عثمان جلال يكتب:الثورات السودانية مشاريع لم تكتمل.

مقالات:مرايا برس

تنهض الثورات نتيجة الوعي بالظلم وسط قطاعات المجتمع المنوط بها صناعة التغيير، والوعي بالظلم يطرح أدوات المقاومة والمواجهة والبدائل، لأن الظلم لا يؤسس لثورة عميقة وبدائل مستمرة بل يؤدي الى هبات وانتفاضات تنتهي إلى مساومات ومحاصصات وربما إعادة إنتاج لنظام الاستبداد بعد ترقيعه وترميمه.

 الصورة التي تشكل خطرًا يمثل خطرًا على شكل شرائح المجتمع المصري ، ولكن ظل المجتمع السوداني عاجزا عن تفجير الثورة يمدد يده للسماء كما ذكر يوسف ميخائيل (الله يزيل الظلم الجائر) ، أليس لنا مهدي؟ ، رياضة كرة القدم رياضة كرة القدم ، رياضة كرة القدم ، رياضة كرة القدم ، وزنك المهدي والترك ، وانتصر المهدي حتى قائلهم (شيلوا فالكم من صغاركم) من المنقذ أو القائد ، هذه الطاقات الثورية إلى غاياتها وأهدافها النبيلة والتاريخ كما يقول لينين يصنعه نشاط القادة؟ نسخة ذكر بروف القدال لم يتصدى لقيادة الثورة المهدية الزبير باشا رغم هزيمته للرزيقات وإسقاطه لمملكة الفور التي استقرت لثلاثة قرون ، تشكيله لجيش شبه نظامي ، لأن الزبير كان يتفاعل بذهنية التاجر. لذلك .. نزع للمساومة والمحاصصة مع الادارة التركية بمصر والسودان التي هادنته ثم ابتلعته.           

كان محمد أحمد المهدي هو القائد الذي يمثله فيه طموحات ووعي سوداني وبقيادته الفذة ، تمكن من تمكن من حشد رجال الدين والصوفية الصناعات ، وقبائل دارفور ، مع قبائل وسط السودان إلى بحر الغزال البعيدة (المهدي دينق) ، الفتات حتى اكتمل مشروع التحرير . وغيبه الموت ومشروع الامة والدولة في صراع الرؤى والتكوين.           

منذ وفاة الإمام المهدي لم يتوافق السوداني مع مشروع ثورة أو فكرة ولم يحتشدوا كتلة قائد ، حيث كان التباين والثانية والتضاد السمة لملاكزة للسياسة الوطنية منذ الاتحاد السوداني ، وثورة اللواء الأبيض ، ومجلس المستشارين ، والمجلس الاستشاري لشمال السودان ، والجمعية التشريعية ، بل كانت الثنائية حتى في التعاطي مع مشروع التحرر الوطني (الوحدة تحت التاج المصري ، السودان للسود) ، لكن ما ان إلتقى السيدان حول مشروع الاستقلال الوطني ، حتى بدت التناقضات بين الطائفية ، ومثقفي الحركة الوطنية الذين قبلوا بالتسوية التاريخية مع الطائفية في السفور ، فتداعى السيدان لإسقاط حكومة وطنية الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري ، ولما اشتد التنافس حول القيادة الحزبية والتناقض داخل حكومة السيدين ، توافقا على تسليم الحكم لقيادة القوات المسلحة.        

 انتظمت دورة التحالف والتكتل وسط القوى السياسية الوطنية لاستعادة الديمقراطية وتوجت بانتفاضة أكتوبر 1964 ، وبدلا من استمرار التحالف لقيادة الثوري ، وصناعة القضاء واستحال إلى تناحر واستقطاب ايديولوجي تبدت تمظهراته في حكومة تحالف أولى والثانية ومجلس المائدة المستديرة ، والانقسام بدأت الانتخابات الديمقراطية الثانية ، ثم بعد التناقض قمته في مستشفى الحزب الشيوعي عام 1965 ، وبدء الانتخابات الديمقراطية الثانية عام 1969 ، وتشكلت دورة منازلات شعبية انتفاضة 1973 ، وانقلابات عسكرية 1971 ، 1975 ، 1976 ، ومحاولة تغيير من داخل بنية النظام الوطني ، وتثبيت النظام الوطني عام 1985.        

* ديمقراطية وطنية ببناء لجسم الحركة الإسلامية لحسم الخلاف بزاوية انقلابية حادة في يونيو 1989 ، وكذلك انتظمت دورة التحالفات وسط القوى السياسية لإسقاط النظام ، ويكاد يكون نظام الإنقاذ الوحيد الذي شاركت فيه معظم القوى السياسية والمدنية وانتهت ذات القوى السياسية ومعها كل الاسلاميين الذين خرجت من <br> <br> <br> <br> <br> عملية الإصلاح حتى تكلل ذلك في أبريل 2019 م

 هذه التجارب على عدم تماثل سلوك القوى السياسية الوطنية مع قيم الديمقراطية ، وصالحها بالمشاركة العسكرية لتصفية الخلافات مع شركاءها وفرض ايديولوجيتها ، وكذلك وقوعها ضحية للنخبة العسكرية المتحالفة معها بعد تشظيها ، وايلولة الحكم إلى نظام المطلق ، وبالمقابل فقد باتت القوى السياسية الوطنية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين قناعة راسخة أن الديمقراطية هي الشكل الأمثل للحكم في السودان ، وان ايديولوجيا قضايا البناء الوطني أسمى من أيديولوجيا حزبية وكذلك أدركت أن النظام الديمقراطي لن ينضج ويتمأسس في بنية الحكم إلا بالحوار الصبور والمستمر والنأي عن حرق المراحل عبر الانقلابات العسكرية بعد أن رسخ في الذاكرة الجمعية أن أنظمة الاستبداد عطلت مشروع البناء الوطني (تلازم نمو الأمة والدولة) ، وكادت أن تفكك الدولة السودانية إلى كانتونات نتيجة تأجيجها لصراع الهويات القاتلة ، كما تغربت تجربة السياسي في السودان وحدة القوى السياسية هي المغناطيسات لإسقاطات الاستبدادية التاريخية وان بعد الانتهاء من مهام مهام التغيير ، تم إجراء دورة نظام الاستبداد جارب أن التماهي مع الأجندة الخارجية ، والتمترس خلف الايديولوجيات العابرة للحدود من دواعي استمرار الدورة الشريرة في الحكم ورسخت هذه التجارب في وجدان المجتمع و المجتمع الدفاع عن المجتمع الديمقراطي (بناء الأمة والدولة والهوية السودانوية) وصناعة التنمية والنهضة الحضارية.          

إن إيجابيات مداخل الأوراق السياسية الوطنية من أقصى اليسار إلى اليمين وتظهر الصورة في الجزء الخلفي من الشاشة. الاستبدادية ، هي ذات المرجع الاستراتيجي مشروع الثورة السودانية الحالية ، وإدارة مهام المرحلة الانتقالية ، والتوافق حول الديمقراطية الرابعة ، بل إن هذا التحالف الاستراتيجي والمستمر هو المدخل لترسيخ الديمقراطية والمستمر ، الدورة الخبيثة في الحكم ، والا الاستبداد عائد وراجح.

تعليقات
Loading...