عثمان الشيخ يكتب:قنبلة مناهج التعليم البريطاني.

الخرطوم :مرايا برس

اضطُر المستعمر البريطاني بعد إخضاع السودان بالكامل و إنهاء الثورة الإسلامية المهدوية إلى إنشاء كوادر مدنية تعينه على إدارة المستعمرة المتراميةالأطراف ومتعددة القبائل واللهجات والأقاليم الجغرافية.

إستقدم الحكام البريطانيون مصريون وشوام ليساعدوهم في الإدارة لمعرفة المصريين والشوام باللغة العربية لغة أهل السودان.

لم تتعد الحاجة أول الأمر للكوادر الوطنية أكثر من صغار الكتبة والمحاسبين والمعلمين.

أنشأ البريطانيون كلية غردون وهي مدرسة ثانوية عليا لتحقيق هذا الغرض.

كان إختيار التلاميذ لهذه المدرسة من أبناء الإدارة الأهلية للسيطرة عليهم  وتوجيههم لخدمة أهدافهم.

كانت الدراسة مجانا  والإيواء في الداخليات.

اقتضت الضرورة التوسع في التعليم فأُنشئت المدارس الأولية ثم المدارس الوسطى والمدارس الثانوية  الجامعة.

بدأ التعليم إنتقائيا ، بطبيعة الحال ، في عواصم المديريات والمدن الكبيرة.

رفض المواطنون في الريف التعليم الحديث على أساس موضوعي لأنه يكون خصما على التعليم الإسلامي الخلاوي  والمسايد(جمع مسيد)لأنه يفسد التلاميذ والشباب  ولعلهم استشعروا نوايا المستعمر في توجيه العقول مبكرا.

طال عمر الإستعمار  واستقر الأمر له فإنتشرت المدارس الأولية  والوسطى والثانوية في العواصم والحواضر.

يجد المتعلمون على المنهج البريطاني فرص العمل في دواوين الحكومة مع إمتيازات مدنية كثيرة ابتداء بالراتب المادي  والإنتقال إلى المدينة حيث الرفاهية النسبية كالأسواق والماء  والكهرباء والبريد  والأسواق و العلاج والأمن و غير ذلك.

تناقص عدد الصبية الذين يرتادون الخلاوي  والمسايد فإنخفض عددها إلا خلاوي شيوخ الطرق الصوفية.

أضطر الإنجليز لإنشاء المعاهد الدينية لتخريج القضاة الشرعيين ومعلمي اللغة العربية و الدين.

أدرك المواطنون الإمتيازات التي يمنحها التعليم الحكومي لأبنائهم فأنشأوا التعليم الأهلي لإستيعاب عدد أكبر من التلاميذ في التعليم المدني و الديني.

لو علٍم البريطانيون أن التعليم الذي أسسوه لتخريج الموظفين (الخدمة المدنية و العسكرية لاحقا) هو الذي أنتج السياسيين  ومناهضي الإستعمار  والمستعمرين لما توسعوا فيه. لم يكن هدف البريطانيين من التعليم تخريج منتجين مثل الأمريكان بل لصناعة جيل من المساعدين الإداريين المستهلكين غير المنتجين .

الطاهر وعلي نموذجان لمنتجات التعليم البريطانى في اربعينات و خمسينات القرن الماضي في السودان .

ترك الطاهر دراسة العلم في الخلوة لأن والده يملك دكانا صغيرا في القرية.

التحق الصبي بالمدرسة الأولية الوحيدة التي كانت تغطي عشرات القرى المجاورة . أكمل الطاهر المدرسة الأولية و امتحن للمدارس الوسطى الوحيدة في عاصمة المجلس الريفي الذي يضم المدن  والقرى والأرياف التابعة له إداريا.

 بالمدرسة الوسطى داخلية للقادمين من القرى  والارياف.

بلغ عدد المدارس الثانوية في أربعينات وخمسينات القرن الماضي أربعة فقط رومبيك ، خورطقت  وحنتوب و وادي سيدنا لكل مدرسة ثانوية داخليات كبيرة . تستوعب مدرسة رومبيك الثانوية كل الناجحين من مدارس الجنوب  وتستوعب مدرسة خورطقت الثانوية الناجحين من ولايتي دارفور و كردفان و مدرسة حنتوب الثانوية للناجحين من الجزيرة و النيلين الأزرق و الأبيض و مدرسة وادي سيدنا الثانوية لإستيعاب طلاب الخرطوم و الشمالية و ربما البحر الأحمر.

بعد قضاء ٤

[contact-form][contact-field label=”Name” type=”name” required=”true” /][contact-field label=”Email” type=”email” required=”true” /][contact-field label=”Website” type=”url” /][contact-field label=”Message” type=”textarea” /][/contact-form]

سنوات في المدرسة الثانوية يمتحن الطلاب الشهادة السودانية التى تؤهل لتلقي التعليم الجامعي التخصصي فى جامعة الخرطوم التي أسسها البريطانيون و فيما بعد جامعة القاهرة فرع الخرطوم التي أسستها الحكومة المصرية لتنافس التعليم ذي المنهج البريطاني بالمنهج المصري.

تعليقات
Loading...