عبدالماجد عبدالحميد يكتب :حمدوك..الشيوعي..و(ديك العدة ) السياسي!!.

الخرطوم :مرايا برس

• لم يهتم الشارع السياسي المغلوب علي أمره بمخرجات اللقاء العلني الذي عقده رئيس الوزراء حمدوك مع عواجيز اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ..
• الشارع السياسي الذي لقّن الشيوعيين درساً في الوعي الوطني يتعجب كثيراً من براغماتية هذا الحزب الذي درج علي تكرار أخطائه الكارثية في الساحة السياسية السودانية منذ 60 عاماً .. ولم يتعلم حتي لحظة كتابة هذه السطور !!
• الشيوعيون يفترضون أن الشعب السوداني بلا ذاكرة .. ولهذا صاروا يتحولون في مواقفهم المعلنة بطريقة تثير الضحك .. والسخرية معاً !!
• تذكرون عندما دبّج الشيوعيون بياناتهم النارية قبل أشهر وأعلنوا علي رؤوس الأشهاد أنهم ماضون في طريق لا رجعة عنه .. طريق إسقاط حكومة حمدوك !!
• قبل أن يجف مداد هذه التصريحات والمواقف النارية سارع عواجيز الحزب بقيادة مختارالخطيب وصديق يوسف إلي مقابلة حمدوك بالأحضان .. وتبادلوا معه شهي الطعام والكلام قبل أن يخرجوا إلي الرأي العام ببيان بارد مثل أكل المستشفيات !!
• البيان الذي لخّص كواليس لقاء حمدوك بعواجيز الشيوعيين يوضح بجلاء أزمة التناقض السياسي والأخلاقي التي يعيشها الشيوعيون الذين فقدوا بوصلة التقدير السياسي وصاروا يتخبطون في مواقفهم الإنتهازية منذ سقوط الإنقاذ ..
• قابلوا حمدوك في مكتبه بمجلس الوزراء وهو مايعني عملياً أن الشيوعيين ازدردوا لقمة الدعوة إلي إسقاط حكومة حمدوك والتي أحاطت بها أحزاب إنتهازية هي الأخري في مقدمتها حزب الأمة والبعث الأصل والمؤتمر السوداني .. وآخرون لم يصدقوا أن الشيوعيين وببلاهة يُحسدون عليها وقعوا في فخ نفاق سياسي لا مثيل له في عالم اليوم .. ومنه أن يكونوا حاكمين وممسكين بمفاصل الجهاز الحكومي .. وفي ذات الوقت يقودون حملة معارضة للحكومة حتي لايتركوا ساحة المعارضة للإسلاميين ومن يقف معهم في التيار الوطني والإسلامي العريض ..
• أيقن الشيوعيون أنهم لا يملكون القوة والتأثير اللازمين لتحريك الشارع السياسي .. واكتشفوا حقيقة تآكل شعبيتهم وكراهية الشعب السوداني لهم .. سقط في أيدي الشيوعيين عندما فشلت دعواتهم المتكررة لإسقاط حكومة حمدوك من جهة .. واكتشفوا خطأ تعجلهم في السيطرة علي الوزارات والمؤسسات الحكومية عقب سقوط الإنقاذ .. ولهذا بدأواالتفكير في مخرج ثالث يقوده هذه المرة ديك العدة السياسي ياسر عرمان المستشار السياسي لحمدوك !!
• من المفارقات المحزنة في المشهد السياسي الراهن أن تكون حكومة الثورة المصنوعة بلا (دماغ ) سياسي يخطط لها ويضع معالم سيرها في الجبهات المختلفة .. مؤسف حقاً أن يكون ياسر عرمان هو المستشار السياسي لحمدوك في هذا الظرف الدقيق من تاريخ البلاد .. عرمان المشهور بقلقه النفسي ومزاجيته المتقلبة وعدائه الشديد للمحيطين به .. هذا العرمان سيكون وبالاً علي حمدوك .. وبسببه ستتوالي الكوارث السياسية لرئيس الوزراء ومنها الآثار السالبة التي ستترتب علي لقاء حمدوك بقادة الحزب الشيوعي ..
• يعلم حمدوك جيداً أنه يتبني برنامج اقتصادي عماده روشتة البنك الدولي وتقف خلفه قوي نيوليبرالية لن تترك له التحرك بعيداً عن دائرة توجيهها وتأثيرها .. هذا من ناحية .. ومن ناحية أخري أصبحت حكومة حمدوك محاطة بمجموعة مصالح اقتصادية ومالية جديدة بدأت حملة ثراء فاحش ولن تترك مغانمهما بسهولة ولن تتفسّح في المجالس للشيوعيين الذين قدموا تجربة إقصاء فاشلة للآخرين خلال عامهم الأول علي ظهر الجهاز التنفيذي لحكومة الفترة الانتقالية !!
• حكومة حمدوك الحالية محظوظة لأنها بلا معارضة سياسية قوية ومتماسكة وذات رؤية وبرنامج واضح يقنع الجماهير المغلوبة علي أمرها بحقيقة أن حكومة الفترة الانتقالية الحالية بشقيها المدني والعسكري ستحدث دماراً في الدولة السودانية يحتاج لمئات السنين ليتم تداركه وإصلاحه ..
• نعم .. حكومة حمدوك الكارثية محظوظة لأن الحزب الشيوعي السوداني الذي قرر إسقاطها عاد عن قراره لأنه أيقن أن أدواته لتحريك الجماهير قد تآكلت وتجاوزها الزمن ..
• حكومة حمدوك محظوظة أيضاً لأن الإسلاميين الذين يعارضونها وعلي قناعة راسخة بضرورة إسقاط هذا النظام العلماني المتوحش ..هؤلاء الإسلاميين وجدوا أنفسهم بلا قيادة ملهمة ومؤثرة في الوقت الراهن .. قيادة يسيطر عليها جناح الهبوط الناعم والدعوة إلي التصالح والتماهي مع المنظومة الأمنية والعسكرية والمدنية التي أفرزتها مؤامرة إسقاط عهد الإنقاذ الذي تثبت الأيام يوماً بعد يوم أنه سقط بفعل فاعل من الداخل .. قبل الخارج !!

تعليقات
Loading...