فتح الرحمن النحاس يكتب:الإنتخابات الأمريكية.. ديمقراطية ليست للتصدير.

بالواضح :مرايا برس

زخم وضجيج ودوي لإعلام لاينام، وإستحواذ لكل (سمع وبصر) وإعتقال لكل الدنيا داخل مسرح سياسي (مخادع) لمشاهدة أكبر ماراثون للإنتخابات الرئاسية في العالم، تحت لافتة (المنافسة الحرة) فتبدو أمريكا وكأنها (الأم الرؤوم) ) للحرية والديمقراطية في العالم… لكن (الحقيقة) تبقى ناصعة فكل مايراه العالم هناك ماهو إلا صناعة (للإستهلاك المحلي) وغير قابلة للتصدير للخارج بذات التوليفة، فهنالك ماوراء الحدود تأتي (المصالح الخاصة) لأمريكا قبل الديمقراطية…ففي بداية التسعينيات سكتت أمريكا على (إجهاض الديمقراطية) في الجزائر لأن صناديق الإنتخابات جاءت بالإسلاميين، وقد اعترف أحد دبلوماسييها (د. جيرجيان) بقوله :(إذا تعارضت الديمقراطية مع مصالحنا فإننا نختار مصالح أمريكا)، ثم  الصمت الأمريكي تجاه (فضيحة الإجهاز) على آخر ديمقراطية في مصر..!!

أما سلبية أمريكا تجاه (ثورات الربيع) العربي، فلا تحتاج لمصابيح كاشفة، فالقاعدة الأهم عند أمريكا أن تمر كل ديمقراطية في الشرق الأوسط عبر حماية مايسمى (بأمن إسرائيل) ويشترك في هذا كل رئيس أمريكي جلس أو سيجلس داخل البيت الأبيض..!!

*ثم ماهو مثير (للضحك والإشمئزاز) في آن واحد، أن نجد أطرافاً عربية مسلمة وقد (تعلقت) في كل مرة بأستار الإنتخابات الأمريكية، فنجد من يساهم في تمويل المرشحين، وهناك من يجمد حياته في إنتظار (رحمة مهداة) تأتيه من المرشح الفائز، ثم تعطيل لنشاط الحكومات والخطط والمشروعات لحين أن ينفض سامر الإنتخابات ثم (فرح) هنا و(حزن) هناك بالنتائج النهائية، فكل هذه (المواقف الإنهزامية) لبعض الأطراف العربية والمسلمة، تعبر عن نظرة شرك تجاه أمريكا وكأنها (إله) بيده كل مقاليد الدنيا ولاحول ولاقوة إلا بالله…فكيف يطيب لك أيها المسلم العربي ألا تتذكر أن أمريكا وكل الدنيا والخلائق أجمعين، تحت (مشيئة وقبضة الله) جل وعلا، وأن هذا الإله الأمريكي لايساوي ذرة من تراب في ملكوت الله القوي المتين..!!

إن فاز بايدن أو غيره، فلن يكون الحال مع العرب والمسلمين بأفضل من ماكان خلال عهود السابقين، فكلهم صنائع (المعامل اليهودية) في أمريكا، وكلهم يضعون مصالح أمريكا وإسرائيل على (قائمة إهتمامات) سياسة أمريكا الخارجية، فتأريخ الإدارات الأمريكية المتعاقبة يحكي عن هذا بوضوح تام..!

الإنتخابات الأمريكية وإفرازاتها (سحر) تبطله مواقف الدولة العظمي على الأرض، (فالعدوانية) هي عنوانها المميز في التعامل مع الشعوب والدول المستضعفة، وعليه لايمكن أن توصف أمريكا بأنها (زعيمة) العالم الحر، أو هي دولة ديمقراطية تقبل بالديمقراطية في أي زمان ومكان..!!

سنكتب ونكتب..

تعليقات
Loading...