتبنى خطاب الحزب المنطوق به الآن من خلال تجمع المهنيين، والمتمثل في اللاءات الثلاثة التي اصبحت اربعا وقد تزيد!، وبالطبع سيستعين الحزب بقيادات شبابية أخرى من المغفلين النافعين ممن لا صلة لهم بعضوية الحزب ايوة بالذين استعين بهم في تجمع المهنيين، وان مضت الامور كما يشتهي الحزب؛ سيتم تسجيل واجهة لجان المقاومة كحزب سياسي لخوض غمار الانتخابات، ولعل نذر ذلك بدت واضحة عندما اصر الحزب على تمثيل لجان المقاومة في المجلس التشريعي الذي لم ير النور باعتبارها الممثل الاوحد للثوار والشارع.
واتوقع ان تظهر اسماء القيادات للجان المقاومة ابتداء من اليوم بعيد اعلان الدكتور حمدوك استقالته.
نسأل الله ان يقيل عثرة السودان.
[email protected]

تعليقات
Loading...