عن المسيحية..الرفيع بشير يكتب : هل توجد ديانة مسيحية، أم أن الأمر سلسلة إسلام ، حنفي، وخاتم؟.(١).

الخرطوم :مرايا برس

دعوني أهدي لإخوتي المسلمين، والذين قالوا إنّا نصارى، والذين قالوا ( وأكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة إنا هدنا إليك)، هدية صغيرة ، تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ،في جدلية المسيحية، واليهودية ، والإسلام ، وإذ أهدي هذه الهدية لنصارى عصرنا ، فإنني مأخوذ جدا بدلالات قول الله سبحانه وتعالى عنهم عندما أتم الله لهم نورهم (واذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰٓ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ).

مبدئياً ، ومن مرجعية الإنجيل نفسه ، لا يوجد شيء إسمه ديانة مسيحية وديانة يهودية، ( وعلى الذين يقولون بغير ذلك فليأتوا لنا بآية واحدة من الإنجيل تقول أن هناك ديانة مسيحية، او ذكرت كلمة مسيحية في أي نسخة من نسخ الانجيل في عهده القديم old testament وعهده الجديد ، new testament فاقت نسخمها المزورة الالاف الان) وعلى الذين يدعون الديانة اليهودية أن يثبتوا لنا أن أبونا ابراهيم عليه السلام ( الكلداني ، السومري جنسا ، والمسلم ديانة)، أو أنه قال أنا يهودي ،او أن يدلونا على اي آية تقول باليهودية كديانة لإبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط ، وليأتي أحدهم ليثبت لنا أنه يدين بديانة سيدنا إسرائيل ، ديانة الإسلام الحنيفي ، و إسرائيل هو يعقوب عليه السلام، والذي قال الله بلسانه يوصي بني إسرائيل أنفسهم (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنۢ بَعْدِى قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ ءَابَآئِكَ إِبْرَٰهِۦمَ وَإِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ إِلَٰهًا وَٰحِدًا وَنَحْنُ لَهُۥ مُسْلِمُونَ) ، أو أن الصهيونية ديانة ، والدعوة مفتوحة إلى أن يرث الله الارض ومن عليها. 

ووفق تعاليمنا الربانية، نحن المؤمنون بإبراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والاسباط ، وبما أنزل على موسى وعيسى ، وما أوتي النبيون من ربهم جميعا ،لا نفرق بين أحد من رسله ، وفق ما آتانا من رب العالمين (ربنا وربهم جميعا) من توجيهات وتعاليم ، فإن الدين أتى في صورتين ، صورته الكبرى هو إسلام ( حنيفي ملة ابراهيم ، وصبغة الله التي صبغ الناس عليها )، وسماه الله الإسلام الحنيفي ، وسمى ابونا ابراهيم كل من يؤمن به ، المسلمين على ذلك، ( وَجَٰهِدُواْ فِى ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦ ۚ هُوَ ٱجْتَبَىٰكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍۢ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَٰهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِى هَٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ ۚ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱعْتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوْلَىٰكُمْ ۖ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ) ، وصورته الخاتمة ، التي أتى برسالتها محمد صلى الله عليه وسلم، للناس كافة ، بإعتبار أن عالمية الإسلام في هذه الصورة ، موجهة للأولين والاخرين ، إنسهم وجنهم.

الكثير من المسلمين والنصارى أنفسهم يخلطون بين المسيحية، في شكلها الحالي كإتباع باطل ، مُشرك ، (أسسه بول بعد عشرين عاما من رفع عيسى عليه السلام) ، وبين الإسلام الحنفي ، الذي جاء به نوح وابراهيم واسحق ويعقوب (اسرائيل) والاسباط من ذريته) ، وما أوتي موسى وعيسى) كديانة ارتضاها الله لأتباع كل الرسل بمن عيسى عليه السلام (وكتابه وطريقته البيّنات) وسماها الإسلام في كل مراحلها مرحلة مرحلة ، بسلسلة متكاملة من لدن نوح إلى محمد عليهم السلام ، وانزل لموسى الكتاب، ( وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى *ٱلْكِتَٰبَ* وَقَفَّيْنَا مِنۢ بَعْدِهِۦ بِٱلرُّسُلِ) ولعيسى البينات، (وَءَاتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ *ٱلْبَيِّنَٰتِ* وَأَيَّدْنَٰهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ)، وكحلقات في سلسلة الاسلام الكلي (قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلْأَسْبَاطِ وَمَآ أُوتِىَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِىَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍۢ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُۥ *مُسْلِمُونَ* ) والإسلام الخاتم الذي ارتضاه الله لنا عبر رسوله صلى الله عليه وسلم.

فلا مسيحية ولا يهودية إذن انما هو الإسلام الكلي الذي يجمعنا جميعا ، كمظلة شاملة نؤمن بها ، ومتى ما آمن القوم برب واحد لا شريك له ، وأتموا إيمانهم واسلامهم بالأيمان بمحمد كخاتم للرسل ، أرسل للناس جميعا، فقد خلصوا أنفسهم من الكفر ببعض الأنبياء ، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم ، من سلسلة الرسل والرسالات (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلْأَسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَٰرَىٰ ۗ قُلْ ءَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ ٱللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَٰدَةً عِندَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ ۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ). 

والكثير يشتكل عليه الأمر في تأويل قول الله سبحانه وتعالى (إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِـِٔينَ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) ، على أن اليهود والمسيحيين بصورتهم الإعتقادية هذا ، وكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، أن هؤلاء ايضا مؤمنين كاملي الإيمان والإعتقاد، على الرغم من أن بعضهم قد استحق صفة المؤمنين ، والمسلمين الحنفاء ، ما قبل مجيء الرسول محمد كخاتم للأنبياء ،أما الذين آمنوا بالله وامنوا برسله ، ممن حضر محمدا صلى الله عليه وسلم، او وصلته رسالته فآمن به منهم ، والذين هادوا ( وهم الذين قالوا إنّا هُدنا إلى الله ، أي لجأنا له وآمنا به ) والنصارى وهم الذين ناصروا عيسى عليه السلام واتبعوه فهم أخواننا في الدين ، لهم ما لنا وعليهم ما علينا. 

وكثير من المسيحيين أنفسهم يشتكل عليهم معنى كلمة (المسيح) ، فهي لقب تشريفي لسيدنا عيسى ، ومسحه ، أي طهره ، عليه السلام، ( رغم ادعائهم أن هناك إمراة جاءت ودهنت ، مسحت جسده الطاهر، وهم يكذبون ، فسموه المسيح)، والمسيحية ككلمة مبتدعة بعده ،ليست ديانته او ديانة قومه ، لكن الخارجون عليهم قالوا عن ديانته ( الإسلام ، المسيحية ) Christianity ولم يقل بها عيسى عليه السلام، ولم تذكر ديانة مسيحية في العهد القديم ولا العهد الجديد ، وقد أشركوا الله بالمسيح أيضا وكفروا (ولقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم )، تعالى الله علوا كبيرا.

وتأليه المسيح ، عيسى بن مريم وعبادته دون الله ، هي كفر بواح نهى عنها عيسى عليه السلام نفسه في غير ما موضع وبعشرات الايات في الإنجيل نفسه (إقرأ آيه ٢٢ : ٩ من سفر التنزيل أدناه والتي يقول فيها عيسى عليه السلام لقومه ، (لا تعبدوني فأنا عبد لله مثلكم ،أعبدوا الله )

*Revelation 22:9*  

“9) but he said to me, “You must not do that! I am a fellow servant with you and your brothers the prophets, and with those mwho keep the words of this book. Worship God.”

وإقرأ آية القرآن الكريم:

(لَقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ ٱلْمَسِيحُ يَٰبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُۥ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَىٰهُ ٱلنَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍۢ)

رسالة. 
قضيتنا كمسلمين لا تمثل أي نوع من العداء او الكره للإنسانية ، مسيحييها او يهودييها ، انما قضيتنا هي قضية موضوعية، تحتم علينا وعلى المسيحيين واليهود ، العالمين منهم بالكتاب ، أن يبينونه للناس ولا يكتمونهم ، وأن نفعل ذلك نحن بالتي هي أحسن ، ونحن بهذا ندعوا النصارى ومن سمّاهم بول بالمسيحيين، أن يؤمنوا بعيسى عليه السلام، رسولا ، وعبدا لله كما يؤمن هو بنفسه كرسول وعبدلله ، وليس كإله ، وكما يأمرهم به دينهم إن كانوا يتبعون عيسى عليه السلام بحق، وندعوهم لدراسة الإسلام الحنيفي الذي أتى به عيسى وموسى وابراهيم وإسحاق ويعقوب والأسباط ، وتطهير كتبه من التزييف والتحريف ، وأن يعرفوا عن السلسلة من لدن نوح وابراهيم ، ومن بعدهم من أنبياءنا ،الى محمد صلى الله عليه وسلم ، على انها سلسلة تربطنا جميعا بالله ، وندعوهم ألا يفرقوا بين رسل الله كما *لا* نفرق نحن، ثم ندعوه لإكمال دينهم بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، واتباعه واتباع كل الرسل وخالقنا وخالقهم ، وهذا هو الصراط المستقيم الرابط بيننا ، فمن وصلته رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يسلم ليكمل إسلامه وإيمانه ، ومن لم يؤمن بكل الانبياء بما فيهم نبينا عيسى وبما جاء به من بينات ، فهو كافر بدين الله ناقص الأيمان وخارج عن ربقة الإسلام حنيفيا وخاتما ، وهذا لم نقرره نحن إنما أقره الله الذي خلقنا وخلقهم أجمعين.

(والله أعلم بمراده وأبرأ من أن أقفوا ما ليس لي به علم ، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ولا أبرء نفسي إنّ النفس لأمارة بالسوء).

تعليقات
Loading...