عبدالماجد عبدالحميد يكتب : جبريل إبراهيم .. أحلام (بلا حدود) !!.

الخرطوم :مرايا برس

• في حديثه وإجاباته على أسئلة برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة بدا الدكتور جبريل إبراهيم وزير مالية حكومة السودان براغماتياً وسياسياً ينحني للعاصفة والمواقف العارضة أكثر منه وزير مالية كان مطلوباً منه تقديم أفكار وإجابات متخصصة ومقنعة لقضايا إقتصادية تأخذ برقاب المواطنين السودانيين الذين باتوا يدركون في تفاصيل الشأن الاقتصادي أكثر من الوزراء والسياسييين والمختصين !!
• براغماتية جبريل كانت واضحة في إجابته علي السؤال الحرج جداً من مقدم البرنامج في خواتيم الحلقة عندما طلب منه إجابة مباشرة على سؤال : هل ساهم التطبيع مع إسرائيل في تحسن الأوضاع المعيشية للسودانيين ؟ !
• تجنّب جبريل الإجابة المباشرة لأنه يعرف أن إقراره بنعم يعني عملياً وضع رجله داخل نادي التطبيع الذي سبقه إليه بهرولة مخزية كل من الفريق البرهان ورفيقه حمدوك .. جبريل ترك الباب موارباً وقال بتحفظ إن اللقاءات مع الإسرائيلين ربما ساهمت بطريقة غير مباشرة في رفع بعض العقوبات عن السودان !!
• تحاشى جبريل إبراهيم نطق كلمة التطبيع .. وأستخدم بدلاً عنها تعبير اللقاءات بين الجانبيبن .. وكله عند المراقبين السياسيين صابون وإن بدا وزير المالية السوداني غير متحمس للخوض في الحديث المباشر عن هذه القضية الخطيرة .. ومن حسن حظه أن هذا السؤال المحرج كان في ختام الحلقة التلفزيونية التي قدّم خلالها جبريل إبراهيم نفسه كزعيم سياسي يدافع عن قرارات حكومته بدوافع سياسية وليس بمنطق إقتصادي وعلمي ومهني كان مطلوباً في حلقة عالية المشاهدة !!
• أثناء الحلقة يلمس المشاهد انحناء جبريل قليلاً لعاصفة الخلاف مع لجنة التمكين .. وبدا أن الرجل سيوافق اليوم أو غداً علي مقترح الشركة القابضة التي ستؤول إليها الأموال المصادرة بغير وجه حق من لجنة التمكين ..
• موافقة جبريل علي التصرف في الأموال المصادرة بغير وجه حق يبدو مسألة وقت فقط .. الرجل ربما يوافق أن يأكل الآخرون أموال الناس المصادرة إن تم ذلك بعيداً عن وزارة المالية التي قال إنها ستشارك في اللجنة بطريقة أو أخرى شريطة ألا يقول وجدي صالح أو غيره من أعضاء اللجنة إنهم سلموا وزارة المالية أمولاً سائلة لايملكون ما يؤكد قولهم وينفي غضبة جبريل إبراهيم التي ستتلاشى قريباً !!
• بعيداً عن الموقف السياسي المسبق من الحكومة القائمة يمكن القول إن جبريل إبراهيم قدّم من حيث الشكل أداءاً هو الأفضل لمسؤول حكومي أمام أجهزة الإعلام المحلية والعالمية .. بدا الرجل متماسكاً .. وحاضراً في إجاباته وفصيحاً في التعبير عن قناعاته وواعياً بطقس وطبيعة الحوار .. دافع الرجل عن الموقف الإقتصادي والسياسي للحكومة التي يعمل معها .. وهذا موقف أخلاقي يحمده المتابع للرجل .. فهو بهذا يقدم درساً في تحمل المسؤولية مع رفقائه في الحكومة .. لم يتهرب جبريل من المسؤولية تحت لافتة ( فشلنا فشلاً ذريعاً ) .. قال بثقة محيّرة حقاً : سنمضي إلى الأمام !!
• نقطة ضعف جبريل التي كشفتها حلقة برنامج بلا حدود والذي إستضافه بصفته وزيراً لمالية السودان ، نقطة ضعف الرجل الأساسية في الحلقة المسائية أنه تحدث كسياسي يدافع عن معالجات إقتصادية لملاحقة واقع سياسي بات خارج السيطرة !!
• مؤسف حقاً أن يدافع الدكتور جبريل إبراهيم عن برنامج إصلاح إقتصادي لا يستند علي فكرة مرجعية !! .. البرنامج الإقتصادي الذي ينفذه ويدافع عنه دكتور جبريل إبراهيم ليس برنامجاً إقتصادياً وطنياً للنهوض بالإقتصاد السوداني .. إنه روشتة مطلوب صرفها من جيب المواطن السوداني لصالح مؤسسات إقتصادية دولية أمسكت بتلابيب حكومة حمدوك .. وليس أمام دكتور جبريل إلا المدافعة عن برنامج يعلم الرجل أنه لن يحقق فائدة للسودان علي المدي البعيد !!
• ما خرجنا به من حلقة اليوم ملخصه أن الحماس يغطي على الغلط !.. حماس وزير المالية الذي كسا حديثه طيلة زمن البرنامج غطى على ثقوب المعالجات الإقتصادية التي تنفذها حكومة بلا برنامج محدد .. ولأن الأمر كذلك فلا يوجد مايمنع دكتور جبريل إبراهيم أن يحلم بلا حدود أن قرارات رفع الدعم عن المحروقات ستعمل علي توفير الوظائف .. السلع بأسعار معقولة .. أو كما قال !!

تعليقات
Loading...