عثمان جلال يكتب : التيار الإسلامي.. لابد من صنعاء وان طال السفر

الخرطوم :مرايا برس

سيكتب فوق الشواهد من بعدنا
بأن كتبنا بدم الشغاف
كأن لم يكتب شاعر قبلنا
وأنا برغم الجفاف
ملأنا البراري العجاف
صهيلا صهيلا
وانا مشينا إلى حتفنا
رعيلا يباري رعيلا
سيكتب فوق الشواهد من بعدنا
بأنا كذبنا قليلا وانا انحنينا قليلا
لتمضي الرياح إلى حتفها
وانا سقطنا سقوطا نبيلا
(عبد الله شابو)

(1)
ثمة حالة من النضج الفكري والسياسي بدأت في التشكل وسط بعض قيادات وشباب قوى الحرية والتغيير، وكلك بعد مطالعتي لتصريح من قيادي في قوى الحرية والتغيير يؤكد فيه ضرورة مشاركة التيار الإسلامي الوطني الكبير في مهام التحول والانتقال الديمقراطي المستدام، واستدرك باضافة شرط وهو ازاحة الجيل القيادي القديم للاسلاميين(وسنن الاستخلاف والاحلال والتعاقب والتقادم داخل الكيانات السياسي تتم بالتدافع الفكري والسياسي وفي فضاءات الممارسة التواصلية لا بقرارات من عل فأعرض عن هذا).
(2).
بادي ذي بدء، إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ومثل هذه الحوارات الهادفة هي( الزيت) الذي يفتح الشهية للعصف الفكري والسياسي بعد أن غدت معظم الكتابات دائرية ومملة وغير منتجة تغذيها ذهنية الصراع الديماحوجي الفج
(3)
وباقتضاب نحن الإسلاميين نشكل خط الدفاع الاول والاخير لمشروع الثورة السودانية والتحول الديمقراطي المستدام ولكن كيف ذلك؟؟؟ فقد بتنا على قناعة راسخة وعميقة أن الديمقراطية هي النظام الأمثل لصيانة وحدة السودان من التفكك، واللحمة الاجتماعية من التشظي (ووحدة السودان وطنا ومجتمعا في هذه اللحظة التاريخية أولوية استراتيجية مقدمة على الشريعة ذاتها)، ولذلك نحن الاسلاميين شركاء في صنع الثورة السودانية حتى بلوغ غاياتها الحتمية حرية سلام وعدالة ووطن يسع الجميع ومهما بلغت الخصومة والشناءة بيننا وبين قوى الحرية والتغيير لن ترقى إلى الخيار صفر والسعي لإجهاض الثورة، ووأد المرحلة الانتقالية، بل سنسعى إلى تعهدها بالنقد البناء حتى تفيء إلى جادة الاستقامة الثورية ، ولن نكون نحن الإسلاميين حصان طروادة لوأد مشروع الثورة والتحول الديمقراطي عبر الانقلاب العسكري، ولن نكون كذلك جزء من تحالف سياسي مدني أو عسكري للانقضاض على مشروع الثورة السودانية، وأيضا لن نكون نحن الاسلاميين جزء من محور خارجي متآمر على الثورة السودانية، بل سنسعى بالتدافع الفكري والسياسي الصبور والدؤوب لتغيير مشروع الثورة السودانية من الثنائية الحالية المضرة (نحن صناع الثورة) والآخرين (هم أعداء الثورة) إلى عقلية الوحدة المثمرة، والسلوك الثوري الواعي والمتمثل في الشعار (نحن كلنا أبناء السودان في كتلة تاريخية وطنية شركاء في مشروع الثورة السودانية ، وشركاء في مشروع التحول الديمقراطي المستدام، وشركاء في حماية وصيانة هذا المشروع من الردة والانتكاسة وأحابيل المغامرين )
(4)
سنسعى نحن الاسلاميين لترسيخ هذه المفاهيم والسلوك الثوري الراشد بالحوار الصبور والمستمر مع أحزاب وقيادات قوى الحرية والتغيير، والحوار الهادف مع شباب الثورة السودانية ، والحوار العميق مع قاعدة المجتمع السوداني الكبير وتشكيل قوة ضغط لردم الهوة بيننا وبين قحت واستعادة حالة الثقة والوحدة في مشروع الثورة السودانية.
(5).
ان المثالية الثورية هي شعارنا وخيارنا نحن الإسلاميين في التعاطي مع حالة الأزمة الثورية الماثلة، وحالة ضعف الثقة بيننا وبين قوى الحرية والتغيير بل يجب أن تكون المثالية الثورية شعارنا حتى في حالة بروز تناقضات بين شركاء الحكم خلال المرحلة الانتقالية بالتالي يجب علينا التماهي مع الطرف المنحاز لقيم وشعارات الثورة السودانية والا نكون ابدا أداة للاستثمار والتوظيف من قوى الردة الثورية. وعلينا الصبر على الضرار حتى بلوغ المرحلة الانتقالية مجراها النهائي،والاستمرار في رفع شعارات الوحدة الوطنية، وصيانة اللحمة الاجتماعية، وخيار الديمقراطية التوافقية خلال كل المواسم الانتخابية التي تعقب المرحلة الانتقالية كشعارات استراتيجية حتى تستوي شعارات الثورة السودانية حرية سلام وعدالة، بنية ومأسسة وثقافة أمة.

تعليقات
Loading...