عثمان الشيخ يكتب : الشيوعيون و صناعة الهدم.

الخرطوم :مرايا برس

يتنافس الإسلاميون والشيوعيون السودانيون على السلطة و الحكم فى السودان ليطبقوا عن طريقهما اجندتهم الفكرية و السياسية. يتفقون و يختلفون على الوسائل حسب الآليات السياسية السائدة شمولية او ديمقراطية.
يعتمد الشيوعيون على الفكر الماركسي الذي يتبنى شعار الغاية تبرر الوسيلة و منها العنف الثوري و الكذب و الاغتيال السياسي . يعتمد الاسلاميون على الاسلام الذى يأمر بالدعوة السلمية و الفدوة الحسنة ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة. و جادلهم بالتي هي أحسن) . (لكم دينكم و لي دين) . (لا إكراه في الدين)
لجأ الضدان الى الشمولية و الحكم العسكري في الوصول الى السلطة ( النميري و البشير) .
يستخدم الشيوعيون كل اشكال العنف و كل اساليب الارهاب و جميع صور الكبت و الإقصاء لإقصاء خصمهم و ابعاده عن السلطة و الحكم لينفردوا بهما .
اتقن الشيوعيون صناعة الهدم باتباع سياسة التعنت و الاختلاق و تأزيم المواقف السياسية و التصعيد و دفع المجتمع الى شفا الهاوية لا يهمهم ان يفنى البسطاء قربانا و حطبا لمآربهم و ارتزاقهم و عمالتهم.
لا تجد فى تاريخ السودان المعاصر مشهدا واحدا دخل فيه الحزب الشيوعى فى الاجماع الوطنى الشامل. يبني الحزب الشيوعي مواقفه السياسية على الإنتهازية المطلقة او التحالف المؤقت المحدود الذي يضمنون تجييره لصالح حزبهم .
يلجأ الحزب الشيوعي الى سياسة التحالفات الهشة المؤقتة كمنصة لينطلقوا منها الى هدفهم بالإنفراد بالسلطة. تحالفوا مع الاشتراكيين و الشعوبيين في اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ليقطعوا الطريق امام الاسلاميين و صنعوا مؤتمر الطلاب المستقلين او المحايدين و الذي تطور الى حزب المؤتمر السوداني الحالي ليوقفوا المد الإسلامي طلابيا و جماهيريا. ثم تحالفوا مع الأحزاب الإنفصالية مستخدمين القتال ضد السلطة المركزية لا يهمهم عدد الضحايا و توقف التنمية ودمار البنيات الأساسية.
تحالفوا مع كل من عارض الاسلاميين و امدوه بالسلاح و المعلومات و الكوادر.
ربما تكون محاولتهم الآن هي الاخيرة بصناعتهم تجمع المهنيين السودانيين و اعلان قوى الحرية و التغيير ثم الحركات المتمردة المسلحة او حركات الكفاح المسلح و هي نسخ عصرية من جبهة الهيئات والتجمع الديمقراطى و تجمع الأحزاب النقابات و كل هذه الكيانات الوهمية المصنوعة و بلا جذور مجتمعية و لا سند شعبي اللهم الا تجارة الخداع و التدليس و التزوير .
يختلف الحزب الشيوعي عمليا مع كل المغفلين النافعين و ما ان يمتطوا ظهورهم حتى يغدروا بهم و يركلونهم بمجرد وصولهم غايتهم المنشودة. الأمثلة كثيرة بدءا بالفريق عبود ومرورا بالاحزاب التقليدية و الهشة وليس إنتهاء بالمشير نميري ولا التنازع والتماهي مع احزاب البعث والناصري والسوداني ومكونات الجبهة الثورية و كل الشركاء الذين عارضوا النظام السابق الذين تنكروا لهم و انفردوا بالحكم مع عصابة الاربعة طويلة الذين ينتظرون مصيرهم البائس .
تعود الحزب الشيوعي على التصعيد و خلق الازمات ومنع الآخرين من الوصول الى تسوية و تنازلات في سبيل الوصول الى اتفاق يخرج الأمة من النفق المظلم و الاسراع نحو الهاوية.
موقف الحزب الشيوعى المتسق سرا و المشاتر علنا هو تطبيق حرفي لدفع البلاد الى هاوية الأزمة و التصعيد و اللاحل و يا فيها يا اطفيها.
تقاسموا السلطة مع المجلس العسكرى و ظلوا يخلقون له المشاكل. انسحبوا ظاهريا من تجمع المهنيين السودانيين و من اعلان قوى الحرية و التغيير الحاكم بعد التطبيع مع اسرائيل. و تهافتوا على المناصب الحكومية ممزقين الوثيقة الدستورية. انقسموا على انفسهم قحت واحد واثنين او المجلس المركزي او العودة الى منصة التأسيس او الاعتصام والتظاهر.
لا شك ان الشعب السوداني عرف الاعيبهم وخداعهم وإختطافهم كل ثوراتهم وتحدثهم باسمهم و خوفهم من الانتخابات و تهربهم منها غير عابئين بمعاناة الشعب وتوقف الانتاج و التنمية وإنعدام الأمن والحرية والعدالة والسلام.
يخشى الحزب الشيوعي عقوبة الشعب السوداني وهي تقترب و لذلك يلجأون الى خيار هدم المعبد على الجميع.
الشعب السوداني شعب صبور ومتسامح و لن ينتقم او يثأر من الحزب الشيوعي و لا الشيوعيين و اليساريين المخدوعين المهرولين نحو السراب و لن يريق قطرة دم واحدة الشئ الذي يسعى له الشيوعيون سفك دماء الابرياء ليتربعوا هم على الكراسي.
حفظ الله البلاد و العباد من الفتن .

تعليقات
Loading...